تحقيق / الأهالي يستذكرون مثل «قديمك... نديمك» بعد حريق صالة «الرفاع» والخشية من تكرار المأساة

الأفراح... يبيله حوش!

1 يناير 1970 05:52 م
| كتب غانم السليماني |
لم تكن صالة أفراح «الرفاع» التي تحول فيها الفرح إلى مأتم هي الوحيدة في الجهراء التي تفتقر لشروط الأمن والسلامة، فقد كشفت جولة ميدانية لـ «الراي» ان صالتين من أصل 5 صالات يمكن ان تتحولا في أي وقت إلى كارثة اخرى عنوانها الموت، ومدادها الدم، وسببها التقصير والاهمال والفساد التي باتت عنواناً بارزاً لمخالفات واضحة تعلن عن نفسها.
والسؤال: كيف تمنح تراخيص من البلدية والدفاع المدني وغيرها من الجهات المعنية لصالة أفراح تفتقر إلى شروط الأمن والسلامة، لدرجة ان احدى هذه الصالات اقيمت بـ «الكيربي» ما يعني انها يمكن ان تصبح كتلة من اللهب المشتعل في اي لحظة!
أهالي الجهراء المفجوعون بـ «عرس الدم» راحوا يبحثون عن بدائل اخرى للصالات الموجودة، مستذكرين المثل القائل «قديمك نديمك» عندما كانت تقام الأفراح في أحواش المنازل التي باتت البديل الجاهز والآمن الآن، خشية من تكرار المأساة مرة اخرى، آملين من الحكومة التدخل عبر اجهزتها المعنية للحفاظ على أرواح المواطنين... وهنا التفاصيل.

في البداية قال محسن عيسى المطيري ان «الصالات التي تقام بها الأفراح والمناسبات ضرورة ملحة لاستيعاب اعداد الضيوف الكثيرة، فبعض المواطنين لا يملك منزلاً او ديوانية كبيرة لاسيما بعد ازالة الديوانيات، لافتاً إلى ان الصالة تشكل امرا أساسيا وأساسا في هذه الأيام».
وأفاد ان «حريق صالة «الرفاع» دفع بالعديد من الاشخاص لعمل ألف حساب عندما يفكر في حجز صالة، وأنا شخصياً سأتأكد من شروط الأمن والسلامة بنفسي وأطلع على الصالة من الداخل».
من جانبه، قال سالم العنزي ان «الحريق الذي حدث في صالة «الرفاع» أصاب الناس بالخوف والهلع وقد يدفع بعض النساء إلى العزوف عن الذهاب إلى الصالة التي أتمنى إزالتها كونها تشكل نقطة سوداء في تاريخ الجهراء».
وأشار إلى ان إقامة العرس في المنزل عادة قديمة ولم تعد تنفع في هذه الأيام ومن يفكر في ذلك لا بد ان يملك مساحة كبيرة ومواقف للسيارات، وقد تحصل بعض الأضرار في منزله لكثرة الحضور ولوجود أطفال.
من جانبه، قال مشاري الدالي انه بعد حريق صالة الرفاع لن افكر اطلاقاً في اقامة اي مناسبة او احتفال لاسيما الاحتفالات الخاصة بالنساء لعدم توافر شروط الأمن والسلامة في الصالات لكثرة الزحام.
وأضاف ان فترة الصيف ستشهد استخدام المكيفات وهذا الأمر يزيد الاعباء ويسبب ضغطا على مولدات الكهرباء، لافتاً إلى انه من المتوقع ان تفتقر بعض الصالات إلى شروط الأمن والسلامة.
من جانبه قال تركي الشويعر ان الكارثة التي حلت في صالة الرفاع كانت قضاء وقدراً وهذا الأمر لا يمنع ان نأخذ بالأسباب المتمثلة في ضعف الرقابة من قبل البلدية والاطفاء على شروط الأمن والسلامة، وأتمنى اغلاق الصالات لفترة موقتة لمراجعة شروط الأمن والسلامة قبل اقامة اي حفل او مناسبة.
وأفاد ان اعضاء المجلس البلدي مطالبون باجراء متابعة لحادث الحريق وفتح لجنة تحقيق واجراء ما يلزم على ضوء نتائج التحقيق، لافتاً إلى ان بلدية الكويت تتحمل قانونياً اضرار حادث الحريق.
وأشار إلى ان تحميل رجال الاطفاء أسباب التأخير لا يصح لوجود نقص في شروط الأمن والسلامة في الصالات وحتى مرشات الماء معطلة وفي بعض الصالة لا يوجد مرشات للمياه ولا يوجد الا مدخل واحد.
من جانبه، استغرب محمد الرويعي عدم وجود عقد بين الاطراف عند استئجار صالة ولكن يتحمل صاحب العرس بطريقة شفهية عمليات الإصلاح والصيانة في حال وجود اضرار بالمنشأة، وفي المقابل لا يتحمل صاحب الصالة الاضرار التي نتجت عن الحريق لتقصيره بشروط الأمن والسلامة.
وأفاد الرويعي ان استهلاك الكهرباء وعدم وجود مهندسين متخصصين لمعاينة ضغط الكهرباء كان وراء اشتعال الحريق في صالة «الرفاع».
واضاف لقد فوجئت بوجود غرف سكن للعمالة في الاسقف العلوية للصالة وهذا مخالف لقرار انشائها ولابد من محاسبة اصحابها.
واشار الرويعي الى ان هناك صالة للافراح مصنوعة من «كيربي» وليس لها إلا مدخل واحد صغير، ولك ان تتخيل لو حصل حريق لاقدر الله ماذا ستكون الخسائر، ولا اعتقد انه سيكون هناك ناجون لقلة شروط الأمن والسلامة.
من جانبه، قال ناصر المذن ان اقامة الافراح بالصالات اصبحت امرا خطيرا ولابد ان يتم انشاء صالات حديثة على طراز متقدم ويراعي شروط الأمن والسلامة.
وافاد ان حادث صالة «الرفاع» سيكون سببا رئيسا في عزوف المواطنين عن استئجار صالات الافراح الذين سيبحثون عن بدائل و قد تكون اقامة الافراح في البيوت و«الحوش» البديل الناجح للصالات.
وطالب خالد الجنوبي بمحاسبة المقصرين في حريق صالة «الرفاع» وتقديمهم الى القضاء ليكونوا عبرة لغيرهم، فالكويت تحظى بوقوع حوادث لا تتم متابعتها وسرعان مايتم نسيانها.
وقال هادي العبدالهادي ان محاسبة الصالة عن التسيب الحاصل ضرورة ومطلب شعبي بعد ان فجعت الجهراء بكارثة «الرفاع» التي شكلت نقطة سوداء في تاريخ الجهراء.
واضاف ان الجميع يتحدث عن قلة شروط الأمن والسلامة في الصالات لاسيما المخصصة للنساء التي عفى عليها الزمان.
وقال إنه لابد ان يتم سحب تراخيصها ولا يتم تأجيرها للمواطنين الذين يبحثون عن الفرح ليتحول إلى حزن بسبب اهمال اصحاب الصالة.
وفضل العبدالهادي اقامة العرس في حوش المنزل بدلا من الصالات التي تفتقد شروط الأمن والسلامة، موضحا ان الجميع حزين على ما حصل لعائلة الفرح ومتعاطفون معهم.
من جانبه، طالب سعود النبهان الحكومة بحل المعوقات التي تواجه اهالي الجهراء لقلة وجود الصالات المتوافرة والملائمة لشروط الأمن والسلامة ولابد من توافر الشروط اللازمة.
واضاف: انصح المواطنين عدم استئجار الصالات التي تفتقد شروط الأمن حتى لا يتحول العرس الى مأتم، لافتا إلى ان اهم المعوقات التي تواجه اهالي الجهراء هي قلة الصالات متعددة الاغراض، وهذا الامر ساهم في تكدس الحجوزات على الصالات القليلة التي لم تراع شروط الأمن والسلامة وليس لديها وقت لصيانة مرافق وتمديدات كهرباء الصالة.