يقول العرب «آمر القوم خادمهم»، أو «كبير القوم خادمهم»، حسب مانشيت «الراي» عدد الثلاثاء 20 يناير 2009، وهو قول قيل في علم القيادة الذي تفرد فيه نوع قيادي يحمل القول نفسه «The Servant Leader» وموجود في مراجع القيادة الغربية.
في الكويت حضر الكبار للقمة التي خطط لها بعناية، وطوت صفحة الخلاف، وجمعت شمل العرب، وتسامت على الجراح، وتوجه الملك عبد الله بتبرع بمليار دولار لبلسمة جراح غزة، وكذلك صاحب السمو الأمير حفظه الله ورعاه الذي أعلن
تبرع الكويت بنصف مليار دولار للمشاريع التنموية العربية.
إنها قمة الكبار التي شهدت القرارات الخاصة بالتنمية لخدمة العرب، والوضع الراهن فرض غزة على الأجندة، وتعددت الأهداف لخدمة الجسد العربي لتثبت أن لغة العقل هي السائدة، وأن العاطفة العربية مازالت متماسكة، وأن الجسد العربي يحدد بوصلة الكبار، حينما قرروا تحييد الاقتصاد عن السياسة، ومنح المجال أمام القطاع الخاص ليضع بصماته على المشاريع التنموية في مجالات عدة، والتي نعتقد بأن التنمية البشرية هي الأساس.
أمام العرب عامين قبل انعقاد القمة المقبلة في مصر، وتستدعي الضرورة، خصوصاً بعد الأحداث الأخيرة التي شهدتها الساحة العربية، توفير سياسة إعلامية بجانب القرارات الاقتصادية المطروحة أمام القمة. فالوطن العربي بحاجة إلى إنشاء قنوات اتصال بلغات العالم من خلال قنوات فضائية عالمية تستطيع أن توجه الرأي العالمي إلى معرفة الواقع، الذي غالباً ما يكون تصويره مختلفاً عن الحقيقة.
إذا ملكت الاقتصاد والإعلام فإنك لا شك تستطيع أن تجير الأمور لمصلحتك، والعرب يملكون المقومات والموارد البشرية والطبيعية التي تستطيع في حال تلاحمها نقل الرسالة العربية بشكل أكثر فاعلية، وبالتالي ستكون لهم كلمة مسموعة، ولن يكون هناك انفراد في الرأي السياسي إزاء القضايا المتعلقة في الشأن العربي.
أمام الدول العربية تحد كبير فالقرارات الاقتصادية طرحت، والتنفيذ بحاجة إلى مراجعة دقيقة، فالوقت كالسيف، وساعات الزمن تمر بتسارع كبير فإن لم نستغلها فلن نحقق آمال المواطنين العرب.
إنها قمة الكبار، والقرارات تنوعت وجميعها يصب في مصلحة المواطن العربي، والجدول الزمني للتنفيذ يجب أن يكون مدروساً بعناية فائقة.
هذا وندعو المولى عز وجل أن يحفظ الجسد العربي متلاحماً متآلفاً، كي تتحقق طموحات الشعوب العربية في التنمية والاستقرار والاقتصاد. والله المستعان.
تركي العازمي
كاتب ومهندس كويتي
[email protected]