محطة / البلام ومحجوب: العمارة تعكس كل ما توصلت إليه الثقافة من إبداعات

تصغير
تكبير
| كتب المحرر الثقافي |

القى الدكتور ياسر محجوب والدكتور عبد المطلب البلام من قسم العمارة في كلية الهندسة والبترول في جامعة الكويت صباح الخميس الماضي محاضرة عنوانها «الثقافة المعمارية».

وتأتي المحاضرة في اطار انشطة مهرجان القرين الثقافي، تلك التي اقيمت في مسرح متحف الكويت الوطني وأشارت المحاضرة إلى العمارة التي تعكس ثقافة المجتمع الذي يشكلها بما يتلاءم مع قيمه ورؤيته للحياة وتوجهاته.

ويهدف البحث إلى التعرف على العلاقة بين العمارة والثقافة من تقديم رؤية متكاملة للعمارة كمرآة للثقافة وما تحمله من معان وقيم وكيفية فهم التأثير المتبادل بين الثقافة والعمارة التي نراها حولنا من وذلك خلال طرح أمثلة لتطور العمارة خلال مراحل التغيرات الثقافية  المختلفة وما تعكسه من قيم ومفاهيم ثقافية وما يجب قبوله او رفضه منها مع تطبيق على حالة العمارة في الكويت.

وأوضح المحاضران ان الثقافة هي منظومة القيم والاعراف التي تؤمن بها جماعة من البشر والتي تمثل رؤية متكاملة للوجود. فالقيم هي الافكار التي تؤمن بها الجماعة عن الحياة والموت والخير والشر والصوات والخطأ والاعراف هي القواعد التي تحكم تصرفات الافراد المقبولة في المواقف المختلفة، ويتأثر تكوين وتطور الثقافة بالموقع الجغرافي والبيئة الطبيعية والمناخ والثروات الطبيعية والسكان. وتشمل عناصر الثقافة اللغة واساليب التواصل والدين والمعتقدات والعادات والتقاليد والقيم والمبادئ والتكوين الاجتماعي. ومن اهم منتجات الثقافة والفنون والآداب والعلوم والحرف والطعام والملابس.

وفي سياق الورقة البحثية اشار المحاضران إلى العمارة وما تمثله من اوجه للحضارة ليقولا: «العمارة هي مرآة الحضارة، فهي تعكس كل ما توصلت اليه الثقافة من انجازات وابداعات في المجالات العلمية والانسانية والفنية المختلفة، ولذلك تقاس حضارة الامم بمدى ما نتجته من عمارة وعمران، وتتأثر العمارة باللغة نتيجة لحتمية ارتباط العمارة بالفكر والثقافة وحتمية وجود حوار متبادل بين المرسل والمتلقي في المجتمع الواحد ليزداد التفاعل ويتطور وينتظم. فالعمارة مثل الكتاب المفتوح الذي يقرأ فيه الانسان عن الثقافة، وكذلك تتأثر وتؤثر العمارة في الفنون، فالعمارة هي الوعاء الذي يحوي مختلف انواع الفنون... ولذلك لقبت بـ «أم الفنون»، وتتأثر العمارة بالدين وتوفر المكان المناسب للتفاعل مع التجربة الدينية والمباني المناسبة لذلك».

وان الثقافة المتكاملة تساوي حضارة وكل هذه الاشياء بالتالي تساوي عمارة فعلى مر العصور المختلفة انتجت الثقافات المتكاملة كحضارات عمارة متميزة مثل الحضارة الفرعونية والحضارة الرومانية والحضارة الاسلامية والحضارة الغربية. وتمر الانسانية بمرحلة جديدة تتمثل في ثقافة ما بعد الحداثة وثقافة العولمة التي تؤثر في تطورها ونموها».

وتطرقت المحاضرة في الجزء الثاني إلى التغييرات العمرانية والثقافية التي مرت بها الكويت منذ منتصف القرن العشرين وحتى الان. حيث مرت الكويت بتغييرات ثقافية سريعة صاحبت التغير العمراني السريع بعد اكتشاف النفط. وقد انتج ذلك التغير الثقافي السريع بيئة عمرانية بها الكثير من الايجابيات والسلبيات. ويقترح المحاضر تبني رؤية مستقبلية تساهم في توفير منظومة عمرانية متكاملة تراعي البيئة الطبيعية والانسانية والثقافية وخاصة في المناطق العمرانية الجديدة والمشروعات المستقبلية.

وأقيم على هامش المحاضرة معرض لعدد من مشاريع تخرج طلبة قسم العمارة في جامعة الكويت.

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي