عسكريو غينيا بيساو يقتلون رئيسها بعد ساعات من سقوط قائد الجيش بقنبلة
1 يناير 1970
04:00 ص
بيساو - ا ف ب - قتل رئيس غينيا بيساو جواو برناردو فييرا صباح امس، على يد عسكريين، بعد ساعات من اغتيال رئيس اركان الجيش الجنرال تاغمي نا وايي في اعتداء بقنبلة.
وقال الكابتن زامورا ايندوتا، «قتل الرئيس فييرا بأيدي الجيش حين كان يحاول الفرار من منزله الذي هاجمته مجموعة من العسكريين المقربين من قائد اركان الجيش تاغمي نا وايي صباح اليوم (الاثنين) الباكر نحو الساعة الرابعة (بالتوقيت المحلي توقيت غرينتش)»، مضيفا، «حصدته رصاصات اطلقها هؤلاء العسكريون».
واتهم ايندوتا، وهو مسؤول العلاقات الخارجية في الجيش، رئيس الدولة بانه «كان احد ابرز المسؤولين عن موت تاغمي». واضاف «ان البلاد ستنطلق مجددا الآن. عطل هذا الرجل نهضة هذه البلاد الصغيرة».
وفي لشبونة، اكد مصدر ديبلوماسي برتغالي، مقتل رئيس المستعمرة البرتغالية السابقة حتى استقلالها في 1974.
وندد رئيس المفوضية الافريقية جان بينغ في شدة باغتيال الرئيس، وقال انه يشكل «عملا اجراميا».
واعتبر السكرتير التنفيذي للمجموعة الاقتصادية لغرب افريقيا محمد بن شمباس، ان اغتيال الرئيس «يمثل اغتيالا للديموقراطية».
وامضى جواو برناردو فييرا الملقب «نينو» (69 عاما)، نحو 23 عاما رئيسا لغينيا بيساو. واعيد انتخابه رئيسا لهذا البلد الواقع غرب افريقيا في 2005، بعد ست سنوات من نهاية حرب اهلية استمرت 11 شهرا (1998-1999) ابعدته عن السلطة.
وكان تاغمي قضى متأثرا بجروحه مساء الاحد في اعتداء بقنبلة استهدف مقر قيادة الجيش، حسب رئيس مكتبه اللفتنانت كولونيل بوام نهامتشيو، الذي قال باكيا في اتصال هاتفي مع «فرانس برس» مساء الاحد، «كان الجنرال في مكتبه حين انفجرت القنبلة. واصيب اصابة بالغة وقضى متأثرا بجروحه».
وحسب احد حراس الجنرال، فان القنبلة الشديدة الانفجار وضعت تحت السلم المؤدي الى مكتبه. واضاف: «حال صعوده اول درجات السلم انفجرت القنبلة».
وشهدت الاشهر الاخيرة عداوة متبادلة بين الرئيس ورئيس الاركان. وفي بداية يناير، اكد الجنرال انه نجا من محاولة اغتيال، واتهم انصار الرئيس بالسعي الى «تصفيته». وقال ان جنودا يتولون حراسة مقر الرئاسة اطلقوا النار لدى مرور سيارته امام القصر الرئاسي.
وفي 23 نوفمبر، نفذت مجموعة من العسكريين هجوما ليليا على مقر فييرا، وأوقع الهجوم قتيلين اثنين بين حراسه. وانتقد الرئيس، قائد الاركان لعدم تدخله اثناء العملية.
وجمع رئيس الوزراء كارلوس غوميز جينيور، الذي تم تعيينه في هذا المنصب اثر الانتخابات التشريعية في نوفمبر رغم خلافاته مع الرئيس، في شكل عاجل مساء الاحد الحكومة وشكل خلية ازمة «لمتابعة الوضع». وتوقفت برامج الاذاعات المحلية بأمر من السلطات العسكرية.
وشهد تاريخ غينيا بيساو العديد من المحاولات الانقلابية وحركات العصيان. ومنذ الاستقلال في 1974 عن البرتغال يشكل الجيش عماد الدولة في هذا البلد الزراعي الصغير الذي يعد بين افقر دول العالم.