يبدو أن تأثير الأزمة العالمية وخسارة الهيئة العامة للاستثمار لعشرات المليارات من الدولارات جعلت وزير المالية مصطفى الشمالي يقول للزميلة شادية الحصري، وأثناء زيارته الأخيرة إلى القاهرة، بأن تصريحه لـ«الراي» سيكون الأخير! والسبب أن الزميلة طرحت أسئلة تتعلق بالموازنة وحجم الفائض وغيرها من أسئلة اقتصادية بحتة، وهذه الأسئلة نسمعها دوماً تطرح على المسؤولين عن الأمور الاقتصادية والمالية في أي مكان في العالم، ولكن أن يقول معالي الوزير إن مقابلته هذه ستكون الأخيرة لـ«الراي» فهذا لن يضير «الراي» شيئاً، ولن ينقص من قدرها ولا مصداقيتها شعرة واحدة، فهي وكما يعلم الجميع تبنت الكثير من القضايا الوطنية عندما أحجم الآخرون، بل وذهبت إلى أبعد من ذلك بطرحها لقضايا حساسة ومهمة تُعنى بهذا البلد ونشرتها بالعناوين الرئيسية من دون خوف أو وجل. وهذا كله من أجل الكويت وليس من أجل دغدغة المشاعر وتزييف الحقائق التي يمارسها بعض المسؤولين هنا، وهذا ما جعلهم يتحينون الفرص للانتقام منها بكل طريقة ووسيلة، ولكن هيهات، فالجريدة الناجحة لا تستسلم، بل تشهر السلاح بوجه أعداء الوطن، بنشرها الكلمة الصادقة والموجعة التي تجعل الأرض من تحتهم تتزلزل!
* * *
ومن الأمثلة الصادقة على جرأة جريدة «الراي»، هو ذلك التحقيق الذي أجرته أخيراً، والمتعلق بالأكواب الإسرائيلية، وأثبتت وبالصور تقاعس وزارة التجارة وعدم جديتها بمحاسبة المقهى الذي تمادى من دون أن تتم محاسبته، وكل ما فعلته الوزارة هو إرسال مندوب فتش عن هذه الأكواب ولم يجدها، وعقب خروجه وجدت «الراي» هذه الأكواب! وأنا هنا أتساءل عن سر التهاون من قبل وزارة التجارة رغم توثيق الصحيفة لهذا الأمر بالتوقيت والتاريخ أيضاً!
* * *
«زوم» موقع كويتي جدير بالمشاهدة تجد فيه ما لا تجده في المواقع الإلكترونية الأخرى من جرأة الكلمة وكشف ألاعيب من يدعون الوطنية! موقع «زوم» الإلكتروني سلط الضوء وبقوة على تجاوزات البعض، وكشف حيلهم وتلاعبهم بمقدرات الأمة، فكان بحق منبر الكلمة الجريئة ومنبر من لا منبر له! وما يشدك أكثر هو نشره مقالات لمختلف كتاب الصحافة المحلية وبيوم صدورها نفسه، وسماحه لنشر التعليقات والآراء من دون المساس بالثوابت الوطنية، وهذا ما جعله يحلق في سماء المواقع الإلكترونية على جناحي الكلمة الشجاعة والرأي الآخر!
مبارك محمد الهاجري
كاتب كويتي
[email protected]