مارادونا... غير



اللاعبون، ليس فقط في كرة القدم، «راحلون». أمّا الرياضة نفسها، وحتى الهيكلية التي ينشطون في إطارها، فهي باقية.
صحيحٌ أنّ ثمة كيانات رياضيّة (أندية) اضمحلّت، ومنتخبات «انتهت»، مثل منتخب ألمانيا الشرقية، بيد أنّ الكيان لطالما كان «أكبر» و«أمضى» من العنصر البشري.
برشلونة الإسباني ليس نابولي الإيطالي. شتّان ما بين الاثنين. الأول كيان تاريخي «معتّق» منذ أبصر النور، بينما كان الثاني «لا شيء» على مستوى الصراع الكروي في بلاده، قبل وصول الأرجنتيني دييغو مارادونا الذي صاغ له مجداً.
الأرجنتيني ليونيل ميسي «صُنع في برشلونة» الذي بات مديناً له، بعد فترة، بحقبة ذهبية «محدودة» عاشها قبل سنوات.
أمّا مارادونا، فهو من صنع نابولي المدين له بكل شيء... حتى يومنا هذا.
المشكلة التي وقعت، أخيراً، بين ميسي وبرشلونة، تضاف إلى مشكلة أخرى حدثت بين النادي نفسه ولاعبه السابق البرازيلي نيمار دا سيلفا.
نيمار غادر صفوف «العملاق الكاتالوني» في 2017 متوجهاً إلى باريس سان جرمان مقابل 222 مليون يورو (رقم قياسي تاريخي)، في خطوة أثارت حنق المشجعين الذين كانوا ينظرون الى اللاعب البرازيلي على أنه خليفة ميسي.
بعد فترة، عاد برشلونة ليطارد نيمار بغية إعادته إلى صفوفه، في خطوة مسّت سمعة النادي.
وفي قضية ميسي، ظهر النادي الكاتالوني ضعيفاً للغاية مجدداً، وكأنه يجثو أمام «ليو» راجياً منه البقاء.
صحيحٌ أن إخراجاً مُحكَماً وُضع للمسألة كي يبدو وكأنّ «الجميع تنازل والجميع فاز»، بيد أنّ برشلونة مُسّ مجدداً في حضوره.
«سمعاً وطاعةً» لا تقال من نادٍ كبير بحجم برشلونة إلى لاعب، كان من كان، ولو إلى ميسي نفسه.
اللاعب خرج ليقول إنه سيستمر لأنه يريد تحاشي مواجهة ناديه في المحاكم. هذه ضربة أخرى في صميم برشلونة الذي جاء لاعبٌ وحمّله جميلَ عدم مجابهته.
عندما نقول بأن مارادونا صنع نابولي، فإن الأمر يختلف تماماً لأن «دييغو» جاء إلى نادٍ مجهول... فصنع اسم ذاك النادي.
يبدو أن برشلونة خسر 2-8 في نهاية الموسم الماضي... وأموراً أخرى.