تحقيق / المنطقة الفتية تعاني الإهمال وغياب الأمن والمرافق المهمة

مدينة سعد العبدالله... بدأت المشاكل

تصغير
تكبير
|تحقيق وتصوير فهد مياح|
لا يكاد يمر أسبوع حتى تطالعنا المؤسسة العامة للرعاية السكنية بدعوتها الراغبين في السكن الى تسلم بيوتهم في مدينة سعد العبدالله، تلك المنطقة السكنية الجديدة ذات الـ 4 آلاف وحدة، ورغم تأكيدات المسؤولين بمراعاة أساليب التخطيط الحديثة في المدن العمرانية من حيث البنية التحتية والخدمات وغيرها، الا ان زيارة لـ «الراي» داخل احدى ديوانيات المنطقة، كشفت الكثير من السلبيات التي يعانيها المواطنون هناك، ما يعني ان «المشاكل بدأت في مدينة سعد العبدالله».
رواد ديوانية مساعد المجعد رسموا عبر «الراي» خارطة طريق للمسؤولين للقضاء على مشاكل المنطقة اذا ما أرادوا النجاح لهذه المنطقة العمرانية الفتية، فمداخل ومخارج المنطقة قليلة على اتساع رقعتها وكثرة سكانها.

والسكراب ومعسكرات الجيش يقضان المضاجع وغياب الأمن يعرض العوائل لكثير من السرقات لا سيما ان المنطقة تنتشر فيها العمالة الوافدة التي تعمل في سكراب أمغرة، أما المستوصف فهو يتيم ولا يستوعب هذه الأعداد، فلا أقل من ان يعمل 24 ساعة لمواجهة أعداد المراجعين.
أما عن النظافة في المنطقة فحدث ولا حرج، فمخلفات البناء مازالت أكواماً منذ انشاء المنطقة والبلدية خارج التغطية، الأمر الذي تسبب في انتشار الحيوانات الضالة من كلاب وقطط، ما جعل العوائل تخشى على أطفالها، كذلك هناك مشكلة المدارس القليلة التي لا تستوعب أعداد الابناء فيضطر الأهالي للذهاب بهم الى مدارس المناطق المجاورة.
فأين هو التخطيط الحديث ومراعاة متطلبات المنطقة قبل انشائها؟ وفي التحقيق التالي نتعرف على مزيد من مشاكل مدينة سعد العبدالله:
معسكرات جيش
في البداية يؤكد صاحب الديوان المواطن مساعد المجعد أن مدينة سعد العبدالله تعاني من خطأ كبير وفادح يتعلق بوجود معسكرات للجيش تابعة لوزارة الدفاع القريبة جداً من المنطقة، وهذا أمر مستغرب لا سيما أن تلك المعسكرات ملاصقة للبيوت، وهو أمر غير موجود في دول العالم، فالمتعارف عليه أن المناطق السكنية، لا يمكن أن تكون بالقرب من معسكرات الجيش.
وشدد المجعد على خطورة وجود تلك المعسكرات بجانب البيوت السكنية، خصوصاً ان تلك المعسكرات، مكشوفة للمواطنين، مطالباً بسرعة اتخاذ القرار المناسب بنقلها الى خارج المنطقة خصوصاً ان هناك مساحات في الدولة غير مستغلة.
وانتقد المجعد التأخير في انجاز وانشاء جمعية مدينة سعد العبدالله لا سيما ان المنطقة يقطنها المواطنون منذ اكثر من (4) سنوات والى الآن لا توجد فيها جمعية تعاونية، داعياً وزارة الشؤون الى انجاز مبنى جمعية مدينة سعد العبدالله في أسرع وقت، حتى يخدم أهالي المنطقة الذين أصبحوا يعتمدون على البقالات.
ودعا المجعد الى توفير حدائق عامة في المنطقة فمن المفترض ان تكون موجودة في المناطق النموذجية، وابناء المنطقة يحتاجون اليها لأنها متنفس وحيد لهم، مطالباً كذلك بإزالة السكراب والمصانع القريبة من المنطقة، حتى لا تحدث كارثة لا تحمد عقباها.
بقالات مخالفة
بينما يشير المواطن عطاالله الجبل ان منطقة سعد العبدالله كثرت فيها البقالات غير المرخصة وهي مليئة بالسلع غير الصالحة للاستعمال، محملاً البلدية هذه المسؤولية لانها مقصرة في هذا الجانب.
ودعا الجبل الى قيام وزارتي التجارة والبلدية بدورهما المنوط بهما خصوصاً في الوقوف للحد من ممارسة تلك البقالات نشاطها والتي اصبحت تهدد حياة أهالي المنطقة، لا سيما ان هذه البقالات اصبحت منتشرة بشكل كبير في المنطقة، مضيفاً ان هذه المشكلة تحتاج الى قرار سريع وجدي، حتى نتفادى المخاطر على حياة الآخرين.
وطالب بعقد لقاءات شهرية بين مختار المنطقة وأهاليها للاستماع الى شكاواهم، مطالباً بتوفير مركز للمختارية بالمنطقة لا سيما وهو غير موجود في الوقت الحالي.
أما المواطن عبدالله الخالدي فيرى أن البلدية لا تقوم بالدور المطلوب منها داخل المنطقة ولا يوجد لديها اهتمام بتنظيفها، فهي تعاني من قلة النظافة والاهمال الكبير جداً لدرجة ان بعض النفايات والمخلفات الانشائية ملقاة على الأرض منذ أول ما بدأ العمل بإنشاء هذه المنطقة.
كلاب وقطط
ويضيف ان المنطقة تعاني من وجود الحيوانات الضالة كالكلاب والقطط التي تكاثرت في هذه المنطقة بسبب الاهمال، وقلة التنظيف، بالاضافة الى المنازل المهجورة التي تتخذها بعض الحيوانات ملاذاً لها.
وتمنى الخالدي بأن يكون دور البلدية فاعلاً ومهماً في المناطق الجديدة في أنحاء البلاد وليس في مدينة سعد العبدالله فقط حتى تكون الكويت جميلة بكل مناطقها.
كذلك يؤكد فواز الويفي أن منطقة سعد العبدالله تعاني من اهمال شديد وكبير في كثير من الخدمات، لافتاً الى ان الكثير من وزارات الدولة لم تهتم بالدور المنوط بها تجاه مدينة سعد العبدالله، فالمنطقة جديدة وتحتاج الى النهوض بها في جميع الخدمات حتى تظهر بصورة جميلة ومشرقة.
وأوضح الويفي أن من أهم المشاكل التي تعاني منها المنطقة وتؤرق أهلها هي قلة المداخل والمخارج بالمنطقة، وهي تعاني من عدم وجود إشارات ولوحات إرشادية توجه المركبات الى جهة السير، فلا يوجد سوى ثلاثة مداخل رغم العدد الكبير للوحدات السكنية في المنطقة.
زحام مروري
وطالب الويفي بإيجاد مدخل ومخرج آخر على الدائري السادس لتسهيل حركة الدخول والخروج في المنطقة والقضاء على الازدحامات والاختناقات المرورية.
في حين يطالب مبارك السبيعي بتوفير مستوصف تخصصي في المنطقة خصوصاً انها تضم (9) قطع سكنية، والمستوصف الموجود لا يمكنه أن يخدم المنطقة كافة، ولذلك من المفترض ان يتم انشاء مستوصف تخصصي على مستوى عالٍ.
ويؤكد المواطن سعود الحابوط أن المنطقة التعليمية في (سبات) ونعاني من اهمال شديد خصوصاً في ما يتعلق بتجهيز المدارس رغم أن وزارة التربية في أكثر من مناسبة أكدت الاستعداد للعام الدراسي، وبالمقابل نفاجأ بأنه مع كل بداية عام دراسي ان الاستعدادات غير مناسبة، ولا ترتقي إلى المستوى المطلوب، لدرجة ان هناك فصولاً خشبية داخل بعض المدارس، بالرغم من ان وزارة التربية أكدت على إلغائها.
وتابع الحابوط ان بعض المدارس سميت بأسماء غير مناسبة ومن باب أولى ان تسمى بأسماء شهداء الكويت وأسماء رجالات البلد، والشخصيات الاسلامية والشيوخ والتربويين.
شوارع مجهولة
وأضاف الحابوط أن شوارع المنطقة الى الآن لم تتم تسميتها وهذا بسبب مشكلة عدم التعرف على شوارع المنطقة، مطالباً بسرعة تسمية وترقيم الشوارع.
وزاد الحابوط ان المنطقة تحتاج الى شارع مشاة حتى يستطيع سكانها من مواطنين ومواطنات أن يمارسوا المشي والرياضة، وطالبنا أكثر من مرة بإنشائه الا ان وزارة الاشغال لم تستجب لمطالبات أهالي المنطقة، لافتاً الى اننا في أمس الحاجة الى شارع المشاة، حيث انه يعتبر متنفساً وحيداً، ويجب تزويده بالكشافات للانارة ليلاً، ووضع كراسي ليستريح كبار السن وتوفير برادات المياه به حتى يظهر بالصورة الجميلة.
مشكلة المداخل والمخارج تؤرق الكثيرين ويعتبرها المواطن مبارك الحسيني مشكلة كبيرة تسبب أزمة خصوصاً في ساعات الدوام، مشيراً الى اننا طالبنا، أكثر في من مناسبة بزيادة عدد المداخل والمخارج في المنطقة ولكن لا حياة لمن تنادي.
وأضاف ان منطقة سعد العبدالله تعاني من اهمال في خدمات البنية التحتية، لافتاً الى اننا نعاني كذلك من النقص الشديد في المرافق العامة مثل الحدائق والاسواق والأندية، وبالرغم من ان المنطقة جديدة، من المفترض ان يكون هناك اهتمام أكثر في البنية التحتية، وانتعاش الخدمات بها.
مدارس قليلة
وطالب الحسيني بزيادة عدد المدارس في المنطقة، خصوصاً في مرحلة الثانوية، حيث ان اغلب طلاب مدارس الثانوية يذهبون الى مدارس المناطق الاخرى بسبب عدم وجود أماكن لزيادة عدد الطلاب، متمنياً من المسؤولين في المنطقة الرابعة خصوصاً اعضاء مجلس الأمة والبلدي ان يلتفتوا الى هذه المنطقة لتوفير كل سبل الراحة للمواطنين، مختتماً حديثه بالشكر الجزيل الى النائب حسين قويعان لمطالبته بفتح المستوصف في المنطقة على مدار 24 ساعة.
أما المواطن فهد نهار المطيري فيثير المشاكل الناجمة عن المصانع القريبة جداً من مساكن الأهالي «ولكن للاسف لا حياة لمن تنادي» نشتكي ولا يوجد من يسمع شكاوانا، مضيفاً ان هناك مشاكل كبيرة ناتجة عن قلة حفظ الأمن في المنطقة وكثرة العمالة الوافدة التي تسبب خطورة على حياة المواطنين، بالاضافة الى وجود اعداد هائلة من الكلاب الضالة بعضها مسعورة وتسبب حالة من الرعب للعوائل خوفا على الابناء.
غياب أمني
وتابع نهار: اننا لا نرى اي جهود من مخفر المنطقة لحفظ الأمن، وهناك تجمعات كبيرة بالمنطقة من المراقبين دون متابعة من رجال الأمن بل ان المراهقين في المناطق المجاورة يغزون المنطقة ما سبب الكثير من حوادث السرقات.
وأشار الى ان توزيع الخدمات داخل المنطقة غير مرتب، ومنظم بالشكل المطلوب خصوصاً في ما يتعلق بتخطيط وانشاء المدارس، لا سيما أن المدارس في المنطقة متجاورة ومتلاصقة ما يسبب اختناقاً مرورياً خلال ساعات الذروة وفي دوام المدارس.
وقال نهار ان المنطقة فيها مستوصف واحد لا يستطيع أن يخدم المنطقة، التي تحتوي على أكثر من (4) آلاف وحدة سكنية، مشيراً الى ان المستوصف لا يعمل خلال 24 ساعة، ونحن نحتاج الى ان يتم السماح بعمل المستوصف 24 ساعة مع توفير سيارة اسعاف ثابتة لنقل الحالات الحرجة الى أقرب مستشفى.
عامر مساعد الذي يبلغ من العمر الثلاثة عشر عاماً يقول إننا كشباب نشكو عدم وجود حدائق في المنطقة وملاعب مجهزة لنا، مشيراً الى اننا نعاني من عدم الاهتمام بنا كفئة الشباب.
وأشار الى انه في المناطق الداخلية يتم توفير ملاعب وحدائق عامة، ومن هذا المنطلق نطالب بمعاملة بشكل عادل كمعاملة المناطق الداخلية التي تتوافر فيها جميع الخدمات الخاصة بالشباب.
طريق الاستهتار
وطالب مساعد بدور فعال من نواب المنطقة لتوفير الحدائق في الملاعب والصالات الرياضية التي تغنينا عن التوجه الى طريق الاستهتار.
وكذلك الشاب حمود فواز يطالب بحقوقه من المسؤولين حيث قال اننا ندعو الى انشاء مركز رياضي يتوافر فيه كافة الخدمات والأنشطة والمعدات المناسبة للشباب، مشيراً الى اننا في الوقت الحالي لا نجد اي متنفس لنا كشباب في منطقة سعد العبدالله.
وتمنى توفير مركز للشباب في أسرع وقت نقضي فيه ساعات الفراغ قبل دخول عطلة الصيف والانتهاء من المدارس، حتى نستطيع أن نمارس اللعب به، مشيراً الى ان المنطقة توجد بها ساحات ترابية شاسعة يمكن استغلالها في انشاء مراكز للشباب.
السرقة والتشفيط
ويؤكد المواطن مرزوق الربيع أن مدينة سعد العبدالله تحتاج الى حفظ الأمن بها بالشكل الكامل، مشيراً الى ان المنطقة تعاني من قلة الاهتمام وعدم توفير الأمن لأنها جديدة ولا يوجد بها مخفر للشرطة، لوقف هذه الأحداث التي تحصل مثل السرقة، والتشفيط، وغيرها من مشاكل.
وطالب الربيع بتكثيف الدوريات خصوصاً في الفترة المسائية لاسيما ان المنطقة بها عمالة سائبة، بشكل كبير، ما يسبب قلة الأمن في المنطقة وخطورته على حياة قاطنيها، داعياً رجال الأمن الى زيادة تفعيل الدور الرقابي والأمني بالمنطقة لتفادي هذه المشاكل والحوادث.
وكذلك مرزوق حاجي يرى أن مدينة سعد العبدالله تعاني من الاهمال وتئن من عدم الاهتمام بها بالشكل المطلوب، لافتاً الى ان من يتجول في المنطقة يجد أنها تعاني الاهمال والقصور في الكثير من الخدمات.
حدائق بدل السكراب
وطالب المسؤولين بالاهتمام بالمنطقة وتوفير الخدمات اللازمة لها، مشيراً الى ان المنطقة تضم 4 آلاف وحدة سكنية وتحتاج الى توفير كافة الخدمات، بالاضافة الى انشاء حدائق وأماكن ترفيهية لسكان منطقة سعد العبدالله بدلاً من السكراب والمصانع القريبة من المنازل والتي تشكل خطراً كبيراً جداً على أرواح قاطنيها.
في حين ان فهد الظفيري يطالب وعلى وجه السرعة بأن يزال السكراب من مكانه والذي أصبح يشكل خطراً كبيراً على سكان منطقة سعد العبدالله، ومن عدة نواحٍ، وهي وجود المصانع التي تخرج منها الأدخنة السامة، كذلك وجود العمالة السائبة والذين يتخذون السكراب مسكناً لهم، كذلك وجود الكلاب الضالة ومنها المسعورة والتي تشكل خطراً كبيراً على عوائلنا في المنطقة.
وأضاف اننا لا نريد من المسؤولين في الدولة الا توفير الامن والحفاظ على حياة عوائلنا من هذه المشاكل والتي يعجز عنها البعض من الحد في خطورتها، متمنياً أن يكون هناك دور فعال لأعضاء المجلس وخاصة المنطقة الرابعة بأن يساهموا بحل مشاكل وهموم منطقة سعد العبدالله.
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي