الصبيح: «التقدم العلمي» تسير بخطى واثقة نحو إقامة بيئة علمية بحثية معاصرة لأبناء الكويت






قالت وزيرة التربية وزيرة التعليم العالي نورية الصبيح إن «الاستجواب حق دستوري لا جدال فيه، وبالتالي أعتز بثقة صاحب سمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد وسمو رئيس مجلس الوزراء الشيخ ناصر المحمد، فالثقة هي المحرك الأساسي للإصلاح».
جاء كلام الصبيح في تصريح للصحافيين على هامش حفل توزيع جوائز مؤسسة الكويت للتقدم العلمي السنوية للفائزين من العلماء والباحثين والمفكرين، والذي أقامته المؤسسة في مقرها مساء أول من أمس تحت رعاية سمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد والذي ناب عن سموه فيه وزيرة التربية وزيرة التعليم العالي نورية الصبيح، وبحضور الأستاذة في قسم الكيمياء في جامعة الكويت الدكتورة فايزة الخرافي ومدير المؤسسة الدكتور علي الشملان ونخبة من المفكرين والباحثين الكويتيين.
وألقت وزيرة التربية والتعليم العالي في الحفل كلمة صاحب السمو أمير البلاد قائلة: «يطيب لي أن أعبر عن سعادتي بما حظيت به اليوم من شرف كبير تفضل به عليّ سمو أمير البلاد حفظه ورعاه، فأنابني عن سموه في افتتاح هذا الحفل الجليل الذي تزدهي به الكويت كل عام وهي تستقبل نخبة جديدة من العلماء الأجلاء والباحثين الأفاضل الذين أهلتهم إنجازاتهم العلمية والفكرية المميزة للفوز بجوائز مؤسسة الكويت للتقدم العلمي في مجالات المعرفة المختلفة، وحققت لهم مثابرتهم وصدق عزائمهم واستنارة بصائرهم هذا السبق والتميز في أشرف ميدان وأقدس مجال للتنافس والعطاء».
وأضافت «قضت حكمة الله تعالى وعدله أن يكون معيار التفاضل بين الأفراد والشعوب والأمم مرتكزا على حظها من العلم والعلماء وقدرتها على العمل الجاد والمثابرة المتواصلة وتطلعها الدائم إلى استشراف آفاق المستقبل وسبر أغوار كل جديد ومبتكر».
وقالت: «أدركت الكويت منذ نشأتها قيمة العمل ووعت أهمية العلم وعرفت معنى استشراف المستقبل والسعي إلى كل جديد مبتكر، وذلك منذ مخر أهلها عباب البحار وغاصوا على لؤلؤة واصطنعوا من الوسائل والأساليب ما واجهوا به صعاب الحياة وقسوة البيئة متسلحين بالعزائم الصادقة والإيمان الراسخ والطموح المتجدد، وقد توارثت الأجيال جيلا بعد الآخر، هذه المعاني العظيمة التي تعلي من قيمة العمل والمثابرة في أدائه، وتعرف للعلم قدره وفضله، وتتطلع دوما إلى الجديد والمبتكر في مناحي الحياة».
وأضافت «كان إنشاء مؤسسة الكويت للتقدم العلمي، هذا الصرح الحضاري المميز منذ ما يربو على ثلاثين عاما بمبادرة كريمة من سمو أمير البلاد الراحل الشيخ جابر الأحمد وبمشاركة مجتمعية سخية تسابقت اليها الفعاليات الوطنية تأكيدا وترسيخا لهذه المعاني السامية والقيم الأصيلة التي تستهدف تحقيق التطور الحضاري والنهضة العلمية لوطننا العزيز وأمتنا العربية والإسلامية وتتوخى الخير للإنسان في كل مكان، وتدعم البحث العلمي في مختلف مجالاته وتشجع العلماء والباحثين والمفكرين في الكويت والبلاد العربية والاسلامية وتتبادل مباحث العلم والمعرفة وحصاد الخبرة مع المؤسسات العلمية والمراكز البحثية والأكاديمية العالمية، وذلك لتحقيق هدفها العام وهو التعاون في سبيل التطور العلمي الحضاري».
وأوضحت ان «النشاط الواسع الذي ميز مسيرة العطاء لمؤسسة الكويت للتقدم العلمي منذ إنشائها عام 1976م واهتمامها بالبحوث العلمية الأساسية والتطبيقية المعنية بتفعيل دور البحث العلمي في خدمة التنمية في الكويت والخليج والعالم العربي وحرصها على تشجيع الثقافة العلمية وتطوير التعليم وتعهد الناشئة من أبناء الوطن بالرعاية والاهتمام يبشر بخير كثير، ويسير بخطى واثقة نحو اقامة بيئة علمية بحثية معاصرة يترعرع في جنباتها أبناء الكويت منذ نعومة أظفارهم وتسهم برامجها في الكشف عن ملكاتهم وقدراتهم ورعايتها وصقلها ليكونوا الباحثين الموفقين والعلماء النابهين».
وأفادت ان «مؤسسة الكويت للتقدم العلمي التي يرعى مسيرتها صاحب السمو الأمير لتهنئكم بهذا الفوز الذي أنتم أهل له بما حققتموه من انجازات علمية مشهودة، وهي تحتفي بكم اليوم تقديرا لكم واعترافا بسخاء عطائكم وبذلكم، وما قدمتموه من خير للإنسان في أشرف ميدان، وهي حريصة على أن تواصل نهجها الأصيل في رعاية العلم وتكريم العلماء وتبجيلهم».
وأشارت إلى «ان المؤسسة بتوجيهات سامية من صاحب السمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد تقدم الدعم السخي لكل المؤسسات العلمية والمراكز البحثية ودور التعليم في الكويت وبعض الأقطار العربية وغير العربية وتنهض بمشروعات بحثية قيمة بالتعاون مع الجامعات والمؤسسات البحثية العالمية المشهود لها بالسبق والتميز».
وأكدت ان «الكويت لتعتز اعتزازا كثيراً بما تنهض به المؤسسة من رسالة علمية مميزة وما يقدمه القائمون على أمرها من جهود صادقة ورؤى استشرافية سديدة، كما انها فخورة بالمبادرات المجتمعية والاسهامات الكريمة التي تجسد الطموحات الأهلية والتطلعات الوطنية لنهضة علمية شاملة تستعيد لوطننا وأمتنا العربية والاسلامية أمجاد نهضتها العلمية وتبوؤها الصدارة في مختلف المجالات».
ومن جهتها، قالت استاذة قسم الكيمياء في جامعة الكويت الدكتورة فايزة الخرافي في كلمة الفائزين بجوائز المؤسسة «رغم ان التكريم يهدف إلى تقدير شخصيات محددة ومستحقة ورغم ان التقدير تجسد في جائزة تستمد قيمتها من مدلولها ومصداقيتها، فإنا نعلم جميعا ان احتفالنا اليوم بالحياة في أروع حالاتها وأرقى أشكال عطائها، ألا وهو الابداع الإنساني الذي يجعل العالم أكثر جمالا ويجعل تجليات الحق والخير أعمق جذوراً وأوسع انتشاراً».
وأوضحت: «اننا في عصر نقلب فيه كل صباح شاشة الحاسوب بحثا عما توصل اليه العلماء من اكتشافات جديدة. نبحث عن ذلك بلهفة المشوق إلى ابتكارات تخفف الألم وتزيد الجمال والفرح. ونبحث عن ذلك برجفة الخائف من ابتكارات تطور آلات الدمار والرعب وتساهم في انتشارها».
ونوهت «واذا كان الحرص على السمة الإنسانية والأخلاقية للعلم هي أهم المعضلات التي تواجه العلماء، فإن عاصفة التغيير الشامل التي يقودها التقدم العلمي والتكنولوجي تضع دولنا النامية أمام تحد بالغ التعقيد. ذلك أن دراسات البنك الدولي والاسكوا واليونسكو تؤكد بشكل جازم أن دولنا لن تتمكن من تحقيق تنمية مستدامة ما لم تردم الفجوة المعارفية التي تفصلها عن الدول المتقدمة. كما تجمع هذه الدراسات على أن هذه الفجوة المعارفية التي تفصلها عن الدول المتقدمة. كما تجمع هذه الدراسات على أن هذه الفجوة المعارفية تزداد اتساعاً مع الأسف الشديد، لاننا لم نواجهها حتى الآن بارادة وتخطيط، وبنظام تربوي حديث يتجاوب مع مقتضيات العصر ويستوعب رياح التغيير»، مبينة من هذه الحقيقة بالذات تنبثق أهمية مؤسسة الكويت للتقدم العلمي، وتتجلى أهمية احتفالنا هذا احتفاء بقيمة العلم مجسدة في شخصيات العلماء، فهذه القيمة هي مخرجنا الوحيد من دوامة التخلف، وهي مدخلنا الأساسي للعيش في عصرنا والانضمام إلى عالمنا، وبغير العلم والتكنولوجيا، وبغير تشجيع العلماء، سنبقى نعيش في عالم ليس لنا لاننا لم نشارك في صنعه، وسنبقى نهرب من غربتنا فيه لنلوذ إلى ماض كنا أسياده، لاننا كنا أول المساهمين في علمه ونهضته وتنويره».
وأفاد مدير مؤسسة الكويت للتقدم العلمي الدكتور علي الشملان «اليوم نحن معكم وبكم نجني ثمار ما غرسناه منذ أكثر من ثلاثين عاما متتالية مضت، وننطلق به في مجالات شتى للحياة على أرض هذا الوطن الحبيب، في منجزات قد تنامى عددها وتضاعف أثرها في مجالات المعرفة والتطبيقات العلمية والمشروعات الحيوية سواء في الطاقة والصناعات البتروكيماوية أو في مجال الخدمات البيئية والصحية أو في التعليم والعلوم الاجتماعية أو في المشروعات العلمية العملاقة، ولا نود أن نقف بكم كثيرا حول ما تم انجازه من بحوث ودراسات، أو ما تحول من ذلك فعلا إلى مشروعات دخلت مجال الخدمة المجتمعية، وأخذت تتسارع الخطى نحو التطور والسبق لتلافي مشكلات الموارد الاقتصادية، وتعظيم فوائدها وعطائها الحضاري لمجتمعنا الكويتي، وللإنسان الذي هو هدف التنمية فيه».
وقال «ما يهمنا الآن- ونحن نعتز كثيرا بهذه المنجزات- أمور أساسية وأولها تهنئة كريمة من صاحب السمو الشيخ صباح الأحمد رئيس مجلس ادارة المؤسسة، ويشارك فيها بعمق أعضاء مجلس ادارتها الموقرون، أنقلها إلى الفائزين بجوائز المؤسسة هذا العام لجهودهم المشكورة في مجالات علمية مختلفة، سواء كانوا من داخل الكويت أو من خارجها، وقد أسعدونا كثيرا وهم ينضمون اليوم إلى كتيبة العلماء المبدعين الذين حظوا بهذا التكريم في أعوام سابقة لقاء بحوثهم المتميزة، وما قدموا فيها من جهد كان موضع التقدير والاشادة من أهل العلم وذوي الاختصاص».
وأضاف: «ثانيها يسرني بمناسبة احتفالنا هذا أن أعلن عن جائزة «جابر الدولية للعلوم الطبية» التي أقرها أخيرا مجلس ادارة مؤسسة الكويت للتقدم العلمي بناء على توجيهات سامية من صاحب السمو أمير البلاد، رئيس مجلس إدارة المؤسسة، وقد رصد للفائز بهذه الجائزة مبلغ مليون دولار، وهي تُمنح مرة كل سنتين لمن يقدم خدمة متميزة في العلوم الطبية على المستوى العالمي، عرفانا من المؤسسة بأهمية دعم التطور الحضاري ودفع عجلة التنمية الإنسانية في المنطقة العربية والشرق الأوسط، ويحق للباحثين والدارسين من جميع أنحاء العالم الاشتراك بهذه الجائزة».
وتابع الشملان: «ثالثها: هو أن نؤكد لكم حرصنا في هذه المؤسسة على وضع خريطة بحثية على المستويين النظري والتطبيقي لتلبية الطموح الذي نتطلع اليه، وتحقيق نقلة حضارية ترفعنا مع اخواننا العرب كأمة لا يُستهان بها عددا وامكانات هائلة إلى مصاف الأمم التي سبقت في مضمار العلم واتخذته سلاحا تعيش به معارك العصر السياسية والاقتصادية، وتلبي به مطالبها واحتياجاتها في عصر التغيرات الكبرى التي بدأت ارهاصاتها في عالم اليوم، وفي القريب العاجل ستسود عالم المستقبل بكل ما تمتلك من مفاتيح الهيمنة والسيطرة على مقدرات الحياة في الأمم الصغيرة والشعوب النامية».
ورأى «ان علينا في اطار الاستراتيجية العلمية التي نأمل أن يقوم عليها أمرنا مستقبلا أن نمعن النظر في رؤى أعمق وأوسع لما ينتظر العالم اليوم وغدا من تغيير متوقع، بل ومؤكد في أساليب الاستثمار الامثل للقوى البشرية صانعة الحضارة على أرضها، وكذلك في الامكانات المادية المتوافرة التي هي من أهم أدوات التنمية الشاملة ووسائلها الفاعلة»، لافتا إلى انه «لم يعد مقبولا في هذا العصر أن نترك أقدارنا في مجال البحث العلمي تقودها نظرات أحادية، أو تخطط لها توجهات فردية، فكل ذلك محدود الأثر والفاعلية، مهما كانت قوته، أو صح العزم على المضي في طريقه من أي دولة منفردة».
ودعا إلى «زيادة التوجيه الإلهي لنا في الحق الذي نريده، وفي الطريق الذي نسلكه، وفي الغاية التي نسعى اليها، يقول الله تعالى: «واعتصموا بحبل الله جميعاً ولا تفرقوا»، فمن يكن الله له هادياً فلا مضل له».
الفائزون في جوائز المؤسسة
الفائزون بجائزة الكويت لعام 2006
أولاً: العلوم الأساسية - علم البصريات - Optical Science
فاز بالجائزة الدكتور بهاء صالح (مصري الجنسية)، والذي يعمل استاذاً ورئيساً لقسم الكهرباء وهندسة الحاسوب ونائباً لمدير مركز استشعار السطوح التحتية والنظم الشكلية في جامعة بوسطن في الولايات المتحدة الأميركية.
ثانياً: العلوم التطبيقية: التآكل - Corrosion
فازت بالجائزة الدكتورة فايزة الخرافي استاذة الكيمياء في جامعة الكويت.
وحجبت الجائزة عن أبناء الكويت في مجال «العلوم الأساسية» ومجال «العلوم الاقتصادية والاجتماعية» ومجال «الفنون والآداب» ومجال «التراث العلمي العربي والإسلامي» وعن ابناء البلاد العربية في مجال «العلوم التطبيقية» ومجال «العلوم الاقتصادية والاجتماعية» ومجال «الفنون والآداب» ومجال «التراث العلمي العربي والإسلامي».
الفائزون في جائزة الإنتاج العلمي
في مجال «العلوم الطبيعية والرياضية»
الدكتور طلال ماضي الخميس، استاذ مساعد - قسم الاحصاء وبحوث العمليات كلية العلوم في جامعة الكويت.
في مجال «العلوم الهندسية» الدكتور عبداللطيف محمد الخليفي، استاذ مساعد - قسم الهندسة المدنية - كلية الهندسة والبترول في جامعة الكويت.
في مجال «العلوم الاجتماعية والإنسانية» الدكتور فايز عبدالله الكندري، أستاذ مساعد في قسم القانون الخاص في كلية الحقوق في جامعة الكويت.
في مجال «العلوم الإدارية والاقتصادية» الدكتور فضل صباح الفضلي، استاذ مساعد في قسم الإدارة العامة ، كلية العلوم الإدارية في جامعة الكويت.
في مجال «العلوم الحياتية» الدكتور ماجد أحمد النقيب، رئيس قسم العلوم البيولوجية في كلية العلوم في جامعة الكويت.
في مجال «العلوم الطبية» الدكتور ناصر حسن بهبهاني، استاذ مساعد قسم الأمراض الباطنية في كلية الطب في جامعة الكويت.
الصبيح والشملان والخرافي في الحفل (تصوير زكريا عطية)
جانب من الحضور