التنمية والتطور وبُعد النظر في مجال المشاريع لا تكون إلا بالتخطيط والعمل الحقيقي، والإصرار المتواصل بإذن الله تعالى على التنفيذ، بحيث يكون نموذجاً مهماً للإنجاز والتطوير، ومثال ذلك ما قرأته في الموقع الرسمي الإلكتروني لمشاريع السعودية، بالإضافة إلى أكثر من حساب لهم في وسائل التواصل الاجتماعي، يتضمن الكثير من المشاريع سواء الحالية أو قيد الإنشاء، أو الخطط الكبرى والمتعلقة بهذا المجال.
ويمثل ذلك الموقع أيضاً منصة تفاعلية وبشكل مباشر لتفيد المُطلع بمعلومات مهمة عن مختلف المشاريع الحيوية، سواء المتعلقة بالبنية التحتية أو التجارية أو السياحية أو الصناعية، ما يشكل الثمرة الحقيقية لتطور المشاريع، وكذلك التعاون بين القطاع العام السعودي والقطاع الخاص لديهم، والتعاون كذلك مع المصنعين والمستثمرين العالميين، بما يفيد الاقتصاد والبنية التحتية والتوطين، وفرص العمل وحركة المشاريع المفيدة في المملكة العربية السعودية الشقيقة.
وعلى سبيل المثال للخطط المتعلقة بالمشاريع الضخمة، ما ذكر عن تحفيز وتوطين صناعة السيارات ضمن مبادرة برنامج تطوير الصناعة الوطنية، والخدمات اللوجستية وتوقيع اتفاقية لبناء مصهر للمعادن مع إحدى الشركات العالمية المختصة وإطلاق مبادرة لتوطين صناعة المطاط، وتوقيع اتفاقية لإنشاء مصنع (بان آسيا) العملاق للبتروكيماويات في مدينة جازان للصناعات الأساسية، والتحويلية وطرح فرص استثمارية عملاقة لإنشاء مصانع لأبراج طاقة الرياح، وكذلك الصناعات العسكرية وتصنيع عجلات القطارات، وإطلاق المركز الاقتصادي في مدينة الجبيل الصناعية، ليكون أحد أكبر المراكز الاقتصادية في الشرق الأوسط، واستحداث 8 مناطق صناعية لتطوير صناعة أجزاء الطائرات.
وكذلك طرح فرصة استثمارية لإنشاء مصنع عملاق لتصنيع ألواح الطاقة الشمسية، وتوقيع اتفاقية بين عملاقي الصناعة والنفط السعوديين أرامكو وسابك، لإنشاء أضخم مجمع للبتروكيماويات في العالم، في مدينة ينبع الصناعية و7 مشاريع جديدة للطاقة الشمسية ومشاريع في القطاع اللوجيستي.
ونحن نتمنى التوفيق للأشقاء في المملكة العربية السعودية، وكذلك نتمنى في بلدنا الكويت أن يكون لنا مثل منصة المشاريع السعودية تلك، بحيث نرى ونسمع أخبار المشاريع والخدمات العامة والتصنيع الحقيقي، بعيداً عن الأخبار المزعجة التي نقرأها عن ملفات الفساد وعصابات غسيل الأموال وفوضى الإقامات، وكذلك بعيداً عن الكلام المعسول عن المشاريع الكبرى لدينا، والتي نسمع عنها وما زلنا لا نرى تطبيقها على أرض الواقع في ظل وجود الكثير والكثير من الجهات الحكومية والنفطية والاستشارية والتخطيطية!
عندنا كذلك بعض النواب وكلامهم أو سجالاتهم بين بعضهم البعض والتي لا فائدة منها غير استهلاك وقت الدولة، وبعد ذلك كله نستغرب كيف يحصل العجز المالي والتأخر التنموي، والمواطنون يتفرجون بدورهم لعل وعسى أن تكون هناك يوماً ما نهضة فعلية لدينا، ولكن مع ما سبق كنا وما زلنا متفائلين، وإن شاء الله تتحسن الأمور بالنية الصادقة والإرادة الحقيقية للإصلاح، والعمل الفعال لتطوير البلد ورعاية مصالحه، والضرب بيد من حديد على رأس كل مَن يفسد فيه، والله عز وجل المعين في كل الأحوال.
ahmed_alsadhan@hotmail.com
@ِAlsadhanKW