Off Side / الأخوة الأعداء

تصغير
تكبير
منذ انطلاق الموسم 2008/2009، صدر عن الجهازين الاداري والفني في نادي بايرن ميونيخ الالماني لكرة القدم اكثر من مئة وعد باعتلاء صدارة ترتيب بطولة الدوري المحلي.
يورغن كلينسمان، «المدرب الثوروي»، اشار في اكثر من مناسبة إلى ان انتزاع القمة من هوفنهايم مسألة وقت ليس الا، غير ان ذلك لم يتحقق رغم ان «البوندسليغه» دخل القسم الثاني من عمره ولم يعد هوفنهايم صاحب الريادة بل هرتا برلين الذي اسقط الفريق البافاري 2/1 يوم السبت الماضي.
من جانبه، مافتئ اولي هونيس، المدير العام في بايرن، يطلق الوعود والوعيد متسلحا بثقة عمياء في مجموعة من اللاعبين اللامعين امثال الفرنسي فرانك ريبيري والايطالي لوكا طوني، والالمان باستيان شفاينشتايغر وميروسلاف كلوزه وفيليب لام والبرازيلي زي روبرتو ومواطنه لوسيو، غير ان كل هؤلاء اثبتوا عجزا فريدا في استغلال اكثر من فرصة سانحة لولوج الصدارة.
ولا شك في ان خسارة السبت الماضي لن تكون مفصلية على جبهة الصراع على درع الدوري غير انها تحمل معاني بليغة لا يمكن ان يتنكر لها الفريق البافاري العريق.
فبايرن ميونيخ «النادي الجنوبي» البعيد عن العاصمة برلين لطالما لعب دور «عاصمة كرة القدم» في البلاد، كيف لا وهو حامل الرقم القياسي لعدد مرات احراز لقبي الدوري والكأس، من دون ان ننسى انجازاته الخارجية؟
وعندما ينجح هرتا برلين في الحاق الهزيمة ببايرن ميونيخ، فإن ذلك من شأنه ان يوجد بعضا من «التوازن» الغائب بين قوى الجنوب وقوى الشمال الشرقي، ومن شأنه ايضا رد الاعتبار للعاصمة، على الصعيد الرياضي، وربما اكثر من ذلك بقليل.
ونشير في السياق نفسه، إلى ان اولي هونيس، المدير الرياضي في بايرن، هو شقيق ديتر هونيس، مدير عام نادي هرتا برلين، وثمة خلاف كبير بين الرجلين اللذين فرقهما خلاف مرير قبل سنوات، حتى انهما لا يلتقيان ولا حتى يتبادلان اطراف الحديث بين الفينة والاخرى.
معلوم ان أولي وديتر سبق لهما اللعب ضمن صفوف بايرن ميونيخ وكانا من رموز الفريق الاحمر، غير ان الاول رفض الموافقة على طلب الثاني لشغل منصب اداري في النادي، الامر الذي اشعل فتيل الخلاف بينهما.
وبعد فترة وتحديد عام 1996، تولى ديتر، الذي شارك مع منتخب المانيا في نهائي مونديال 1986 في المكسيك، وظيفة نائب رئيس نادي هرتا برلين قبل ان يتحول بعدها بسنة إلى وظيفة المدير التجاري والمدير العام.
وخلال هذه الفترة، لم يسجل هرتا اي نتائج مشجعة ويعود اخر فوز يحققه على بايرن إلى ديسمبر 2001، كما انه لم يعتل رأس الترتيب قبل يوم السبت الماضي اثر فوزه التاريخي على خصمه البافاري.
أما أولي الذي يكبر شقيقه ديتر بسنة واحدة، فقد تولى المسؤولية (المدير العام والمدير التجاري) في بايرن في العام 1979 وحقق الفريق تحت اشرافه الكثير من الالقاب، غير ان صفعة السبت الماضي لا يمكن ان يخفف من آثارها التصريح الذي ادلى به اولي: «اضعنا فرصا للتسجيل لكننا لم نخسر شيئا بعد. أننا في وضع ممتاز».
اما ديتر فقال: «كان فوزنا مستحقا».
المهم ان هرتا برلين يتصدر ترتيب الدوري حاليا وهو يتقدم على بايرن ميونيخ بنقطتين (40 مقابل 38) قبل 14 مرحلة على ختام المسابقة، ويبقى السؤال: هل يتفوق الشقيق الاصغر على الشقيق الاكبر أم يستمر الشقيق الاكبر في فرض سطوته؟

• بالامكان التعليق على المقال في موقع «الراي» على شبكة الانترنت:
www.alraimedia.com


سهيل الحويك
[email protected]



الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي