مع قرب موعد الانتخابات لمجلس الأمة المقبل، نجد الكثير من التحركات من المرشحين أو البعض من النواب، ممن يرغب أو ربما يقاتل لإعادة انتخابه وفي المقابل هي فرصة للناخبين الواعين أن يقارنوا بين تصريحات النائب، سواء في حملاته الانتخابية السابقة أو في الساحة الإعلامية، وبين أدائه الفعلي خلال السنوات السابقة داخل المجلس فالمفترض على النائب أن يكون له دور فعلي في البرلمان، بل ما أعنيه أن يكون له تأثير ومشاركة في صياغة مشاريع القوانين، وتفعيل الدور الرقابي وتكون له فاعلية أكثر في اقتراحات واقعية بعيداً عن الكلام (الإنشائي) المعتاد والوعود (المعسولة) والسجالات، وربما الاستعراض المسرحي من البعض سواء في البرلمان أو في بعض الحملات الانتخابية، وربما له حضور إعلامي أكثر من مشاركته الواقعية في تشريع تلك القوانين المهمة.
فالمهم ليس التصريحات الرنانة أو تفريغ (الطاقة السلبية)، أو أن يحمل فقط هدفاً انتخابياً لتحريك المشاعر للحفاظ على قاعدته الجماهيرية، من أجل الكرسي الأخضر (الحلو)، بل المهم للنائب أن ينظر إلى العضوية على أنها تكليف وليست وجاهة أو (برستيج) اجتماعياً للتفاخر المرفوض! أو أنها وسيلة سريعة ومهمة جداً (لتمرير) معاملات المحيطين به فقط وأحبابه، وإيصال البعض منهم إلى المناصب المرموقة.
بل العضوية في البرلمان مسؤولية كبيرة وأمانة في (رقبته) مسؤول عنها أمام الله عز وجل أولاً ثم أمام الشعب، وانظروا إلى العجز المالي في البلد حالياً، وتلك أحد الأمثلة الحية على الواقع الموجود لدينا، لذا فإن النائب عمله ووقته محسوب واقتراحاته وإخلاصه من المفترض أن تساهم بالطبع في تطوير البلد، ومعالجة هموم الوطن والمواطنين وإذا تحقق وجود برلمان قوي بمكوناته المختلفة، فإن ذلك يساعد بقوة في ردع كل من يفسد ويضر مصالح البلاد والعباد! فالنائب المجتهد يحرص على أداء أعماله وإنجاز القوانين، وبالتالي يترك بصمة إيجابية للصالح العام ولتاريخه الشخصي، ومن يعمل عكس ذلك فإنه يكون قد أهدر وقت الدولة والمواطنين أيضاً، وللتاريخ البرلماني كلمة وفيها بصمة من أنجز، ومن عمل، وكذلك من اتجه لمصالحه الخاصة ومن ليس له بصمة تذكر، والله عز وجل المعين في كل الأحوال.
ahmed_alsadhan@hotmail.com
Twitter @Alsadhankw