حوار / «أخي رأفت غنّى (ناي) قبل كاظم الساهر... وارجعوا إلى التاريخ»
عبدالله طلال مداح لـ «الراي»: بلغ السيل الزبى... «زمان كان بالي وسيع»






الحقوق الفنية
والأدبية لوالدي... لا تسقط مدى الحياة
الكثير من الفنانين يقدمون أغاني طلال مداح... وينسبونها إلى «الفولكلور»
الإرث الفني من حق العائلة... عدا 3 ألبومات لا حق لنا فيها إلا أدبياً
«بلغ السيل الزبى»...!
بهذه العبارة، شدد الفنان عبدالله طلال مداح على أنه سيقف بالمرصاد لكل من ينتهك الحقوق الأدبية والفنية لوالده الفنان القدير الراحل طلال مداح، إثر تعاقده أخيراً مع إحدى شركات الإنتاج التي تكفّلت بالحفاظ على هذا الإرث الفني من سطوة القنوات والمواقع الإلكترونية، مؤكداً أن الحقوق لا تسقط مدى الحياة.
مداح، أوضح في حوار مع «الراي»، أنه لا يجد بداً في غناء البعض من الفنانين لأغاني والده، بشرط ألا يقوموا بنسب تلك الأعمال إلى الفولكلور، «بل ينبغي أن يُذكر صاحب الأغنية وشاعرها وملحنها» كما هو متعارف عليه في ساحات الغناء العربي. ولفت إلى أن الأمر اختلف الآن عمّا كان عليه قبل عشرين سنة، أي حين توفي الفنان طلال مداح، «إذ لم يكن نظام الحقوق مُفعّلاً أو مطبقاً فعلياً وقتذاك، فضلاً عن أنه في السابق كانت شركة (فنون الجزيرة) هي الجهة المسؤولة عن كل شيء، بيد أنها لم تتخذ أي إجراء يتعلّق بمسألة الحقوق».
في جهة أخرى، ألمح عبدالله مداح إلى أن أغنية «ناي» لكاظم الساهر، قد تغنى بها أخوه «رأفت» قبل الساهر بسنوات طويلة، مبيناً أن التاريخ يؤكد صحة ما يقول. كما تطرق إلى نقاط أخرى، نكشف تفاصيلها في السطور الآتية.
• اعتبر البعض أن القرار الذي صدر منك بوقف بث أغاني والدك الراحل طلال مداح في المواقع الإعلامية فيه نوع من الظلم لمحبي الفنان القدير، خصوصاً أنه (الوالد) شخصية فنية مرموقة وعامة، ولديه جمهور كبير في أنحاء الوطن العربي، فكيف ترد؟
- أولاً القرار لم يصدر مني شخصياً، بل صدر عن الشركة التي تم التعاون بيني وبينها أخيراً، وأبرمت معها العقود والاتفاقات، وهي لها الحق برفض أي جهة تعمل على استغلالها، كما سيكون لديها الصلاحية الكاملة من موقع «يوتيوب» لإغلاق أي قناة تتعدى على حقوق الفنان طلال مداح أو مواصلة البث لأغانيه. وكما أسلفت، القرار لم يكن قراري، فأنا لديّ قناتي الخاصة على «يوتيوب» منذ سنين طويلة، وهي «Talal T.V» وكان البعض يأخذون ما يتم بثه على قناتي، ويقومون ببعض التغييرات عليها ثم يبثونها عبر مواقعهم، ولم أتكلم. وفي المقابل، هناك فنانون كثر طلبوا مني السماح لهم بأداء أغاني طلال مداح، ولم أمنعهم عن ذلك، كما لم أطلب منهم «فلوساً» أو شيئاً مادياً نظير أدائهم لتلك الأغاني.
• إذاً ما المشكلة، وما سبب كل هذا الجدل الحاصل معك في مواقع «السوشيال ميديا»؟
- المشكلة أن هناك الكثير من الفنانين الشباب حين يقدمون أغاني «المرحوم» بأصواتهم لا يشيرون إلى صاحب الأغنية أو كاتبها وملحنها، بل ينسبونها إلى «الفولكلور»... فلماذا لا يتم ذكر الأسماء الحقيقية لصنّاع الأغنية؟ فهذه حقوق فنية وأدبية، لا تسقط مدى الحياة. كانوا شغالين 15 سنة على هذا الموضوع، وأنا ما تكلمت ولم أقل لهم إنني «راح أقفّل قنواتكم»، ولكن لما «تنرفزني» وتتدخل في حق من حقوقي فبالتأكيد سأوقفك عند حدك. لذلك، تعاقدت مع الشركة لإيقاف هذا الأمر، والشركة الآن هي مسؤولة لأنها تدفع مقابل تلك الأعمال.
• هل تعتقد أن هذا الإرث الفني هو للعائلة حصراً؟
- الإرث الفني مُوّزع. مثلاً هناك أغانٍ كثيرة من إنتاج شركات مختلفة، قامت بالتنازل عنها لمصلحة العائلة فأصبحت «من حقي». وهناك شركة لبنانية وأخرى مصرية تمتلكان الحقوق لـ«3» ألبومات، وهذا حقهما، لا يمكنني التدخل فيه أبداً. كذلك الحال بالنسبة إلى الأغاني التي تم إنتاجها من خلال مسرح التلفزيون، فلا أمتلك الحق كي أتدخل فيها لأنها من حقوقه، كون التلفزيون هو من أنتجها وصرف عليها، وهنا يقتصر حقي على الجانب الأدبي فقط، كما أن الكثير من القيمين على القنوات التلفزيونية كانوا يتواصلون معي لغرض التعاون معهم في أمور تتعلق بأغاني الوالد، وكنت أوافق بمجرد أن «يرفعوا سماعة التلفون ويتصلوا عليّ» بل ويتم الاتفاق فوراً، وبشكل سلس من دون الدخول في «الرسميات والقضايا» وما إلى ذلك. وبالتالي، فإن الإرث الفني الذي لا يخص الشركات الفنية، فهو حصر للعائلة.
• لماذا اتخذت هذا القرار الآن بالتعاقد مع الشركة ولم تتخذه منذ 20 سنة، أي بعد وفاة الفنان طلال مداح مباشرة؟
- قبل 20 سنة لم يكن نظام الحقوق مُفعّلاً أو مطبقاً فعلياً، فضلاً عن أنه في السابق كانت شركة «فنون الجزيرة» هي المسؤولة عن كل شيء، بيد أنها لم تتخذ أي إجراء يتعلّق بمسألة الحقوق. أما الآن، فقد تغيرت الأمور وأصبح هناك تطبيق للحقوق الأدبية، ولعل التلفزيون السعودي هو أول من عمل على تطبيقها، وصار بإمكاني مراسلة وزارة الإعلام في المملكة لحجب أي قناة تلفزيونية تنتهك هذه الحقوق التي تعود ملكيتها لي ولأشقائي وشقيقاتي. مع العلم أن هذه الإجراءات التي يتم اتخاذها حالياً لا علاقة لها بالمكاسب المادية... فهل تعتقدون أن أحصل على مردود مادي من أغنية قديمة مثل «مقادير» التي اشتهرت منذ زمن طويل وراجت في كل المواقع؟ بالطبع لا، بل هي مسألة مبدأ وحفظ للحقوق الأدبية لا غير.
• برأيك، هل استغلت تلك القنوات أعمال الفنان القدير طلال مداح لأغراض تجارية؟
- القنوات مختلفة. فإذا كانت القناة على «يوتيوب» تضع إعلاناتها أثناء بث الأغاني، فإنها حتماً تأخذ «Royalty» من خلال نسب المشاهدة، وبذلك تكون قد ربحت من ورائها. شخصياً هذا لا يهمني، ولكن أي شركة يهمها ألا تستغل حقوقها وهو ما يدفعها إلى اتخاذ إجراءاتها القانونية.
• هل وجدتم استجابة من موقع «يوتيوب»؟
- الشركة هي من تتولى حالياً هذا الموضوع، حيث قامت بمراسلة الموقع لحجب بعض القنوات، فطلب من الشركة تقديم بعض الطلبات القانونية، حيث يعكف محامي الشركة على تحضيرها حالياً، على أن يتم إرسالها قريباً من خلال المندوب، وبعدها سيكون للمحامي مطلق الصلاحية لحجب أي قناة في «يوتيوب».
• لاحظنا أن لغة الحوار من قبلك تجاه البعض في المواقع الإعلامية أصبحت أكثر حدة عن ذي قبل، إلى حد التلويح برفع دعاوى قضائية ضدهم، فلماذا؟
- لغة الحوار من لغة المخاطب. «زمان كان بالي وسيع»، لأنني كنت أتبع أسلوب الوالد، أما الآن فأنا رجعت لأسلوب جدي. لم يعد هناك تهاون مع كل من يسب أو يشتم، فقد بلغ السيل الزبى.
• يقول البعض إنه إذا كنت ستمنع الفنانين الآخرين من أداء أغاني الوالد إلا بشروط، فلماذا تغنّى شقيقك الفنان رأفت طلال مداح بأغنية «ناي» للفنان كاظم الساهر، ومن دون أن يحصل على تنازل من شاعرها الأمير بدر بن عبدالمحسن؟
- أخي رأفت غنّى «ناي» قبل كاظم الساهر بسنوات طويلة، وارجعوا إلى التاريخ، حيث قدمها بألحان والدي. في حين أن كاظم الساهر قدمها بعده، وبلحن آخر تماماً.
• هل لديك شروط لكل فنان يرغب في أداء أغاني الوالد، رحمة الله عليه؟
- إطلاقاً. ليست لديّ شروط، وبإمكان أي شخص أن يتصل بي متى يشاء، فأرقام هاتفي معروفة للعلن، فليختر من أغاني طلال مداح أي أغنية تعجبه ليغنيها، ولكن عليه أن يذكر صاحب الأغنية وشاعرها وملحنها وألا يتم نسبها إلى الفولكلور، هذه كل الحكاية.