علي غلوم محمد / غزة والقيم

تصغير
تكبير
لماذا خلق الإنسان الصغير بجسمه وحجمه،الكبير بعقله وآثاره؟ لقد اودعت الحياة فينا من الاستعداد، والطاقات، والقوى، والمواهب ما لم تودعه في أي مخلوق آخر ولهذه الطاقة، وهذا الاستعداد بحث الإنسان عن نفسه، وعما وراء الطبيعة، وعن الطبيعة، وسخر الكثير من أشيائها ولايزال، وسوف يسخرها، او يسخر منها ما لاتتصوره العقول والأوهام، هل الغاية، والحكمة من خلق الإنسان ووجوده ان يقيم في هذه الأرض أمداً قصيراً ثم يذهب بلا رجعة أشبه بأن يدخل بعض المنتزهات مختاراً او مضطراً ثم لا يعود اليها، وهل يحتاج هذا الدخول والخروج إلى كل هذه الطاقات والاستعدادات التي زود الله بها هذا الإنسان؟
ولا جواب لهذا السؤال الا عند خالق الإنسان، فهو وحده الذي يعلم ما أراد من خلقه، إن الأطباء، وعلماء التشريح يعرفون اعضاء الجسم، ووظائفها، ووجه الترابط بينها، وعلماء الطبيعة يعرفون ما في جسم الإنسان من عناصر ومواد، وعلماء النفس يعرفون ما فيها من خصائص وغرائز، ونوابغ، وسمات، وعلماء التاريخ يعلمون تاريخ الأجيال والعصور وما فعله وما لم يفعله، وقد يعلم علماء الآثار عمر الإنسان على هذه الأرض، أما الحكمة من خلق الإنسان فلا يعلمها الا خالق الإنسان جل وعلا.
ان فكرة العبث تقضي على فكرة العدم التي تغرق الإنسان بالضياع، وتقتل فيه معنى وجوده، وتسلط عليه اليأس والكآبة الأمر الذي يحطم حياته، أو يدفعه إلى الاستغراق المجنون في الفردية وانتهاب الملذات.

غزة تستغيث من الهول والعدوان ساعد الله قلب أهل غزة على هذا العدوان الوحشي والعالم يتفرج على تلك الغارات، والدمار، وقتل الأبرياء العزل من الشيوخ، والنساء، والأطفال وهم ينتظرون من يساندهم وينصرهم، وإن اللقاءات وعقد القمم هل سيحل شيئا، وهل هذه الأمة قادرة على نصرة غزة؟ الجواب فقط الاستنكار ودفع مبالغ لإعادة اعمار غزة، ولا ندري أين ستذهب تلك المساعدات! المهم لا بد من نصرة الأخوة في غزة بشتى الطرق إذ نحن ننتظر ابطال الجهاد والانتحاريين من العرب والمسلمين الذين يزعزعون أمن المسلمين وعباد الله، فليزعزعوا أمن إسرائيل وهذه فرصة الاستشهاد الحقيقي الذي يدعو له الدين الإسلامي الحنيف.
مهما يكن الأمر فإن القيم الاخلاقية ثابتة ومستقرة في العقل والسلوك الخارجي، فالدفاع عن الوطن وخدمته ثابتة لذات الوطن والانتصار للمظلوم، كل ذلك لا تتم الحياة ولا تستقيم الا به يحتوي على الخير، والفضيلة حقاً وواقعاً تماماً كما تحتوي حياة الأمن والصحة على السعادة والهناء. ونتمنى للقمة الاقتصادية النجاح في ظل هذه الأجواء.
علي غلوم محمد
كاتب كويتي
[email protected]
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي