د. وائل الحساوي / نسمات / لو كنت مكان النائب باقر!!

تصغير
تكبير

بصراحة... بصراحة... بصراحة، لو كنت مكان النائب أحمد باقر لتركت «القرعة ترعى» وتركت الحبل على الغارب، وقلت: لا بارك الله فيها من شغلة، أخدم بلدي فلا أجد إلا الإنكار والمسبة من الناس!! أحافظ على أموال الأجيال فيكون جزائي اتهامي بالحسد، أتصدى للعبث بالقوانين فيتهمونني بأنني حكومي، ولو كنت مكان باقر لقلت لنواب إسقاط القروض: لا يكفي ذلك بل أسقطوا جدران البنك المركزي ليحصل المواطنون على كل ما فيه من أموال، ولطالبت برهن نفط الكويت في الأرض وتحصيل الكاش مقابله لمئة سنة مقبلة ثم أطير بطيارة فوق سماء الكويت وألقي بالأوراق النقدية فوق رؤوس الناس لأصبح البطل الأوحد.

هل هذا جزاء من يقول لكم: لا تفرطوا بأغلى ما تملكونه من أجل فئة غامرت واستدانت، بينما الملتزمون الآخرون لا نصيب لهم؟!

وهل هذا جزاء من يصل الليل بالنهار ليخرج لكم قوانين مالية تضمن لكم العيش الكريم، المبني على التخطيط السليم - بالتعاون مع زملائه في المجلس -؟ إن قانون الزكاة الذي اقترحه باقر لو تم تطبيقه التطبيق الصحيح لما بقي معسر في الكويت، وان قانون صندوق المعسرين الذي اقترحته اللجنة المالية يكفي لسد حاجة جميع المعسرين وغير المعسرين، بل أين ذهب قانون منع الاحتكار وقانون الخصخصة اللذان ساهم باقر في وضعهما لحماية المواطن من جشع التجار؟!

يقولون إنه لم يفعل ما فعل إلا من أجل تعيينه وزيرا، وهذا هو عين الغباء، فالحكومة تستطيع تعيين عشرات الوزراء ممن يدافعون عنها، لكنها لا تستطيع أن تأتي برئيس لجنة مالية في المجلس يدافع بتلك الشراسة عن أموال البلد ويتصدى لمن يريد العبث فيها بغير وجه حق، لذلك فهي لن تفرط فيه في المجلس لا في الوزارة، ويقولون إن الديون المطروح اسقاطها على العراق لو ناقشها المجلس لسارع باقر إلى إقرارها، وهذا رجم بالغيب.

لا أجد في تفسير موقف باقر من مهاجميه إلا كموقف المرأتين اللتين اختصمتا إلى نبي الله سليمان عليه السلام على طفل وكلتيهما تدعي أنه ولدها، فأمر بقطع الطفل الى قسمين وتوزيعه على المرأتين، فصاحت إحداهما تبارك تلك الخطوة بينما صرخت الأخرى بقولها: إنه ابنها وليس ابني فاعطوه لها، فعلم سليمان أن الأولى كاذبة إذ لو كان ابنها لما فرطت فيه، كما ينادي المتشدقون بالوطنية اليوم بالتفريط بأموال البلد بحجة المحافظة عليها وتوزيعها التوزيع السليم على الشعب.

لو كنت مكان باقر لسألت نفسي مرارا: لماذا أدافع عن قضية أعلم علم اليقين بأنها حق لكنني أرى كل من حولي معارضاً أو صامتاً؟! فالحكومة صاحبة الشأن الأول تتصرف وكأن الأمر لا يعنيها، وكما قال النائب صالح الفضالة: هل يعقل أن الحكومة لا تستطيع التأثير على نائب واحد لمساندتها؟! لكنها تتعمد قتل النواب بالصمت إن لم يكن لديها هدف هو إفشال المجلس ومن ثم حله!!

كذلك أين ذهب علماء الدين الأجلاء ولجنة الفتوى بالأوقاف وغيرها؟ ولماذا صمتوا على مشهد ذبح غير شرعي لأموال الشعب في عيد النحر، ما عدا الدكتور محمد الطبطبائي - جزاه الله خيرا - الذي ناله من الجهلاء ما ناله حتى وصفوا فقهه بفقه الحمير!!

وأين ذهبت أجهزة الإعلام الرسمية بل والصحف الرصينة التي تدافع عن الحقوق وتدعم الحكومة؟!

الحمد لله انني لست مكان النائب باقر وانه ليس أنا، لذا أقول له: سر على بركة الله ولا تحزن وإذا نالك من الأذى ما نالك فقل كما قال رسولك الكريم «رب اغفر لقومي فإنهم لا يعلمون».


د. وائل الحساوي

wae_al_hasawi@hotmail.com

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي