مدير عام البيت عبد القادر العجيل ناب عنه في افتتاح ندوة «القضايا المعاصرة» في بيروت
الحريتي: بيت الزكاة يشق طريقه بخطى ثابتة ما جعله مؤسسة طابعها التميّز في خدمة الفريضة
1 يناير 1970
09:16 ص
بيروت - كونا - افتتح بيت الزكاة الكويتي الندوة الـ 18 لـ «قضايا الزكاة المعاصرة» والتي تستمر ثلاثة ايام وذلك تحت رعاية رئيس الوزراء اللبناني فؤاد السنيورة وبالتعاون مع صندوق الزكاة التابع لدارالفتوى اللبنانية.
واكد وزير العدل الكويتي وزير الاوقاف والشؤون الاسلامية رئيس مجلس ادارة بيت الزكاة المستشار حسين الحريتي في كلمة القاها نيابة عنه مدير عام بيت الزكاة عبد القادر ضاحي العجيل ان «الكويت وبتوجيهات من صاحب السمو امير البلاد الشيخ صباح الاحمد ورعاية كريمة من حكومة الكويت وبدعم مبارك من الشعب الكويتي الكريم استطاع بيت الزكاة الكويتي ان يشق طريقه بخطى ثابتة ونجاح متميز على كل الاصعدة والمجالات، ما جعل منه مؤسسة طابعها الريادة والتميز في خدمة فريضة الزكاة».
وشدد على حرص بيت الزكاة منذ انشائه عام 1982 على تنظيم مثل هذه الندوات التي تجمع كوكبة من العلماء يتدارسون ويبحثون في مسائل الزكاة المعاصرة، حيث تم تنظيم 18 ندوة نوقش خلالها حوالي 147 بحثا وورقة عمل، مؤكدا ان ما صدر عن هذه الندوات من توصيات وفتاوى كانت مرشدا وهاديا ومرجعا لمؤسسات الزكاة في العالم الاسلامي.
من جهته، اكد مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ محمد رشيد قباني في كلمة مماثلة ان انعقاد هذه الندوة في لبنان «تعبر عن عمق العلاقة بين بيت الزكاة الكويتي ودار الفتوى في لبنان، كما تؤكد عمق العلاقات بين الدولتين والشعبين».
واضاف ان «زكاة المال في الاسلام تمتاز بامكاناتها العالية في تطوير الانفاق والادخار ومشاركة الطاقات الكبيرة والصغيرة بالمساهمة في التمويل والانتاج وترشيد الاستهلاك»، لافتا الى ان الزكاة «كانت اول نظام عرفته البشرية في وسائل رعاية المحتاجين للعمل والانتاج للانفاق على حاجاتهم».
ودعا المفتي قباني العلماء ورجال الاقتصاد الى التفكير «في الوسائل الاكثر تحقيقا لحكمة وشرع الزكاة في الاسلام وتوعية الناس بفريضة زكاة الاموال وعدم التهاون او التقصير في ادائها لما لها وفيها من فوائد دينية واقتصادية واجتماعية». واعرب عن شكره للكويت اميرا وحكومة وشعبا على وقوفها الدائم الى جانب لبنان وعلى كل ما قدمته للبنان من مساعدات في مختلف المجالات ولمختلف المناطق اللبنانية.
اما رئيس الهيئة الشرعية العالمية للزكاة في الكويت الدكتور عيسى زكي عيسى فقال في كلمته ان «اكثر ما يميز لبنان هو التنوع الثقافي الذي يشكل الوان طيف المجتمع اللبنانية ساعدت الحرية فيه على ان يعبر كل طيف منها عن هويته تعبيرا صادقا وصريحا حتى اصبح انموذجا للتعايش بين ثقافات مختلفة يستحق الدارسة والتامل».
واعرب عيسى عن اعتقاده ان هذا التعايش «هو الذي يهيئ البيئة الصالحة الايجابية لعقد مثل هذه الندوات لما يحققه من امن وسلم ورفاه».
واكد عيسى ان الهدف من وراء انعقاد الندوة الـ 18 لقضايا الزكاة المعاصر «احياء الاهتمام بتطبيق الزكاة واحياء الاجتهاد الاجتماعي في قضايا الزكاة المعاصرة».
واشار الى ان العمل الذي تقوم به الهيئة الشرعية العالمية لقضايا الزكاة المعاصرة «ياتي مكملا لجهود مباركة اخرى تقوم بها هيئات اخرى في مجالات متعددة منها منتدى قضايا الوقف الفقهية الذي ترعاه الامانة العامة للاوقاف في الكويت، حيث يعنى بقضايا الوقف والندوة الطبية التي تتبناها المنظمة الاسلامية للعلوم الطبية ومقرها الكويت حيث تتخصص ببحث القضايا الطبية المعاصرة».
كما وجه الشكر للمشاركين في فعاليات الندوة، متمنيا حرصهم على المشاركة في تأصيل مفهوم الزكاة في العالم الاسلامي باعتبارها ركنا اجتماعيا وماليا يحتاج في هذا العصر الى جهود الفقهاء والاقتصاديين والمحاسبين لحل معضلات تطبيقه في واقع الأفراد والشركات والمؤسسات وغيرها على المستويين المحلي والعالمي.
من ناحيته، اكد وزير الدولة اللبناني خالد قباني الذي مثل السنيورة في هذه الندوة في كلمة ان «الزكاة فريضة اذا احسن اداؤها تؤدي الى التكامل والتضامن والنهوض بالمجتمع العربي والاسلامي وتعالج الفقر وتقضي على الجهل والمرض». واشار الى ان صناديق الزكاة هي «بيوت مال المسلمين وهي تطهير للنفوس والقلوب»، لافتا الى ان الزكاة «تنمي وترتد على صاحبها بالخير الكثير».
واشاد بالمسؤولية العالية التي يوليها المسؤولون عن بيوت الزكاة والذي وضع حجر الاساس له في لبنان الشهيد رفيق الحريري.
وقال ان «الزكاة رحمة من الله ولمن يزكي تطهره وتعزز ايمانه وترفع عن الانسان الظلم ورحمة للمجتمع لانها تنسج التواصل والمحبة بين جميع فئاته ومكوناته».
ثم القى سماحة الشيخ الدكتور عمر سليمان الاشقر وهو احد كبار العلماء في الاردن كلمه نيابة عن ضيوف الندوة اشاد فيها بجهود الكويت عبر هيئاتها المختلفة في تأصيل المفاهيم ودعم القضايا الاسلامية، مشددا على ضرورة الدور الكبير الذي تضطلع به فريضة الزكاة في «اصلاح حال المسلمين على مدار التاريخ».
وحضر الندوة القائم بالاعمال في سفارة الكويت لدى لبنان المستشار طارق الحمد. كما حضر مفتي سلطنة عمان احمد الخليلي واعضاء من الهيئة الشرعية العالمية للزكاة الدكتور خالد الشطي والدكتور عجيل التميمي والدكتور محمد الطبطبائي وعضوا هيئة كبار العلماء في السعودية عبدالله سليمان المنيع وسليمان عبد الله المطلق، اوفدهما خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز ورئيس لجنة الزكاة في دار الفتوى اللبنانية عدنان الدب، بالاضافة الى حشد من العلماء والمشايخ من مختلف الدول العربية.
وعقب ذلك بدأت الجلسة البحثية الاولى حيث تم تقديم بحثين للدكتور حمدي صبح والدكتور نايف العجمي تحت عنوان «ابحاث الاقراض في الزكاة». ويتخلل الندوة جلسات تتمحور حول «دفع المنافع في الزكاة» و «الاحتفاظ بالاسهم المحرمة لحين ارتفاع سعرها والحصول على رأس المال» و«الاتجاهات الفقهية في زكاة الديون والرأي الراجح فيها»، على ان يصدر عقب هذه المناقشات البيان الختامي والفتاوى والتوصيات للندوة.