تعرف القوة الناعمة بأنها القدرة في التأثير على الآخرين، بحيث تصبح القيم السائدة في الدولة وأسلوب ومظاهر العيش فيها نموذجاً، يحرص الآخرون خارجها على الاقتداء به.
حظيت الكويت بدور الريادة في الخليج والمنطقة في الفترة من أوائل الستينات وحتى الغزو الغاشم في 1990، فبالإضافة إلى نظامها الديموقراطي الفريد وإعلامها الحر، كان دستورها المتحرر من قيود أنظمة الحكم التقليدية نموذجاً يحتذى به، وأضافت المَلَكات الكويتية الاستثنائية في مجالات الفكر والفنون والآداب بعداً حضارياً للدولة الحديثة، وأدى إيمان الكويتيون بالحرية المسؤولة إلى تحرر المرأة الكويتية ومساهمتها في بناء الدولة الناشئة، التي لفتت انتباه العالم ونالت إعجابه، وأضافت سياستها الخارجية المتزنة رصيداً كبيراً لقوتها الناعمة.
تراجعت الكويت بعد كارثة الغزو المريرة على الكثير من مؤشرات القياس الدولية، ومن مظاهر تراجعها تكرار خسارتها لأكثر من 7 مراكز على مؤشر الفساد في عام واحد، وانحدار ترتيبها الدولي على مؤشر جودة التعليم الأساسي إلى المرتبة 104 بين 140 دولة وفقاً لمؤتمر دافوس، ولم يتعد تصنيف جامعتها الحكومية الوحيدة وفقاً لمؤشر التايمز البريطاني المركز بين 801-1000، وها قد خرجت قبل أيام من التصنيف الدولي في كارثة حقيقية للتعليم في البلاد، ولم يختلف مستوى خدماتها الصحية عن مستويات التعليم كثيراً، فقد كشفت جائحة كوفيد -19 عن تراجعها الواضح الذي أعاق جهود المكافحة بشكل مؤثر ضمن أسباب أخرى.