لماذا فجأة بيرتس

تصغير
تكبير
«الجمهور يريد عودتي»، قال عمير بيرتس في منتهى السبت في مقابلة مع «القناة 2». «الجمهور ينتظر أناساً مثلي. أنا أرى هذا في كل مكان في البلاد». مشتاقون جداً لأن يروه. يريدونه جداً لدرجة أنه حتى في سديروت، بلد بيرتس، حصل «حزب العمل»، الذي هو أحد قادته على 5.4 في المئة من الأصوات. في الانتخابات السابقة، لمجرد التذكير، حصل «العمل» برئاسة بيرتس على خمسة أضعاف، 25.4 في المئة من الأصوات في المدينة. ها هو الرجل وها هي الأرقام التي يساويها اليوم.
الحقيقة، لا أذكر في الأعوام الأخيرة ظاهرة على هذا القدر من انعدام المعنى، وقحة وبائسة مثل ظاهرة بيرتس. لا يوجد شخص صفى مثله «العمل»، ولكن بدل الاختباء بخجل كبير، يسعى إلى قيادة هذا الحزب البائس والدولة نحو مصائب أخرى.
لزمن طويل أيضاً لم نصطدم بسياسي متذبذب وخائن للمبادىء، يركل الرفاق وينكث العهود، يذر الرماد في العيون، ولا يرى الواقع إلا عبر ناظور مغلق.
هذا بدأ في موعد ما هناك في العام 2005، في حينه أعاد رئيس «العمل» شمعون بيرس بيرتس، الذي كان يقود حزباً هامشياً يدعى «شعب واحد»، إلى صفوف «حزب العمل». وتعهد بيرتس في حينه ألا يتنافس أمام بيرس على رئاسة «العمل»، ولكنه تنافس رغم ذلك، انتصر، وأدى إلى انسحاب بيرس نحو «كاديما» والانشقاق في «العمل». الحماسة له كانت كبيرة في تلك الأيام، فلماذا الجحد، كلهم تحدثوا عن البشرى الاجتماعية، والاستطلاعات ارتفعت شاهقاً إلى 28 مقعداً، ولكن بيرتس دهور «العمل» بسرعة إلى 19 مقعداً فقط في انتخابات 2006.
«الرسائل الاجتماعية لم يتم تشديدها كما ينبغي»، انتقد بيرتس قادة «العمل» في منتهى السبت الماضي. مثير للاهتمام. بعد الانتخابات للكنيست التي هزم فيها أخذ بيرتس بنفسه هذه الرسائل الاجتماعية وألقى بها إلى القمامة. بيرتس انقض في حينه على منصب وزير الدفاع، وهو المجال الذي ليس لديه فيه أي فكرة، وركل كل الفئات السكانية التي انتخبته. بعد وقت قصير من انتخابه لمنصبه كافح بيرتس في سبيل زيادة ميزانية الدفاع على حساب الميزانيات الاجتماعية التي كافح في سبيلها كل حياته. كفاح كاذب، على ما يبدو.
في يوليو 2006 اقتاد رئيس الوزراء اولمرت ورفيقه بيرتس الدولة إلى إحدى الحروب الفاشلة في تاريخها. بيرتس الذي كان ينبغي له أن يخلي مكانه فوراً انطلاقا من المسؤولية الوطنية في صالح شخص أكثر تجربة، أصر على البقاء. لجنة «فينوغراد» تصف بهذه الروح شخصاًَ سطحياً وضحلاً لا ينصت أساساً إلا لنفسه.
«لم يكن لوزير الدفاع اطلاعاً جيداً للمبادىء الأكثر أساسية لاستخدام القوة العسكرية كأداة لتحقيق أهداف سياسية»، كتب عن بيرتس أعضاء اللجنة. «رغم ذلك، اتخذ قراراته دون مشاورات مرتبة مع محافل سياسية ومهنية ذات تجربة. كما أنه لم يعطِ وزناً كافياً للآراء المتحفظة التي انطلقت في اللقاءات التي شارك فيها».
ضرر بيرتس للحكومة والمعركة الحربية كان هائلاً. «وزير الدفاع فشل في أداء مهام منصبه»، قررت لجنة «فينوغراد». «ولايته واداؤه كوزير للدفاع في زمن الحرب أضعف بالتالي قدرة الحكومة على التصدي لتحدياتها». في أعقاب هذه الأقوال ابعد بيرتس أيضاً عن رئاسة «العمل»، هذه المرة على يد ايهود باراك، الذي انقذ على الأقل الجيش وأعده للمعركة في غزة.
بيرتس لم يذهب إلى البيت، لا سمح الله. صحيح أنه اختفى عن الحياة العامة لشهور طويلة، ولكن قبيل الانتخابات الأخيرة استيقظ من جديد. باراك وفؤاد بن اليعزير ساعداه في الانتخابات التمهيدية وإلا كان سيشطب. هو نفسه قدم عرض وحدة مع باراك، على نمط الفكاهي الفردي الكريه بعض الشيء، وأعلن في اجتماعات «حزب العمل» بأن: «الصلة بينه وبين ايهود هي شيء حقيقي، عميق». عميق تقريباً كطول السكين التي غرسها في جسد باراك بعد أربعة أيام فقط من الانتخابات.
شالوم يروشالمي
«معاريف»
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي