الفلاح افتتح حلقة مناقشة برنامج «علماء المستقبل»: «الأوقاف» تدعم المشروع وتوفر عوامل القوة له

تصغير
تكبير

بدأ برنامج علماء المستقبل احد مشاريع المركز العالمي للوسطية اولى حلقاته  النقاشية بهدف الاسترشاد بآراء وافكار ومقترحات اهل الرأي والعلم وذوي الاختصاص من الشرعيين والتربويين والنفسيين والمختصين بالمناهج واهل الفكر والدعوة واصحاب التجارب الشبيهة وذلك لاتمام صياغة البرنامج ومناهجه على الوجه الأكمل بعد الاستماع لاهل العلم والفكر في هذا المجال.

وبدأت اولى الحلقات النقاشية التي خصصت للمختصين بالعلوم الشرعية بحضور وكيل وزارة الاوقاف والشؤون الاسلامية ونائب رئيس اللجنة العليا لتعزيز الوسطية رئيس المكتب التنفيذي في المركز العالمي للوسطية الدكتور عادل الفلاح والوكيل المساعد لشؤون القرآن الكريم والحج والمشرف العام للبرامج العلمية في المركز العالمي للوسطية مطلق القراوي، ومدير برنامج علماء المستقبل والباحثين والاداريين والاعلاميين في البرنامج جعفر يوسف الحداد، ومشاركة نخبة من اساتذة الشريعة والدراسات الاسلامية.



وانطلقت الحلقة النقاشية بكلمة للدكتور عادل الفلاح رحب فيها بالضيوف وبالمشاركين في الحلقات النقاشية وشكرهم على تلبية الدعوة املا ان تسهم مقترحاتهم واراؤهم في بلورة الصورة النهائية المثلى للبرنامج ومناهجه، مؤكدا على ان وزارة الاوقاف والمركز العالمي للوسطية يقفان وراء هذا المشروع ويدعمانه بكل ما يوفر له عوامل القوة والنجاح.

اعقب ذلك عرض تقديمي مصور عن البرنامج ورؤيته ورسالته واهدافه وآلياته، وبعد العرض استكمل مدير البرنامج جعفر الحداد في كلمة له بعض الجوانب والاضاءات عن البرنامج واسباب نشأته واساس فكرته وحاجة الامة اليه وكرر شكره الحضور، مؤكدا لهم ان ملاحظاتهم ومقترحاتهم ستكون محل العناية والتقدير لدى القائمين على البرنامج ليبدأ بداية قوية تتناسب مع اهدافه واغراضه التي قام من اجل تحقيقها.

ثم بدأت الحلقة النقاشية برئاسة مطلق القراوي الذي بدأ الحوار بكلمة أوضح فيها الهدف من اقامة واعداد هذه الحلقات وهو ان يأخذ برنامج علماء المستقبل أكبر الحظ من النقاش والمراجعة والآراء المتعددة لتكوين قاعدة معلوماتية متكاملة تؤهل البرنامج ان يكون على مستوى من النضج، يمكن بحق ان يطلق عليه «مشروع أمة».

وأكد القراوي في كلمته ان «التدابير جاهزة ومستكملة استعدادا لانطلاقة البرنامج في العام المقبل».

ثم فتح باب النقاش والاستماع لآراء المشاركين حيث بدأ الدكتور خالد المذكور الحوار بالشكر لمن قام بهذا الجهد الواضح للاعداد لهذا البرنامج، وأكد انها فكرة بناءة يأمل ان تأخذ حظها في التطبيق كما اخذت حظها من التنظير والاعداد لها واقترح الا يقتصر في ترشيح الدارسين على الجهات الرسمية، بل لابد ان يفتح المجال لاولياء الامور الراغبين في تسجيل ابنائهم في البرنامج وأكد «ضرورة التركيز والدقة في اختيار المعلمين الاكفاء وفي انتقاء الدارسين من بيئة علمية شرعية».

وتحدث محمد رواس قلعة جي فاثنى على البرنامج وعلى الجهود التي بذلت في الاعداد والتحضير له ولمناهجه ثم اقترح ان تعرض المناهج على جامعات ذات صلة وذلك للتنسيق معها في معادلة شهادة البرنامج مع الشهادة الرسمية الجامعية.

وأشار إلى «ضرورة ادراج بعض المقررات كمناهج البحث والخط ودورات اضافية لتقوية مناهج اللغة العربية».

واقترح محمد ابو الفتح البيانوني «تعميم المرحلة التمهيدية على جميع المسجلين من الدارسين في البرنامج وذلك ليكونوا مهيأين لدراسة العلوم الشرعية والاستمرار في البرنامج ونظامه، وان يركز البرنامج على الاسترشاد بالتجارب السابقة له ذات الصلة في البلاد الرسمية»، مشيرا إلى «اهمية اضافة مقررات في العلوم الانسانية للمناهج والى ادراج ومشاركة العنصر النسائي في البرنامج ولو في مرحلة لاحقة».

وشكر عبدالله نجيب سالم وزارة الاوقاف والمركز العالمي للوسطية، والقائمين على برنامج علماء المستقبل، ثم تطرق خلال كلمته إلى الحاجة الماسة لمثل هذا البرنامج، «في محاولة لوضع رؤية صحيحة للتعليم الشرعي في البلاد الاسلامية»، مؤكدا على «ضرورة مراعاة الواقعية والتخطيط الجيد للبرنامج ومناهجه واقترح ان «تمتد الشريحة المستهدفة لتشمل المرحلة الابتدائية، وان يعاد النظر في اسم البرنامج ليكون اكثر خصوصية ودلالة على محتواه الشرعي»، وختم مداخلته بان البرنامج يعد مشروعا كبيرا وحلما يراود العالم الاسلامي كله.

واشار مراد بو ضايه إلى ما تعانيه مؤسسات التعليم الشرعي من ضعف في التأهيل والتأصيل معربا عن امله ان يكون برنامج علماء المستقبل مراعيا لهذين الجانبين وذلك بالاهتمام بالجانب التأصيلي في مناهج البرنامج فيركز على اصول الفقه والمنطق وعلوم اللغة العربية، وكذلك يركز على الجانب التأهيلي فيهتم بالعلوم الانسانية وطرق التدريس وبعض المقررات في الخط والجماليات ونحوها، ولفت إلى اهمية التدرج والتسلسل في دراسة المقررات والمناهج في البرنامج خلال مراحله المتتابعة، لافتا ان منهج السلف الصالح في الطلب وفي التعليم قد انتج في الماضي، وهو قادر على الانتاج في الحاضر بنفس المستوى، مع ضرورة مراعاة العلوم العصرية والمستجدة في واقعنا المعاصر.

من جانبه، قال خالد شجاع العتيبي ان «هذا المشروع هو هم الامة كلها»، واشار إلى قيمة الفكرة ومدى احتياج الامة لاعداد مثل هؤلاء العلماء الربانيين الذين يسعى البرنامج لتخريجهم مؤكدا على «ضرورة البداية بقوة تناسب الطموحات والاهداف الموضوعة لهذا البرنامج»، ومشيرا إلى «اهمية تحديد الشريحة المستهدفة»، واقترح ان يركز البرنامج على «طلبة المعاهد الدينية القائمة في الكويت».

بدوره، اكد بدر الرخيص على «عدم الاستعجال او التسرع في انطلاقة البرنامج او في وضع مناهجه، حتى ينال حظه الوافر من التأصيل والدقة والمنهجية العلمية ليكون قويا في انطلاقته وفي تنفيذه»، واشار إلى «ضرورة اعتماد ميزانية مستقلة للبرنامج، والحرص على عدم ارتباطه بشخص ضمانا لاستمراره حالة وجود الشخص او غيابه». واقترح في نهاية كلمته ان تكون هناك «سنة تجريبية اولى لتقييم البرنامج ومناهجه والدارسين فيه والمعلمين والتجربة عموما».

وختمت الحلقة بكلمة لياسر النشمي، اشار فيها إلى ان «هذا البرنامج قوي من حيث الفكرة ومن حيث الاهداف والرؤية والرسالة، وامل ان يجمع البرنامج في طريقة التدريس والمناهج بين طريقة المشارقة في قراءة وفهم الشروح، وطريقة المغاربة في حفظ المتون واستيعابها»، مشيرا إلى «اهمية التدرج في تدريس المقررات في الحفظ والدراسة وتضمين مناهج اللغة العربية بعض اشعار الجاهليين كالمعلقات وذلك ليتمكن الدارس بالبرنامج من معرفة جوانب الاعجاز في القرآن الكريم ويقوي تمكنه من اللغة العربية».

واقترح ان تدمج السنوات التمهيدية في سنة واحدة مكونة من ثلاث دورات صيفية مكثفة، وضرورة التركيز على مناهج اصول الفقه والمنطق وتكثيفها لتناسب اعداد وتخريج عالم شرعي موسوعي مجتهد كما هو المؤمل من البرنامج، واعرب عن امله ان يحافظ البرنامج على استقلاليته وعدم التقييد او التحيز لمدرسة او مذهب فكري معين حرصا على قبوله لدى كل الاوساط.

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي