الملاعين غيروا القواعد

u0623u0648u0644u0645u0631u062a u0641u064a u0622u062eu0631 u0623u064au0627u0645u0647 u0648u0644u064au0641u0646u064a u0642u062f u0644u0627u062au0635u0644 u0625u0644u0649 u0631u0626u0627u0633u0629 u0627u0644u062du0643u0648u0645u0629
أولمرت في آخر أيامه وليفني قد لاتصل إلى رئاسة الحكومة
تصغير
تكبير
من يزور هذه الأيام الولايات المتحدة لا يمكنه إلا أن يأخذ الانطباع من تصميم الرئيس الجديد على تغيير النظام القائم من الأساس. أوباما لا يخشى قول رأيه، ولا يخشى العمل. وهو لا يخاف اليمين الأميركي، وحتى شبح «ايباك» ليس لديه. ثقة الجمهور الأميركي ممنوحة له، وليس فقط لأنهم يحبونه (وهم يحبونه)، ليس فقط لأنه حلو (وهو حلو)، بل وأيضاً لأنهم يقدرونه كأحد الأشخاص الأكثر ذكاءاً ممن وصلوا إلى منصب الرئيس.
المياه أمامه عاصفة بالفعل، ولكن أوباما يبحر فيما تسنده ريح هائلة من وراءه. وأسس النظام الجديد واضحة: دين السوق الحرة مات، وبدلاً منه سيحل تدخل قاطع من الحكومة في تحديد سلم الأولويات، وفي الرقابة على سلوك السوق. الاستهلاك التظاهري للطاقة في ظل الاستخفاف بالبيئة، استبدل بتخطيط دائم وببحث عن مصادر بديلة للطاقة. الاستخفاف بحقوق الإنسان باسم الأمن استبدل بالتزام متجدد بالمبادىء. استخدام القوة العسكرية كحل للمشاكل السياسية استبدل بمفهوم أكثر تعقيداً للعلاقات الدولية، الالتزام بإيجاد حلول للنزاعات والاحترام للحلفاء والشركاء.
وكالمعتاد، عندما تتغير فجأة قواعد اللعب يكسب أولئك الذين يتعلمون بسرعة اللعب حسب القواعد الجديدة. أما اولئك الذين لا ينجحون في التكيف فبوسعهم ان يشكوا مثل نائب نيكسون، سبيرو اغنيو، من أن الملاعين غيروا القواعد دون أن يعلنوا عن ذلك، وهم سرعان ما سيجدون أنفسهم خارج اللعب. الشائعات أن التغيير الدرماتيكي لم تصل إلى إسرائيل. إسرائيل هي أحد الاماكن الوحيدة في العالم التي تتباكى على أيام بوش. هنا النموذج للاقتداء ليس أوباما بل بوتين. في إسرائيل تسحرهم نزعة القوة لدى الرئيس الروسي السابق، الوحشية الرجولية التي يعالج بها المشاكل، استخفافه بالقوانين، بحقوق الإنسان، بالبيئة، بالجيران، بالديبلوماسية، بجودة الحياة.
بعد كل شيء، الحرب الفاخرة التي استخدم فيها الجيش الإسرائيلي قوة نار هائلة ونجح في هزيمة (؟) القوة الأضعف في المنطقة بثمن هائل من الخسائر المدنية، اديرت حسب نموذج الحملة الروسية في جورجيا، والمعالجة الروسية للشيشان.
ايهود باراك معجب بهذ المعالجة جداً لدرجة أنه يقتبس اقوال الزعيم المحبوب في خطاباته الانتخابية: «يجب تصفية المخربين في المراحيض». باراك ليس وحده، نتنياهو، وليبرمان، وليفني يتنافسون فيما بينهم على الشرف المشكوك فيه في أن يكونوا اكثر تطرفاً من الآخرين، أكثر قوة، أكثر اطلاقاً للشعارات التي لا غطاء لها.
عندنا لا يحبون إعادة التفكير او الاستعداد للمستقبل. عندنا يفضلون التمسك بالحلول القديمة: الاستخفاف بالسياقات السياسية (لا شريك)، الاستخفاف بالمحيط (خسارة على المال)، بالاقتصاد (وضع اغنيائنا مرضِ)، بالرفاه (الفقراء على أي حال يصوتون لليمين)، بالتعليم (المثقفون يصوتون لليسار). وفي اسوأ الأحوال يمكننا أن ننطلق في حملة أخرى إذ ستكون هناك حملة أخرى، وحملة أخرى غيرها، مثلما ستكون هناك مستوطنة أخرى، ومستوطنة أخرى غيرها.
وبالأساس، فإن الأميركيين سينقذوننا من كل وحل ندخل فيه أنفسنا. وهم سيغضون النظر عن الاستخفاف بالاتفاقات، وبالقانون الدولي حين نطلق قنابل عنقودية، وقنابل فوسفورية على سكان مدنيين. وهم سيستخدمون الفيتو حين يحاول الآخرون التنديد بنا في الأمم المتحدة، وهم سيواصلون بشكل غير مباشر تمويل تكاثر البؤر الاستيطانية والمستوطنات الجديدة التي سنقيمها خلافاً للوعود، وهم سيغمزون بود حين نطلق إلى الهواء فقاعة سلام فارغة أخرى.
باختصار، لا تقلقوا العم سام عندنا في الجيب.
يخيل أن هذا الترتيب الممتاز انتهى. في السياسة الإسرائيلية ربما «ميرتس» وحدها مبنية حسب قوانين اللعب الجديدة. وغيرها؟ لا أحد آخر.
الملاعين غيروا القواعد، ولكنهم أعلنوا عن ذلك بالذات، ولكن من يستمع؟ أيام صعبة بانتظارنا.
افيعاد كلاينيبرغ
«يديعوت أحرونوت»
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي