حوار / «بسبب الفن لم أعد أمتلك الوقت... ولكنه عوّضني بمحبة الناس»
هدية بدر لـ «الراي»: التمثيل «يُمثلني»... ولا أفكر بشيء سواه!
التمثيل ليس مجرد هواية مسليّة أو مهنة للاسترزاق، بل هو شغف دائم، وطموح كبير تعمل على تحقيقه!
هذا ملخص شامل ومختصر، لكلام الممثلة الشابة هدية بدر، التي كشفت عن سر علاقتها بالفن وسعيها للوصول إلى أقصى حد، ليس من أجل الشهرة وإنما لكي تحقق أحلامها، على حد قولها.
هدية، أوضحت في حوار مع «الراي» أنه في داخلها طاقة فنية كبيرة لم يتفجر منها إلا جزء قليل، منوهة إلى أنها لا تحب السير في الحدث الدرامي على «المود» نفسه، بل تهوى التنقل في الحالات النفسية، للشخصية التي تُسند إليها، كي تعبّر عمّا يختلج في نفسها من مشاعر متناقضة، مثل الحزن والفرح، والهدوء والغضب، وغيرها من الحالات.
كما عرجت على دور «خلود» الذي تجسده في مسلسل «بيت بيوت»، «وهي فتاة تعيش في كنف أسرة بسيطة، ولديها مبدأ في الحياة، لكنها تحيد عنه»، لأسباب نسرد تفاصيلها في هذه السطور.
• فلنبدأ من حيث انتهيت أخيراً، وهو مسلسل «بيت بيوت»؟
- المسلسل من تأليف الكاتب عبدالمحسن الروضان ومن إخراج سلطان خسروه، إذ يناقش قضايا اجتماعية صرفة، مثل الجشع والصراع الأسري، وغيرها من المشكلات الشائكة في مجتمعنا الخليجي، كما أشارك في بطولته، إلى جانب مجموعة كبيرة من الفنانين الكبار والشباب، من طراز جاسم النبهان والفنان سليمان الياسين الذي وافته المنية خلال فترة التصوير. أيضاً من الأسماء المهمة، يشارك كل من الفنانة انتصار الشراح ونور وشهد ياسين ومحمد الرمضان وسارة العنزي وعبدالله الرميان، وغيرهم الكثير.
• ما دورك في المسلسل؟
- أؤدي دور «خلود»، وهي فتاة لها مبدأها في الحياة، ولكنها تحيد عنه بسبب إلحاح شديد من والدتها «خزنة» والتي تؤدي دورها انتصار الشراح، وذلك بعد أن تغدر «خزنة» بأعز صديقاتها «لطيفة» (الفنانة نور)، من أجل أن تُزوجني بزوجها (سليمان الياسين) لأنه رجل ثري ونحن أسرة بسيطة، غيرعابئة بمشاعر صديقتها أو بفارق السن بيني وبين زوجها. ولكن الأمور لا تسير على هوى الأم وابنتها في خطف الزوج من زوجته، بل تتخللها الكثير من التغيرات في سياق الأحداث.
• كيف تصفين لنا دور «خلود» بشكل موجز وشامل؟
- الدور مختلف تماماً عمّا قدمته في أعمال سابقة، وأرى أنني فَجّرت من خلاله جزءاً من الطاقة الكبيرة في داخلي، فقد أعطيت الشخصية حقها، وهي بالمقابل أعطتني مساحة كافية لكي أضع بصمتي فيها. لعل ما يميز الدور أنه أتاح لي فرصة التنقل من حالة إلى أخرى والتفاعل مع الشخصية في كل حالاتها النفسية، في الفرح والحزن، القلق والتوتر، أو الهدوء والغضب، فأنا لا أحب السير في الحدث الدرامي على «المود» نفسه.
• وماذا في جعبتك من أعمال درامية أخرى؟
- ما زلت أنتظر عرض المسلسل الاجتماعي «أم دلال والعيال»، الذي تأجل عرضه أكثر من مرة، وهناك نصوص تلفزيونية في يدي، أعكف على قراءتها لاختيار الأنسب منها.
• هل الفن بالنسبة إليك هواية أم مهنة؟
- أنا شغوفة بالتمثيل وهو «يمثلني»، فلا أفكر بشيء آخر سواه، ولا أعتبره هواية مسليّة أو مهنة للاسترزاق، كما أسعى جاهدة للوصول إلى أقصى حد، ليس من أجل الشهرة وإنما لأجل تحقيق أحلامي، فأنا طموحة جداً وأشعر بأنني قادرة على وضع بصمة مؤثرة في الأعمال المقبلة. فكل فنان يتعب على نفسه ويجتهد، فإنه سيحقّق مبتغاه في نهاية المطاف.
• هل يشكّل زواجك في سن مبكرة حجر عثرة في مشوار الفني؟
- بالطبع لا. كنت أقول دائماً «اللي بياخذني يرضى بشغلي»، والحمد لله أنني تزوجت وأصبح لديّ ولد، وسارت أموري على خير ما يرام.
• لكل فنان أو فنانة شخص يأخذ منه المشورة قبل الولوج في أي عمل فني، فمن هو مرجعك في الفن؟
- عادة لا أستشير المقربين الذين ليست لديهم علاقة بالفن، بل أستشير نفسي أولاً، ثم آخذ المشورة من أحد الأشخاص الموثوقين والذين لديهم اطلاع وإلمام في الساحة، حتى وإن لم يكونوا قريبين مني. في السابق لم يكن لديّ شخص أرجع إليه، ولكن من بعد مسلسل «بيت بيوت» صرتُ أسأل وأستفسر عن بعض الأمور التي أجهلها.
• ما الذي قدمته للفن، وبالمقابل ما الذي أخذه منك؟
- بسبب الفن لم أعد أمتلك الوقت، ولكنه عوّضني بمحبة الناس والجمهور، وأتمنّى أن أقدم له كل ما أملك من طاقة فنية.
• ما هي الأمور التي ترينها من وجهة نظرك سلبية في الوسط الفني؟
- لا توجد سلبيات، عدا بعض التصرفات الفردية من هنا أو هناك، مثل القيل والقال وما شابه ذلك.
• كم عدد الأعمال في رصيدك؟
- شاركت في مسلسلات مهمة، مثل «إقبال يوم أقبلت» و«الخافي أعظم» و«عمود البيت» و«أمي دلال والعيال»، وأخيراً مسلسل «بيت بيوت».
• هل قمتِ برفض أحد الأعمال أو الأدوار التي لم تعجبك؟
- كوني فنانة ما زالت تخطو في أول المشوار، فإنه من الصعب عليّ رفض أي مسلسل أو دور يتم عرضه عليّ، وهذا ليس معناه القبول بأدوار هامشية أو تحصيل حاصل.
