عرض في رابطة الأدباء للمخرج محمد العطار / «قصة الحي الشرقي»... فيلم يوثق الألم في وجدان فلسطين

تصغير
تكبير
| كتب مدحت علام |
يتجسد الألم الفلسطيني في احداثه التي ظلت مسيطرة على الوجدان العربي، طوال سنوات عديدة مضت ومن خلال هذه المعاناة، والألم المصاحب لها، عرضت رابطة الادباء مساء الاربعاء الماضي، ضمن موسمها الثقافي فيلما وثائقيا، يسجل لحظات الألم التي عاشها الفلسطينيون، وعرف من خلالها الوجه الحقيقي للكيان الصهيوني، الذي شرد الاسر وسفك الدماء، ودمر الاحلام.
والفيلم عنوانه «قصة الحي الشرقي»، لمخرجه محمد العطار... وقدم للفيلم الكاتب يحيى طالب الذي اشار إلى ان الفيلم من انتاج عام 2008 ويتناول تاريخ الاستيطان الاسرائيلي للاراضي الفلسطينية، بتوثيق رائع للمخرج محمد العطار، ويبدأ المخرج القصة من 1948، إلى عام 2008، مرورا بأحداث كثيرة شكلت المأساة الفلسطينية في القدس. كما يتناول المخرج بشكل رئيسي كيفية تهويد القدس على ايدي السلطات الاسرائيلية، ونتائج هذه العملية. والصور تتحدث بحزن عن ما يعانيه الفلسطينيون من تفرقة عنصرية، تتحدى وتحاول ان تسلبهم انسانيتهم، ثم يقابل المخرج في هذا الفيلم العديد من الشخصيات، التي قد لا يتفق معها، ولكنهم يتحدثون كلهم عن التفرقة العنصرية اللاانسانية، ويدلي في الفيلم آفراهام برغ المتحدث الرسمي السابق باسم الكنيست بشهادته قائلا: «هل كان هؤلاء ليسمحوا بان تحدث هكذا تفرقة عنصرية، ضد اقلية يهودية في البلجيك او في اميركا؟... مستحيل، ولكنهم في الوقت نفسه يرضون بهكذا تفرقة ان تحدث على بعد 100 متر من نافذتي».
ومدة الفيلم ساعة الا دقائق عدة، وهو وثائقي باللغة الانكليزية. وقال طالب: «وللأسف فإن الفيلم لا ترافقه اي ترجمة بالعربية، ولكن لا اتوقع ان التوثيق السينمائي هذا بحاجة إلى ترجمة خاصة... فلغة الألم عالمية».
وفي سياق توثيقي جاءت احداث الفيلم من واقع الحياة، وذلك برصد المعاناة التي يتلقاها الانسان الفلسطيني منذ ان وجد نفسه محاطا بعناصر احتلال لاتقدر معني الانسانية، لتتوالى الالام، من خلال التعرض للاضطهاد، وفرض قيود على تحرك اي مواطن فلسطيني على اراضيه، وبالتالي اقامة المعابر، التي هي في حد ذاتها الم يومي يتكرر كلما خرج الفلسطينيون متنقلين على اراضيهم، باسلوب يتسم بالفجاجة وعدم التقدير لمفهوم الانسانية.
ورغم ان الفيلم جاء زهيدا في رصده للاحداث التي مرت بها فلسطين منذ الفترة التي بدأ المخرج فيها احداث فيلمه وهي عام 1948، حتى العام الماضي، فاننا لم نشاهد ما احدثه العدوان الصهيوني من دمار وتشريد، وابادة، وتضييق الخناق على الفلسطيني من اجل دفعه للهروب من وطنه، ومن ثم الاستيلاء عليه ووضع مستوطنات متفرقة.
ومن ثم فقد رصد الفيلم بعضا من معاناة الاسر الفلسطينية، التي وجدت نفسها مشتتة فالابناء في مكان والاب والام في مكان آخر، وبالتالي اصبحت مسألة لمّ الشمل من الامور المستحيلة.
كما ركز الفيلم في كثير من مشاهده على موضوع هدم المنازل وكيف ان الطفلة تأتي من مدرستها فتجد بيتها الذي عاشت فيه احلامها قد تساوى بالارض؟!، والاب الذي كان راضيا بمنزله الصغير الذي يتكون من غرفتين وصالة، ثم يجد الآلة الصهيونية قد هدمته... في اسلوب لا يجد له اي احد تبريرا، سوى الرغبة في التدمير.
وشاهدنا في الفيلم احاديث عدة للاسر التي فقدت منازلها، وكذلك لبعض الذين شاهدوا المأساة، فحكوا عنها، وعن الظلم الذي تعرضوا له.
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي