أحد رواد الحركة التشكيلية الكويتية
تأبين / فنان الديرة بدر القطامي رسم بريشته آخر لوحات عمره
1 يناير 1970
04:53 م
| كتب مدحت علام |
غيّب الموت مساء اول من امس الفنان التشكيلي بدر القطامي، بعد صراع طويل مع المرض، حيث شيّع الاصدقاء والاهل جثمانه إلى مثواه الاخير ظهر امس.
والفنان بدر القطامي - رحمه الله- من الرواد الذين عملوا بصدق في اثراء الساحة المحلية بأعمال تشكيلية ترصد البيئة الكويتية، ليطلق عليه فنان الديرة، نظرا لاهتمامه بالمواضيع التي توثق الحياة الكويتية القديمة، من خلال العديد من اللوحات التي اشتبك فيها مع عناصر فنية قريبة من الوجدان الكويتي.
كما رسم الفنان الراحل بوتريهات لادباء الكويت، وفنانيها الرواد، وانه كان كثير التواجد في رابطة الادباء، كي يصبح صديقا لكل الادباء والمثقفين والكتاب الذين يترددون على الرابطة.
وان الساحة التشكيلية الكويتية. بوفاة فنان الديرة بدر القطامي، تكون قد خسرت رائدا من روادها، الذين عملوا في التشكيل منذ سنوات طويلة مضت، ورغم مرضه الاخير الا ان مشاريعه الفنية، كانت مستمرة ولم يوقفها الا الرحيل.
ودرس القطامي في القاهرة لمدة اربع سنوات في عام 1962، ثم حصل على بعثة إلى انكلترا عام 1966 حتى عام 1972، ويعتبر من الفنانين المهتمين بالمدرسة الواقعية، وكان محبا للتراث الكويتي راصدا له، وانه في عام 1996 كلفته وزارة التربية، للعمل مع البعثة الدنماركية للكشف عن الآثار في جزيرة فيلكا، كما اصدر ثلاثة مؤلفات عن الفن التشكيلي، ومن المؤسسين للمرسم الحر.
وشارك القطامي في العديد من المعارض داخل وخارج الكويت، كما قدم معارض شخصية متنوعة، ومثل الكويت في فعاليات عديدة، كان آخرها في العام الماضي من خلال معرض شخصي في السودان افتتحه وزير الثقافة السوداني محمد يوسف عبدالله في الخرطوم.
كما افتتح وزير الاعلام الشيخ صباح الخالد آخر معرض شخصي له في العام الماضي في قاعة أحمد العدواني في ضاحية عبدالله السالم.
ولقد اختطف الموت الفنان بدر القطامي، وهو على سرير المرض في مستشفى «مبارك الكبير»، كي تتبقى لنا اعماله الفنية، تلك التي تواصلت مع التراث الكويتي في اجمل صورة.
بدر الرفاعي: عالمه يعني العيش في رحاب المجتمع
... وقال عنه الأمين العام في افتتاح معرض شخصي له:
إن الدخول الى عالم الفنان القطامي بالنسبة الى المشاهد يعني بكل بساطة العيش للحظات في رحاب المجتمع، مجتمعه الكويتي الذي ينتمي إليه خاصة، واستلهام قبسات من تاريخه، فأعمال الفنان القطامي الفنية، في أكثريتها تعبير ابداعي عن البيئة المحلية والمجتمع ومدى تعلقه به. ويبدو جليا ان اللوحة الفنية عنده تعكس، بكل صفاء وشفافية، هذه العلاقة الحميمة بين الفنان القطامي وبيئته التي حضنته منذ الطفولة، بما يتماوج فيها من ملامح ثقافية متعددة الجوانب والأبعاد. ولا شك في انه بوفائه هذا لواقعه انما يقدم الدليل الأكيد على أصالة عواطفه التي يفجرها في أعماله ألوانا وفضاءات تشكيلية بديعة.
وانسجاما مع هذا الموفق المحب نقلت ريشته المبدعة تفاصيل لا تحصى عن حياة الناس والطبيعة المحلية: فصورت المرأة وموقعها في الحياة، ولباسها وسحرها، وعاداتها وأمومتها، كما صورت حياة أهل الكويت في مختلف تجلياتها ومراحلها، وفي أنماط معيشتهم البدوية والحضرية. وبذلك يمكن النظر الى هذه الاعمال الفنية كسجل توثيقي أو مرآة بأيدي
الأجيال الحاضرة والقادمة لتشدهم الى تراثهم وماضيهم، بغض النظر عن حقيقة الواقع الذي يعيشونه في اللحظة الراهنة.
الواقع ان هذا التميز في مشوار الفنان القطامي جعله أحد سفراء الفن التشكيلي الكويتي، حيث أقام معارض فنية جديرة بالاهتمام في القاهرة، وبغداد، والبحرين، وبيروت وقطر، والمملكة العربية السعودية، وتونس، وسلطنة عمان، وبريطانيا، وهولندا، والصين، واسبانيا، وروسيا.
ويسعد المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب ان يقدم هذا المعرض الشخصي الجديد للفنان بدر القطامي، آملين ان يلقى محبو الفن التشكيلي وجمهوره في الكويت كل
المتعة في التجوال في رحاب هذا المعرض.
سيرة فنان
الفنان الراحل بدر القطامي احد رواد المدرسة التشكيلية في الكويت، لقب بفنان الديرة، وكانت ولادته في «فريج» غنيم، وعاش حياته بين «فرجان رجان» الكويت الثلاثة وهي فريج غنيم، وفريج سعود، وفريج السبت لمدة عشرين عاماً.
قضى أغلب أوقاته في الرسم والتلوين، فانصب اهتمامه على فن الرسم في يسر وسهولة، حيث سلك بدر القطامي طريقه الفني على يد معلمه الأول عبدالحميد الفرس، الا انه اكتشف ان الفن الذي يمارسه لم يكن معبرا عما يريده او يحس به، فذهب إلى القاهرة عام 1962، وقضى فيها اربع سنوات دراسية، ثم ابتعث إلى انكلترا عام 1966 حتى عام 1972،وهناك وسط بيئة علمية وفنية افاد كثيراً من دراسته، وبدأ اتجاهاً جديداً بأعمال فنية تعبر عن مشاهداته في المجتمع الكويتي، واحساساته بها.
وتجسيداً لهذه الاحساسات اقام خلال دراسته وبعد انتهائها العديد من المعارض الفنية عبر فيها بصدق عن بيئته الكويتية، وجاب بهذه الأعمال العديد من الدول العربية والأوروبية.
يعد الفنان بدر القطامي من فناني المدرسة الواقعية، وهو مؤمن بفنه، محب للتراث الكويتي، حيث لايزال يحتفظ بكثير من رموزه كدلة القهوة، والسدو والبورمة وغيرها من اشياء متنوعة تلقاها من اصدقائه وأقاربه، ويحيط نفسه بها لتكون مصدر الهاماته وموضوعا للتعبير عن مشاهداته، وهو إلى جانب ذلك كله يعتز كثيراً بهويته العربية.
استطاع الفنان بدر القطامي تحويل مساره الفني إلى اعمال بصرية ناجحة تشهد بمهارته في التلوين وبالتقاط كل ما يخدم لوحاته من التراث، تلك التي حققت تلازماً بين الظل والضوء، وتلاؤماً وانسجاماً بين الخامة الفنية ودقة التنفيذ، وتجلت هذه القدرات مجتمعة في رسوماته بالفحم والقلم الرصاص، وفي حرص الفنان الشديد على البقاء في اطار خصائص وسمات المدرسة الواقعية التي ينتمي اليها.
ومن أهم ما يحرص عليه الفنان بدر القطامي ضرورة النظر في الموضوع الفني من زوايا مختلفة عند ممارسة العمل في الابداع الفني، كما يعتقد ان الفنان الأصيل ينبغي له ان يسعى دائماً إلى التجديد والابتكار، ويؤمن بأن الموهبة هي الأساس الذي يمكن الفنان من الانتشار وتجاوز الآفاق المحدودة لفنه، ومع ذلك فإن الموهبة لابد ان تكون معطاءة وخصبة، ومن الضروري ان يعلم الفنان على صقلها بالدراسة والتدريب والثقافة الواسعة، فلا خير في تفكير او تعبير ينفصل عن الحياة، ومن ثم فعلى الفنان الا يركن إلى التأملات الذهنية، بل يغادرها ليغوص في مواقع الحياة التي يعيشها، وهو كفيل بأن يوقظ حسه، ويصل بفنه إلى كل ما هو سام ونبيل، ويؤكد الفنان بدر القطامي ان من أسباب رقي الفنان بفنه ان يكون خبيراً بالنفس البشرية قدر خبرته بأشكال الواقع الخارجي.
في عام 1961 كلفت وزارة التربية الفنان بدر القطامي بالعمل مع البعثة الدنماركية لكشف الآثار في جزيرة فيلكا، وخلال هذه الفترة انجز بعض اعماله الفنية ذات الصلة بهذه الجزيرة.
قام الفنان بدر القطامي بإصدار ثلاثة مؤلفات عن الفن التشكيلي، يحتوي الأول منها على رسومات بالقلم الرصاص، والثاني يتضمن رسومات بالألوان المائية والزيتية، والثالث كان إصدارا خاصاً عن الغزو العراقي وحرب الخليج تحت عنوان «209 أيام تحت الاحتلال».
وقد ساهم الفنان بدر القطامي في إرساء دعائم الحركة التشكيلية في الكويت، ويعد احد مؤسسي المرسم الحر، وقد نشر هذا الفن على المستوى الجامعي، حيث اختير للمشاركة في انشاء قسم للفنون التشكيلية ضمن ادارة الرعاية الاجتماعية في جامعة الكويت وكان تقديراً لدوره الرائد في الحركة الفنية.
علي عاشور: بدر القطامي تاريخ ممتد
كتب الدكتور علي عاشور جعفر تقديماً في كتيب المعرض الذي أقامه القطامي عام 2006 في قاعة أحمد العدواني قال فيه: لن أكتب عن سيرة بدر القطامي، فهو تاريخ، يمتد عمره الفني الى نصف قرن من الزمان، لكنني سأكتب عن تجربة جديدة له في هذا المعرض تنطوي على دلالة خاصة، واعني بها تجربة استخدام الصحون المعدنية الدائرية كاطار يصب فيها القطامي تجربته اللونية الجديدة.
الصحون المعدنية المدورة تذكر مشاهدها بأيام اجتماع الاسرة على مائدة الطعام، تلك اللحظة التي يجتمع فيها الجميع ليأكلوا من صحن كبير واحد، فيها تتراص الأجسام وتتشابك الأيدي لتأكل مما هو مقسوم لها، لتؤكد فكرة الجماعة والبساطة والارتباط الاسري.
أصبحت هذه الصحون المعدنية اطارا وضع فيه القطامي موضوعه الاثير عن البيئة الكويتية، ليذكر مشاهديه من جيله او الجيل الذي عاصر هذه البساطة بتلك الايام ذات القيم العظيمة، التي أصبحت - مع الأسف - اطارا يعلق على الحائط.
وأحسب ان استخدام القطامي للصحون الدائرية يحمل دلالة مضمرة، اذ الدوائر تتجلى في كل مكان من حياتنا، انها قانون من قوانين الوجود تحمل معنى الاستمرارية والقصاص في آن «الحياة دوَّارة» كذلك فان الشكل الدائري يشي بالمحبة والتواصل والحوار والمشاركة، ومنها جاءت فكرة «الطاولة المستديرة» لتؤكد فعل المشاركة والمساواة في الحوار.
هكذا نجد مثل هذه الأفكار التي تدعو الى النظر الى ما وراء الآني، والى النظرة الاحادية للأشياء فنسبر أغوار الأفق عبر الفكر الجماعي الخلاق، لتكتمل الصورة وتشمل البحر والسماء، وألوان السدو المتنوعة، وتشكيلة الزهور المختلفة، استعارة لتلك الأيام الخوالي. هكذا يصبح الفن رسول جمال ومحبة، وعنوانا للتذكرة بتلك الذكريات التي «تدور» في أذهاننا بصورها «المشرقة» كاشراقة التجربة القطامية الجديدة.
سليمان الخليفي... وأشواق القطامي
... وتحت عنوان «أشواق القطامي» كتب الأديب سليمان الخليفي مقالا نشر في كتيب آخر معارض بدر القطامي قال فيه:
إذا كانت العجلة اول ابتكارات الانسان في مجال الاداة، حيث اتاحت له تحريك ما كان عصيا على الحركة من وزن، ومن مكان إلى ابعد.
فإن الرسم كان اول ابداعاته، للتغلب على ما كان معلوما من الخطورة ومجهولا!
ومن بعد جاءت الكلمة، كلمة الانسان، المعبرة عما يفيض به الوجدان وتتلامع به الخواطر، وتنشطر به الفكرة إلى فعل.
بيد ان الرسم لم يتزحزح فقد ظل سحرا، يستمطر ما في غمام القلوب، ورهام العقول.
واذا القصيدة نهران يلتقيان في شط البصيرة،
واذا الموسيقى موج بحر، صاهرته اضواء القمر.
يكون الرسم اطيافا، وانشقت عن جبين الشمس الساطع، تتنامل وتنمو في حكاية الصورة، حينما ينجلي المولود من مسوّى اعضائه، ليتحدث.
امام الرسم وقتها نقف لتشغيل العين في قراءاته وترتيل عناصره، وكثير اما سمعت الاذن من نبضه، او اشتم الانف ريحا من عجائنه.
الرسم انهمار للطبيعة على حدقة الذوق، والرسم تخليق للطبيعة من مسام الانامل.
الطبيعة كونا وانسانا!
الرسم مقولة فنان للطبيعة: انت متوالية! انا احبسك بألواني!
لبدر القطامي التفاتات حنين، لاوجه الكويت وروح الحياة فيها، التي عشنا بعضا من بعض احوالها القديمة، والتي ما زال الكثير منا، يغرف من معينها، ان شعرا او قصا او مسرحا.
ولما كانت الكويت تتكئ على البحر بأضلاعها الشعورية والذهنية، كانت البرية تسجي جانبها الآخر، فمن هنا تتلامع جزرها النابتة في موج ازرق، ومن هناك يلفح العسيب اعناق النخل ويزهر العرفج، غير ان بيئة الاهلين، اروع من كل ذلك، حيث الارادة والشكيمة وباع الكرم.
وفي البيوت وما احلى رسوم مبانيها، عيال ونساء ومودة!
للاشغال النساء، وللاعمال الرجال، وكل امر وله ادواته وحيوانه.
وفي الاسواق وعد ووفاء.
عن هذه جميعا، يتنابع الحنين لدى بدر، لما اصبحت في البعيد، غير ان صورتها في الاعماق!
هل رأيت جماعة من جمال اعناقها متجادلة، وكل رأس ينغز في شطر من الصحراء، كأنما هي في حراسة لمكنوز!
وهل رأيت طائفة من الحمر البيضاء الجميلة، في مساحة للرؤية، كأنما هي في حال اجتماع حول مسألة العمل.
او ابصرت فرسا صهباء، تزينها مرابط الرأس وعدة اللجام، حتى قال صاحبها: حلوة!
او تأملت صفوف البعران، المشبوحة على برتقال الغسق وتجري من تحتها الاعشاب، صف طويل قلبه صف صغير، الوانها غامقة كسحر العيون من البراقع.
الرجاء الا تغفل عن موقف العشق بين الفرسين.
الرجال ينتظرهم بنيدر، والاطفال يحتضنهم الجال.
وثم صورة آسية للغروب في الوطية، كأنها مصاغة من الجمر، اما صواري الابوام، فأعمدة البخور!
لم ينس الحقول وتربة الثمر، فإن وثق للجهراء، فانه يذكر بالفنطاس وبوحليفة وفيلكا.
اما علم الكويت، فمن حوله ايقاع ونغم، وجمعة للمرح، حين تداعب الوطن، هذا وغيره كثير، يعرضه القطامي، وثائق مرائي مفصلة العناصر، زاهية وعاملة على التكوين، تسعد الذي سواها والذي عايشها، وتعطي فكرة للجيل الذي لم يشهد الكثير منها، في صورته الحقيقية.
ذلك كان التراث في عين بدر ومن وجدانه، تسلل إلى القماش، فأصابه انتعاش!
وزير الإعلام يؤبن القطامي
كونا - أبن وزير الاعلام الشيخ صباح الخالد الحمد الصباح الفنان التشكيلي الراحل بدر القطامي، احد اهم رواد الحركة الفنية التشكيلية في الكويت والذي توفي امس. وقال وزير الاعلام: «أن الكويت بفقدانها فنان كبير ساهم طوال حياته المهنية في تأسيس الحركة التشكيلية المحلية والعربية، انما تخسر هامة كبيرة حيث كانت حياته مليئة بحب الوطن وأهل بلده وعكس من خلال أعماله الفنية المعبرة مظاهر البيئة الكويتية». واعرب الشيخ صباح عن احر التعازي لاسرة الفقيد والى محبي فنه وجميع الفنانين التشكيليين في الكويت. وقدم الراحل القطامي الكثير من الاعمال في حب الكويت خلال نصف قرن قضاها في الابداع بالرسم والتأليف والانتاج.
رابطة الأدباء: شيء من سيرة «فنان الديرة»
صدر عن اللجنة الاعلامية في رابطة الأدباء تأبين للفنان الراحل بدر القطامي جاء فيه:
من فريج غنيم مرورا بأربع سنوات دراسة في القاهرة عابرا الى انكلترا عبر بعثة دراسية مصطحبا عشقه للفن، مرابطا صادقا في المدرسة الواقعية ودّعنا «فنان الديرة» متأبطا تعبه الأخير، بدر القطامي رائد من الرواد المؤسسين للفن التشكيلي الكويتي، وأحد مؤسسي المرسم الحر، مساهما فاعلا في تجسيد التراث والقضايا الوطنية عبر لون وأبعاد ورؤية وعمق، باثا في لوحاته آراء لا تخلو من شجاعة ووضوح، متصادما مع كل ما من شأنه أن يقلل من منجزات الوطن.
جاءت لوحاته تحمل بوحه المتجدد في معرضه الشخصي الأخير في الكويت، الذي صادف تاريخ 4 مارس 2008 بينما شاء باب الحياة أن يوصد خلفه بتاريخ 5 مارس 2009، علما أن آخر معارضه العربية أقيم في الخرطوم في ابريل عام 2008.
حازت المرأة والوطن الحصة الأكبر في احتكار أكثر ابداعاته، حاملا مهمة وصول أفكاره مباشرة دون ضبابية وتأويل، مجسدا خطه الخاص والواعي، مؤكدا مبادئ عليا لا تهادن، قابضا بخطوطه اللونية والابداعية على اتجاه يؤرخ للبيئة وتفاصيلها الغنية صحراويا وبحريا، مؤكدا أن المدينة لا تقارب الكثير من اهتمامه ولا تلغيه في المطلق.
متفانيا ومستمرا في رصد التفاصيل بريشته، لم يتوقف عن اصدار قلمه للعديد من الكتب المعنية بالفن منها كتاب « 209 أيام تحت الاحتلال»، «حديث الألوان»، و«الفن امرأة».
متفانيا ومستمرا في رهانه التشكيلي، شارك في تأسيس قسم يعنى بالفنون التشكيلية في ادارة الرعاية الاجتماعية بجامعة الكويت.
آخر أمانيه بناء مرسم خاص بفنه في «الخيران» أمر به سمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد الصباح، لكن «بدر القطامي» رحل تاركا الأمنية ومكانه شاغرا بينما ابداعه متجليا ورازحا في الحركة التشكيلية. رحم الله الفقيد وأسكنه فسيح جناته والهم ذويه الصبر والسلوان.