المرشحون الديموقراطيون للرئاسة الأميركية يدينون «قرع طبول الحرب» ضد طهران


واشنطن - ا ف ب - دان المرشحون الديموقراطيون الرئيسيون للانتخابات الرئاسية الاميركية الثلاثاء، «قرع طبول الحرب» ضد ايران من قبل الرئيس جورج بوش رغم تقرير الاستخبارات حول برنامج ايران النووي.
وحض الديموقراطيون، بوش على فتح محادثات مع ايران ورفضوا اصراره في مؤتمر صحافي على عدم تغيير السياسة تجاه الجمهورية الاسلامية باعتبارها لا تزال تشكل خطرا.
وقالت هيلاري كلينتون: «اختلف في شدة مع الرئيس في قوله انه لم يتغير اي شيء وبالتالي ليس هناك ما يتطلب تغيير السياسة الاميركية». واضافت عضو مجلس الشيوخ في مناظرة استمرت ساعتين برعاية الاذاعة الوطنية العامة قبل شهر من اولى الانتخابات التمهيدية في ولاية ايوا، «عليه (بوش) اغتنام هذه الفرصة وبدء عمل ديبلوماسي جدي باستخدام العصا والجزرة».
وقال السناتور باراك اوباما المنافس لهيلاري، ان رغم تقرير اجهزة الاستخبارات الذي اكدت فيه ان ايران اوقفت مساعيها لانتاج قنبلة نووية في عام 2003، الا ان ادارة بوش لن تغير نهجها المتشدد تجاه ايران. واضاف: «من الواضح جدا ان هذه الادارة والرئيس بوش يواصلون منع الوقائع من عرقلة تطبيق ايديولوجيته». وتابع: «عليهم الآن التحرك بقوة اكبر على الجبهة الديبلوماسية (...) عليهم وقف قرع طبول الحرب الذي ما كان يجب ان يبدأ اصلا».
وجهدت هيلاري في الدفاع عن نفسها من هجمات منافسيها بسبب تصويتها لمصلحة مشروع قرار في مجلس الشيوخ في سبتمبر الماضي دعا الى تصنيف «الحرس الثوري» الايراني على انه منظمة ارهابية.
ورأى بعض المنتقدين ان مشروع القرار يعتبر تمهيدا لاحتمال شن ضربة عسكرية. وقال السناتور السابق جون ادواردز: «يوجد انقسام حقيقي هنا (...) وهذا بالضبط ما يرغب به بوش وتشيني». واضاف: «اعتقد ان من الواضح جدا ان بوش وتشيني يقرعان طبول الحرب ضد ايران منذ فترة طويلة».
الا ان كلينتون ردت على تلك الهجمات، بقولها انها كانت اول مرشحة ديموقراطية تحذر من التسرع في شن حرب على ايران. وتابعت: «كنت اول من ذهب الى مجلس الشيوخ وتحدث ضد احتمال ان يجرنا الرئيس بوش الى حرب مع ايران».
واعلن العديد من المرشحين ان الخطاب الحاد الذي تطلقه ادارة بوش ضد ايران يشبه الاتهامات التي اطلقتها ضد العراق قبل غزوه.
وقال السناتور جوزف بيدن، «في عام 2003 اوقفت ايران برنامجها، لا يمكننا ان نثق بهذا الرئيس، انه غير جدير بالثقة». واضاف، «هذا امر لا يطاق ويجب وقفه (...) ان ذلك اشبه بالاستماع الى تكرار لتصريحات الرئيس عن العراق قبل خمس سنوات». وتابع: «ايران لا تشكل تهديدا نوويا ضد الولايات المتحدة. يجب التعامل مع ايران في شكل مباشر على ان تكون بقية دول العالم الى جانبنا».
واشاد السناتور السابق مايك غريفل، بشجاعة المحللين الاستخباراتيين الذين رفضوا حسب قوله اعطاء الادارة معلومات استخباراتية تدعم شن حرب محتملة على ايران. واشار تقرير الاستخبارات الى ان الجمهورية الاسلامية قادرة تقنيا على تخصيب ما يكفي من اليورانيوم بمستويات عالية لانتاج قنبلة نووية اعتبارا من العام 2009 وعلى الارجح بين 2010 و2015.
الا ان بوش اصر الثلاثاء على ان البرنامج الايراني يشكل «خطرا» رغم صدور تقرير عن اجهزة الاستخبارات يعارض هذا الرأي. وقال خلال مؤتمر صحافي عقده غداة صدور التقرير «ما زلت على قناعتي الراسخة بان ايران تشكل خطرا».
واجتمعت الدول الكبرى الست (الصين والولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا وروسيا والمانيا) السبت واتفقت على النظر في اجراءات جديدة لارغام ايران على الامتثال لمطالب مجلس الامن.