مبارك محمد الهاجري / أوراق وحروف / يواش يواش... «حدس»!

تصغير
تكبير
من أجل «الداو» أقامت «حدس» الدنيا ولم تقعدها، ومن أجل «الداو» هددت «حدس» بالويل والثبور وعظائم الأمور، إن لم ترضخ الحكومة لمطالبها! قلناها ومازلنا نقولها إن التيارات المتأسلمة لا تبحث عن المصلحة العامة، فجهدها كله منصب لتحقيق غاية واحدة فقط هي المصلحة الحزبية، والوصول إليها مهما كلف الأمر! سحب الحل تحوم في الأفق منذرة بقرب الانتخابات البرلمانية، والمؤشرات تتنبأ وتقول - وليس أنا طبعاً - إن «حدس» لن تنال مكسباً كبيراً فيها، والسبب يرجع إلى انتهازيتها، والتي بانت بتهديدها رئيس الحكومة بالاستجواب بسبب هذا المشروع التأزيمي، والذي نال نصيباً أكبر من التحليل والتمحيص، وأثبت لكل ذي بصر وبصيرة أنه مشروع تنفيعي محض لفئة معينة، وليس له ذلك الأثر الإيجابي العظيم - كما تزعم «حدس» - على اقتصاد البلد ومصالحه الحيوية!
* * *
محافظ البنك المركزي عرض ضمن خططه لمعالجة الأزمة الاقتصادية في اجتماع اللجنة المالية في مجلس الأمة تخفيض فوائد القروض إلى واحد في المئة! عزيزي المحافظ حل القروض لن يكون بتخفيض الفوائد، وإنما بإلغائها كلياً، وإعادة جدولة القروض وبما يضمن حق البنك وحق المقترض. محافظنا الفاضل ألا ترى معي أن هناك إجحافاً واضحاً في كيفية توجيه المليارات لإنقاذ مغامرين كبار في البورصة، بينما ترفض خطتكم الإنقاذية إلغاء الفوائد! أعتقد أن الفرق بين مسألتي ضخ المليارات وإلغاء الفوائد شاسع جداً، كالفرق بين السماء والأرض! إذاً إلغاء الفوائد أو الربا - إن صح التعبير - فيه فائدة عظيمة للمقترضين وفي الوقت ذاته لن يكون مكلفاً على المال العام باعتقادي الشخصي، بينما إنقاذ البورصة بمبلغ خمسة مليارات دينار ستكون كلفته باهظة جداً على المال العام، هذا إذا علمنا أن هناك ملياري دينار ضخت قبل أشهر قليلة في البورصة ذهبت بلا عودة، ما يعني خسائر وإهداراً واضحين للمال العام!

* * *
أسعدنا خبر تعيين الأخ العزيز الشيخ سلمان الصباح مستشاراً في وزارة الداخلية بدرجة وكيل، وهو بحق الرجل المناسب في المكان المناسب، رجل له سجل حافل في خدمة الوطن، يتمتع بشعبية جارفة، وعلاقات واسعة، وبتعيين بوصباح في هذا المنصب الحساس فإننا على يقين تام أن ذلك سينعكس إيجاباً على هذه الوزارة المهمة لما فيه المصلحة العامة. وهنا استذكر وبإجلال وتقدير شقيقه الشيخ محمد الصباح، المدير العام للشؤون الإدارية بوزارة الداخلية، صاحب المواقف الرجولية والأخلاق الحميدة. هذا الرجل استطاع وعن جدارة أن يتولى مسؤولية قطاع كبير، وأن يديره بامتياز، فهو يحظى بثناء كل من تعامل معه، فلم يعهد عنه أنه أغلق بابه في وجه أحد من المراجعين، أو أن أحداً قد تذمر، فالكل يثني على جهوده الجبارة لتطوير هذا القطاع العملاق، فهنيئاً لوزارة الداخلية بهذين الرجلين الكبيرين بأخلاقهما ورقيهما، وحسن تعاملهما مع الجميع ومن دون استثناء.
مبارك محمد الهاجري
كاتب كويتي
[email protected]
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي