آراء دينية جديدة ومثيرة اعاد فيها التأكيد على شرعية التدخين في «نهار رمضان»

جمال البنا: التفاسير أفسدت «الإسلام» ... والإجماع «خرافة» ولا وجود لـ «رجال الدين»

تصغير
تكبير
| القاهرة - «الراي» |
أثار الكاتب المصري جمال البنا عاصفة فكرية ودينية جديدة، بعدما قال إن «الإسلام يعاني من جمود فكري»، داعيا إلى تجديد يناسب العصر الذي نعيشه لا الاعتماد على آراء واجتهادات مضى عليها ألف عام.
البنا، قال لموقع «المصريون» الإلكتروني: يجب أن يكون هناك تجديد وتحديث، مشيرا إلى أن «الإمام أبوحنيفة كان يقوم قبل 1300 عام بالنقل عمن سبقه من باحثين وعلماء في الدين، وهم رجال ونحن رجال».

وقال:«مشكلات هذا العصر لا يصلح معها آراء الأئمة منذ ألف عام، وانه يتعين أن يكون هناك تجديد وتحديث».
مضيفا: في عالم اليوم لدينا إمكانات لم تتوافر للأوائل من أدوات التكنولوجيا الحديثة، ولذلك علينا أن نلتزم بالأصل الأصيل لدينا، وهو القرآن، دون القيد بتفسيرات المفسرين، ونعيد قراءته.
وذكر أن هناك عددا من التفاسير القديمة زحفت إليها الخرافات بعد نقل المفسرين صفحات كاملة من العهد القديم، وعندما وجدوا اختلاف الأحكام في الآيات قالوا إن الآية الجديدة تنسخ القديمة، وإن آية السيف تنسخ ألف آية من آيات الصفح والرحمة، وذلك من منطلق فهمهم المحدود للقرآن، وكأنه أنزل إليهم ولعصرهم فقط.
وأضاف: القرآن نزل لجميع الأقوام في جميع العصور، وفيه صورة من التعددية والأحكام المتعاقبة، وفيه ما يريده كل عصر، فالإمام السيوطي على سبيل المثال يمتلئ مؤلفه (الاتفاق في علوم القرآن) بالكثير من اللغو والدس في القرآن، وقد انطلى على المحدثين.
وقال البنا: التفسير أفسد الإسلام، ولذا علينا أن نعود للقرآن دون الالتزام بالتفاسير من ابن عباس حتى سيد قطب، فالقرآن يفسر نفسه بنفسه، وما يحمله من ناحية يفصله من ناحية أخرى».
واتهم المؤسسة الدينية بأنها احتكرت الدين، واعتبرت نفسها المسؤولة عنه، وأي مفكر يبدي رأيه تضييق به، «وكأن الدين حرفة لا يمارسها إلا أصحابها فكانت النتيجة صد جميع المفكرين والقول الشهير، إن الطب لا يمارسه إلا الطبيب والمحاماة لا يجيدها إلا المحامي، أما الإسلام فهو كلام مباح هذا ما تعلنه المؤسسة الدينية، فجمدت الإسلام».
وأشار إلى أن مفهوم التجديد من وجهة نظره، أنه لا قدسية إلا للنص القرآني، أما فهمه فهو قضية كبيرة ملخصها أن الحقيقة ابنة البحث، ووصف الإجماع ـ وهو أحد مصادر التشريع ـ بأنه «خرافة»، لافتا إلى أن الإمام أحمد بن حنبل وهو ممثل السلفية قال «من ادعى الإجماع فهو كاذب ما يدريه لعل هناك من يختلف».
وطالب البنا بتنقية السنة من «طوفان الأحاديث الموضوعة»، وقال: هذا باعتراف المحدثين، فالسنة تحتاج إلى عملية تنقية، وعلماء الحديث أفتوا في البحث حول الرواية، ولكن اتسع الخرق على الراتق، ولو طبقنا اليوم معايير ضابطة على كتاب البخاري لوجدنا فيه ما هو موضوع، واستدرك «الحديث لا نقره نصا مقدسا كالقرآن، وعلى هذا فإنه علينا التصدي إلى الأحاديث، فما اتفق معه أخدنا به، وما تعارض معه تركناه».
كما طالب بإعادة النظر في تفسير القرآن، فعلى سبيل المثال الحكمة التي تحدث عنها القرآن في قوله تعالى «ويعلمه الكتاب والحكمة» فسرها الشافعي على أنها تعني القرآن الكريم، بينما نجدها قد ذكرت في مواقع مختلفة، بما يخالف ذلك، كما في الإشارة إلى النبي سليمان عليه السلام- «يؤتي الحكمة من يشاء ومن يؤت الحكمة فقد أوتي خيرا كثيرا» حيث إنها هنا تعني فهم ما تمخضت عنه تجارب الشعوب، وينطبق ذلك على مفهوم الربا.
ورفض البنا، إطلاق مسمى رجال الدين على العلماء المعنيين بعلوم الشريعة، «لأن الإسلام من مفاخره ومميزاته أنه استبعد رجال الدين نهائيا، واعتبر الأحبار والرهبان ليس لهم وجود في الإسلام، وعيبهم في المسيحية أنهم استحلوا التحليل والتحريم، وعندما جاء تحدي بن حاتم وكان نصرانيا وأسلم وسمع النبي يقول: «اتخذوا أحبارهم ورهبانهم أربابا من دون الله» قال له: يا رسول الله ما كنا نعبدهم، فقال له: «ألم يكونوا يحللون ويحرمون لكم. فقال نعم. فقال النبي: هذا نوع من الشرك، لأنه لا يحلل ولا يحرم في الإسلام إلا الله تعالى».
وأردف، «ليس في الإسلام رجال دين مطلقا، وهم أنفسهم يقولون هذا، ويقولون إنهم علماء دين. إذا ما دمتم تقولون هذا، فالعلم مفتوح، أما إذا أردتم حصر الدين في مؤسسة أو في شهادة، فهذا هو الاحتكار وليس هذا هو الدين أو العلم».
ودافع البنا عن فتواه المثيرة للجدل بإباحة تدخين السجائر في نهار رمضان، مبررا بأن «الثابت من السنة أن السجائر لم تكن موجودة في عهد الرسول، ولم يكن هناك تحريم بل ما كان موجودا في ذلك الزمان الطعام والشراب والمخالطة الجنسية، فجاء الإسلام وحرم هذه الأشياء الثلاثة لأنها تفسد الصيام».
واستند البنا في قوله إباحة التدخين في رمضان بأنه «مثل البخور الذي أباحوه، على الرغم من أنه ينعقد ويدخل في الأنف وأحيانا في الفم، إذاً ليس هناك تحليل وتحريم شرعي في القرآن للتدخين».
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي