الحياة تتلاطم امواجها وترتفع حتى تكون كالجبال في بعض الأحايين. وتهدأ فتكون ساكنة. ولكن الذين يثيرونها لايودون لها السكون، لأن تلك الامواج تؤثر على العابثين وتجعل الساكنين يتأثرون ايضا بذلك التأثير ولايعيشون الاستقرار، لان هذه الاثارة تثيرهم اكثر من الذين يصنعونها
سمعنا ورأينا وقرأنا واستذكرنا دروساً متعددة ومتباينة، بل انهامختلفة، ولكننا هل نستوعب معناها فننجح عند التمحيص؟ كل من في الوجود يطلب صيداً، ولكن هذا الصيد يختلف من قناصٍ عن صياد.
حدثني ابويعقوب انه ذهب ليبعث فاكساً في احد مكاتب البريد لم يستطع الموظف ارساله في حينه بسبب خلل فني وعد صديقنا بانه سيرسله، عندما يكون الوقت مناسباً وتبادل الاثنان ارقام الهواتف المحمولة. وفي اليوم التالي يخبر الموظف صديقنا بانه ارسل الرسالة المطلوبة وعليه ان يحضر لتسديد الرسوم. حضر صديقنا ودفع له الرسوم ثم انصرف الى سبيله. وبعد فترة اتصل موظف البريد طالبا منه ان يقرضه مبلغاً من المال لحين ميسرة واخذ يزعجه بكثرة الاتصالات، ولم يستطع ان يتخلص منه الا بعد ان هدده بالشكوى.
منظر كئيب والذي اكثر منه كآبة هو ما قال لي طالبٌ في الجامعة اثناء توجهه الى محاضرته، وفي وقت وقوفه امام الاشارة الحمراء فتح باب السيارة وفاجأه رجلٌ بالدخول عليه من دون استئذان وجلس بجانبه، وقال له اريد ان انزل عند اشارة الباص، واخذ يسأل الشاب عن سيارته ومن أين اشتراها ثم قال له اريدك ان توصلني الى منطقة الحساوي، قال الشاب انني مرتبط بمحاضرة فقال الضيف الثقيل اعطني خمسة دنانير، فرد الشاب ليس في محفظتي نقودواخذ يحاوره في الحديث ولم ينزل من السيارة إلا بعد شق الانفس.
منظر مرير وآخر أمر منه، اذ قالت لي امرأة نزلت من سيارتي يوماً من ايام العروض في احدى الجمعيات التعاونية ويوم العرض الذي تقل فيه اسعار السلع، رأيتها اكثر من الاسعار الحقيقية. في هذه الايام قابل رجل هذه المرأة، وقال لها ان زوجتي في المستشفى ولم استطع ان ادفع الرسوم، اريد منك مبلغا من المال، اعطته ما تيسر لها وسمعت صوت رجل آخر يقول إنه نصاب احذري منه.
مناظر متعددة نشاهدها في هذه الايام ولكن اين الرادع؟ وكيف نردع هذه المواقف؟
ومن المسؤول عن ايقافها؟ ومتى تنتهي؟
لن تنتهي الأنفس عن غيها
إن لم يكن منها لها زاجرُ
ونحن في ظل ملالة عامرة والعتاوية لم تزل تتختل.
سلطان حمود المتروك
كاتب كويتي