افتتح معرضه عبدالهادي العجمي في قاعة «الفنون»

تشكيل / محمود أشكناني يشكل الحياة عبر مضامين تجريدية

تصغير
تكبير
| كتب مدحت علام |
تجربة الفنان التشكيلي محمود اشكناني، لا ترتبط برؤية واحدة، بقدر ماهي مرتبطة برؤى عديدة، الانسان فيها متواصل مع المركز، باكبر قدر من التكثيف والايحاء.
وان ملامح مضامينه لا تأخذ من الشكلانية مرادفا، يمكن الاعتماد عليه في تفسير المعنى، فالمضامين تبدو متحركة على أسطح اللوحات في فضاءات كثيرة الايحاء، ومحفزة للذهن، كي يقرأ الأفكار بعيدا عن الشكل الذي اصبح تجريدا وبطابع رمزي مغاير.
هذه الاشكالية الفنية اعتمد عليها الفنان في معرضه الذي افتتحه الأمين العام المساعد في المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب عبدالهادي العجمي مساء الثلاثاء الماضي في قاعة الفنون بضاحية عبدالله السالم.
قدم اشكناني في معرضه ما يقارب 43 لوحة تشكيلية تجول من خلالها في العديد من الكشوفات الفنية تلك التي التقى فيها من الحياة، من خلال عناصر رمزية مستوحاة في الاساس من المشاعر التي تنبعث من ضربات الفرشاة على أسطح اللوحات.
والألوان بكل تدرجاتها هي العنصر الاساسي الاكثر حضورا في اعمال الفنان محمود اشكناني، وذلك بفضل ما تحتويه من توهج، وتقنية متميزة في الاستفادة من مفهوم التضاد في مسألة الضوء الذي ينبعث من الألوان البيضاء، الى جانب تدرجات متنوعة في استخدام اللون الازرق، وكذلك الاصفر، إلى جانب المساحات المظلمة باستخدام الالوان الغامقة، وان هذه التقنيات ساهمت بشكل ملحوظ - في التجديد الذي احدثه اشكناني على أسطح لوحات، هذا التجديد الذي اعطى لأنسجة مواضيعه الحضور الخاص.
وان الاكلريليك - رغم صعوبة استخدامه فإن اشكناني جعله طيعا من اجل المضى قدما عبر الافكار المتناولة، ومن ثم فقد توهجت الرؤى وكانت حركتها دؤوبة في اتجاهات حسية متنوعة، وبالتالي فإن المعاني تنوعت في مدلولاتها الرمزية، وفق رؤى تجريدية متوهجة بالحيوية، والتدفق الوجداني.
وعلى هذا الاساس جاءت الخطوط والتعرجات، والاشكال في سياقات انسانية تشير الى المعنى بمعزل عن الشكل، بمعنى ان الافكار تُحس لا تُشاهد، فهي غامضة حينما نبحث عنها في الشكل فقط دون التوغل في المضمون والمدلول، كما ان تداعيات الفنان في ما يخص الرصد - جاءت في مواقف ضمنية ذات علاقة بمشاعر الانسان، تلك التي تعبر عن ضربات الفرشاة على أسطح اللوحات، وكذلك تدرجات الالوان، وسيولتها والاهتمام بمفهوم الظل والضوء، بالاضافة الى الخطوط والاشكال المبهمة او الغامضة، التي استطاع الفنان من خلالها ان يعبر عن افكاره في رؤى مشحونة بالحيوية.
وعبرت كتل الالوان والمجاميع التي ظهرت فيها الكائنات عن مراحل رؤيوية ذات مزاج تشكيلي متوافق مع حزمة الافكار التي طرحها الفنان على المتلقي في اسلوب اتسم بالتجريدية، والاقتراب اكثر من الغموض، وبالتالي فإن الذهن يجب ان يكون متحفزا لقراءة ما وراء الفكرة، من اجل الكشف عنها، وتحليل محتواها، ومن ثم العثور على المضمون المطروح.
وتتأكد الصياغة التشكيلية لاعمال اشكناني، من خلال ما يحتويه نسيج كل عمل على حدة من لغة فنية، تبدو متواترة مع شراهة الالوان، وقدرتها على التحرك في اكثر من اتجاه، وبالتالي فإن المعرض بدا متوازنا من الناحية الدلالية، ومتناسقا في ألوانه، ومتفاعلا مع الانسان من خلال الرمز والتجريد.
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي