نبض

فلسفة في معمعة عزاء!

تصغير
تكبير
| بدرية مبارك |
كانت ترتدي معطفها الذي طالما أجلته لمناسبة تستحق ان ترتديه فيها، لكن لم تتوقع انها سترتديه في جنازة والدتها، كان يمسك بكلتا يديها بلطف، وهما يسيران لالقاء نظرة الوداع الاخيرة على والدتها، ابتسمت رغم الحزن فقد اسرتها بسمة الاطمئنان... والهدوء الذي تغشاه سكينة تلك التي ارتسمت على ملامح والدتها الميته امامها!
ارادت ان تبتعد عن اجواء المدينة وصخبها، ولم تكن تريد ان تستقبل المعزين فهي تؤمن بفلسفة خاصة بها، لم هم يكثرون ويقبلون من كل حدب وصوب عند الجنازات والاحزان، وفي الاعياد او مناسبات الافراح لا نجد إلا القلة ممن يقاسمنا فرحنا، والكثير منهم يتذرعون بحجج الانشغال بالحياة واعمالها، وكانت تتساءل: اذاً اين اعمالهم
وارتباطاتهم وقت الحزن اجدهم قريبين؟ وهمهمت كم امقتهم بعدما انهت تساؤلاتها! تذكرت قول شقيقتها في حياة سابقة: اننا وقت الفرح ربما لا نحتاج سوى لبسمتك وانتشائك بسعادة اللحظة، لكننا عند الحزن نحتاج لدفء الاجساد والاحضان، وان نرى الاهتمام في عيون من يحبونا!
لكنها لم تقتنع سوى بالقليل مما قالته شقيقتها. تاهت افكارها مع اول ريشة عبر طيفها!
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي