في ندوة «العربي في كتب التعليم في إسرائيل»

محطة / باحثون مصريون: المناهج التعليمية الصهيونية تبث روح الكراهية تجاه العرب

1 يناير 1970 07:11 ص
| القاهرة - من دعاء فتوح |
تستمد الندوة التي أقامتها لجنة الدراسات الأدبية واللغوية في المجلس الأعلى للثقافة بمصر... تحت عنوان «صورة العربي في كتب التعليم والآداب في إسرائيل»... أهميتها من اللحظات التاريخية التي يمر بها الوطن العربي الآن، وصراعه مع الكيان الصهيوني.
الندوة - التي أقيمت لتحديد صورة العربي - شارك فيها رئيس قسم الدراسات الإنسانية بجامعة الأزهر الدكتور محمد أبوغدير، وأستاذ الأدب المقارن بكلية الآداب جامعة طنطا الدكتور محمد جلاء إدريس، ونائب رئيس التلفزيون المصري الدكتور عادل معاطي، والباحثة بمجلس الشوري الدكتورة صفا محمود عبدالعال، وأدارها الدكتور يوسف نوفل.
نوفل... بداية أشار إلى أن هناك تضامنا غير معلن، بقصد أو من دون قصد من قبل بعض الحكومات العربية في التعتيم على موقف العداء الإسرائيلي للعروبة... من خلال تجربته الشخصية مع النظام التعليمي في مصر، وذلك عندما شارك في تأليف أحد كتب النصوص في المرحلة الإعدادية قبل اكتمال العقد الثامن من القرن الماضي، وقام بتضمين موضوع عن خطر الصهيونية، وبعد سنوات قليلة اكتشف حذف الموضوع من الكتاب.
الدكتور محمد أبوغدير لفت... إلى أن طبيعة المجتمع الإسرائيلي المتغيرة تجعله يطمح في الولوج إلى نادي الدول العشر الكبار، وأن هذا يحتم علينا تحديث الدراسات المتوافرة لدينا عن هذا المجتمع كل 5 سنوات على الأكثر، وهو ما لا تتيحه الميزانيات الضئيلة المخصصة للبحث العلمي في مصر.
وقال: لقد اتبع الإسرائيليون بعض الخطوات لترسيخ صورة العربي المشوهة في آدابهم، أولها ترسيخ مبدأ أساسي في الفكر الإسرائيلي هو «تسييس» الدين و «تديين» السياسة، لذلك نجد الشخصية العربية ظهرت في الأدب العبري منذ بداية الحركة الصهيونية، وقرار إقامة وطن قومي لليهود.
ثانيا... إن الكيان اليهودي قام على أهداف قومية موحدة، والمجتمع اليهودي بأكمله في خدمة تلك الأهداف، بعكس المجتمع العربي الذي لا يوجد لديه هدف قومي واحد يلتف الناس حوله.
ثالثا... إسرائيل ارتكزت على سلاح الثقافة والعلم والمعرفة من خلال إنشاء الجامعة العبرية، ومعهد الترجمة العبرية، ومعهد التقنيوم وتحويل اللغة العبرية إلى لغة للحديث اليومي ولغة للصحافة والإعلام، والمدهش في الأمر أن 80 في المئة من تلك الأنشطة العلمية والثقافية تمول من قبل الأثرياء اليهود من جميع أنحاء العالم... لذا لا يقع اللوم على الحكومات العربية وحدها.
رابعا... تزايد المد الديني المتطرف داخل الجيش الإسرائيلي الذي تجلى خطره في وحشية المجازر التي حدثت في غزة أخيرا، لأن الجندي المتدين يقتل العربي بفتوى شرعية دينية.
إذا جاء تركيز أبوغدير على الأسلحة التي استخدمها اليهود في تأصيل تصورات خاطئة عن الشخصية العربية، جاء الدكتور محمد جلاء إدريس بطرح عام لتلك التصورات في ذهنية المجتمع الإسرائيلي الذي قسمه إلى 3 مجموعات، المجموعة الأولى هي تصورات مجتمع الصفوة الإسرائيلي، وقسمه إلى 3 اتجاهات، الاتجاه «البوبوري» نسبة إلى مارتن بوبر، وهو اتجاه يعترف بوقوع ظلم وغبن تاريخي على العرب في فلسطين.
وقال: مع الأسف اندثر هذا الاتجاه تدريجيا، والاتجاه الـ «بن جوريوني» نسبة إلى بن جوريون وهو اتجاه يركز على أن العرب لا يعرفون سوى لغة القوة، وهو اتجاه يخدم تطلعات المشروع الصهيوني، والاتجاه «الويز ماني» نسبة إلى ويز مان وهو لا يختلف عن سابقه، والمجموعة الثانية هي تصورات العلماء الذين يؤمنون بأن الشخصية العربية تتسم بالجمود والتصلب وغير قادرة على تجاوز عيوبها، والمجموعة الثالثة هي تصورات الرأي العام الإسرائيلي، وهي نوع من اللامبالاة، المؤيدة للاتجاهات السياسية الإسرائيلية.
الدكتور عادل معاطي، قال: تلك التصورات عن العرب لم تكن ناتجة عن تجارب حقيقية بين هذا المجتمع والشخصية العربية، ولكنها أتت من زاويتين، هما نظرة اليهودي لنفسه، التي يكتنفها الاستعلاء والاصطفاء، باعتبارهم ملوكا للعالم، ونظرته للآخر باعتباره المحطم والسد الذي يقف في طريق استعلائه، ولأن هناك تشابها كبيرا بين شخصية العربي، وشخصية اليهودي الشرقي القديم، ما يؤدي إلى تحطيم تلك النظرة، لذا وجب عليهم تشويه صورة ذلك العربي... إما بوصفه إرهابيا إذا كان يحمل سلاحا يدافع به عن حقوقه، أو بوصفه قذرا ومتكاسلا وغبيا وغيرها من الصفات الشائنة إذا كان مواطنا عاديا.
الدكتورة صفا محمود عبدالعال، أشارت إلى بعض الأفكار التي تبثها المناهج التعليمية الإسرائيلية في عقلية الطفل الإسرائيلي، ومنها ترسيخ عناصر الكراهية والحقد وروح العداء للعربي، وتعميق الشعور بأن إسرائيل هي الوطن والأرض الذي لا حدود له ما يعكس فكرة التوسع الدائمة.
وقالت: لم يكتف اليهود بترسيخ تلك التصورات الخاطئة في الذهنية الإسرائيلية عن طريق مناهج التعليم الدراسية، بل امتدت مساعيها إلى محاولات التدخل في مناهجنا العربية في أكثر من موقف، ففي العام 1996 طالب شيمون بيريز في المؤتمر الاقتصادي بالدار البيضاء... أن تجرب الدول العربية قيادة إسرائيل لها خلال الـ 40 سنة المقبلة، وفي العام 2000 طالبت إسرائيل الدول العربية في منتدى دافوس بتغيير مناهجها الدراسية لأنها تحث على انتشار الإرهاب.