لقاء / «اليورانيوم المنضب تم استخدامه في حرب التحرير ولا آثار طويلة الأمد على الجنود»
دي روش: المتانة الاقتصادية للكويت... محل تساؤل






إيران تتسبب بمشاكل وتأثيرها تخريبي بحت ولا يمكنها القيام بأي تنمية إيجابية
نجاح إيراني في إزعاج حكومات ضعيفة في لبنان والعراق
على دول الخليج ألا تساعد النظام الإيراني
سنرى عدداً أقل من القوات الأميركية على الأرض في الشرق الأوسط خلال السنوات القليلة المقبلة
سياسة أنعم وأقل تصادمية مع طهران إذا فاز بايدن بالرئاسة
فيما رأى الأستاذ في مركز الشرق الأدنى وجنوب آسيا للدراسات الإستراتيجية NESA في جامعة الدفاع الوطني في واشنطن ديفيد دي روش، أن المتانة الاقتصادية للكويت باتت محل تساؤل كبير، بعد انكشاف ضعفها المفاجئ، ما يشكل تحدياً كبيراً للدولة، اعتبر أن الشعب الكويتي معروف بحماسه الوطني وروحه الصلبة، معرباً عن تفاؤله بشخصية الكويتي الوطنية، الأقوى من أي تحديات تواجه الدولة.
وقال روش، في لقاء مع مركز «ريكونسنس للبحوث والدراسات»، أن دراسة الآثار طويلة الأمد على الجنود، من جراء استخدام اليورانيوم المنضب في حرب تحرير الكويت، تنفي وجود أي أضرار.
وفي شأن الدور الإيراني، قال إن طهران تعتبر نفسها القائد الطبيعي لمنطقة الخليج، والدول العربية فيها ولايات تابعة لها، وبعض الإيرانيين يرون أنهم «ورثة حضارة عظيمة، وعرب الخليج قبائل بثروات كبيرة»، لافتاً إلى نجاح إيران في إزعاج حكومات ضعيفة في لبنان والعراق.
ودعا دول الخليج لعدم مساعدة النظام الإيراني بالاستمرار بالسماح لرعاياه بالاستثمار والعمل، متوقعاً «سياسة أنعم وأقل تصادمية مع طهران»، إذا فاز المرشح الديموقراطي جو بايدن، بالرئاسة الأميركية.
ورجح روش أن يستمر تواجد قوات البحرية الأميريكية في المنطقة ذهاباً وإياباً، مع تقليل تواجد الجنود على الأرض. وفي ما يلي تفاصيل اللقاء:
? ماذا يعني التعاون العسكري بين الولايات المتحدة وإحدى دول مجلس التعاون الخليجي؟ وماذا يشمل؟ وما الشروط الفعلية للتعاون العسكري؟
- الهدف من التعاون العسكري الأميركي مع أي دولة هو التوافق، وهذا لا يعني أن يقوم شريكنا الأمني ببناء نسخة مصغرة من القوة الأميركية، ولكن أن يكون لديهم القدرة على التعاون كجزء من تحالف مع القوات الأميركية.
ويأخذ التوافق الكثير من الأشكال: من حيث الأهمية، فهو يعني الأسلحة. ومن حيث التدريب، يشمل القدرة على استعمال نفس الصيغة لطلب الدعم الجوي أو الإخلاء الطبي أو نيران المدفعية. من حيث التعليم والعقيدة، فهو يعني حصيلة مشتركة من التفاهمات والمفاهيم والإجراءات، بحيث يمكن لجنود الشريك العمل في الوحدات العسكرية الأميركية والعكس. إذا سألت كل قيادات الخدمة الأميركية هل يفضلون أن يقوم الشريك بشراء المعدات الأميركية أو إرسال أفضل ضباطه للمدارس العسكرية الأميركية، فإنهم سيقررون الخيار الأخير بالطبع.
? ما الذي تسعى إليه إيران في المنطقة، وما مدى قدرتها على تحقيق أهدافها؟
- إيران ترى نفسها القائد الطبيعي لمنطقة الخليج، وترى الدول العربية في منطقة الخليج ولايات تابعة لها (أو بالنسبة للبحرين، كمقاطعة تابعة لها). حتى في عهد حكم الشاه، سعت إيران وراء هذا الدور كقوة إقليمية. وأوضح مثال على ذلك أن بعض الإيرانيين يرون أنفسهم ورثة لحضارة قديمة وعظيمة، وينظرون إلى عرب الخليج على أنهم قبائل أغدقت بثروات كبيرة، من خلال جهود الأجانب، وليس بجهد منهم.
وبشأن سؤالك هل تستطيع إيران تحقيق هذا الهدف؟ لا أتوقع، فقد نجحت إيران في إزعاج الحكومات، وخاصة الحكومات الضعيفة في الدول التي يعيش بها عدد كبير من السكان الشيعة، ولكن نجاحاتها كانت أقل في السيطرة على المناطق التي تمكنت من تحقيق تأثير فيها... أنظر للأزمة الاقتصادية في لبنان والعراق واللذين يخضعان للتأثير الإيراني، فإيران تتسبب بمشاكل وتأثيرها تخريبي بحت، ولا يمكنها القيام بأي مظهر من مظاهر التنمية الإيجابية.
? كيف يمكن لدول الشرق الأوسط والخليج العربي التعامل مع إيران؟
- الجغرافيا هي الفيصل في هذا الأمر. إيران دولة كبيرة تتمتع بعدد كبير من السكان، في حين أن دول الخليج صغيرة وعدد سكانها محدود. إيران ترى نفسها القوى الكبرى الطبيعية في المنطقة، حتى لو تم استبدال حكومة القيادة العليا للحرس الثوري الإيراني بأخرى. الآن، كل دول الخليج ترى إيران كمصدر للتهديد الأمني، ولكن للكثير منها علاقات تجارية قوية مع إيران، وهو ما يسمح للإيرانيين بالعمل في هذه الدول وتحويل أموالهم إلى إيران، ومن ثم يمكنهم الاستثمار ومواجهة العقوبات. هذا الأمر يحقق أرباحاً قصيرة الأجل للبعض، ولكن له أثر في توفير موارد أخرى للنظام التوسعي. فإذا كانت دول الخليج ترى إيران كتهديد أمني لها، فلا يجب عليها مساعدة النظام الإيراني على الاستمرار بالسماح لرعاياه بالاستثمار والدراسة والعمل في دول الخليج.
? كيف ستؤثر الانتخابات الأميركية المقبلة على دول الخليج سياسياً وأمنياً؟
- في الماضي، لم يتغير الحضور الأمني الأميركي في الخليج كثيراً مع تغير الرئيس، حيث إن هناك التزاماً من الحزبين الرئيسيين بالأمن الإقليمي لدول الخليج العربي. هناك مجالان يتعلقان بالأمن، يمكن أن يتأثرا بشدة حال تغيير الرئيس الأميركي المنتخب عند تغيير بالحزب.
أولاً: مبيعات الأسلحة وحرب اليمن. أرى بأنه سيكون من الصعب جدا التراجع عن هذا القرار أيا كان الرئيس الأميركي القادم.
ثانيا: يمكننا أن نتوقع سياسة أنعم وأقل تصادمية مع إيران حال فوز بايدن، إلى أن يشعر الأميركيون مجدداً بخطورة التهديد الإيراني.
? تزعم كثير من التقارير أنه خلال حرب الخليج في العام 1990، اختبرت الولايات المتحدة أسلحة استخدمت اليورانيوم المنضب في العراق والكويت. ما تعليقك على هذه المزاعم؟
- كلمة «يورانيوم» مخيفة للكثير من الناس، ويبدو أنها تشير ضمنياً إلى تفاعل نووي. لكن هذا ليس الحال. نعم اليورانيوم المنضب تم استخدامه في حرب تحرير الكويت لأنه عالي التكثيف، ويمكنه اختراق الدروع المعدنية السميكة. في السنوات الأخيرة، هناك بعض الدراسات التي تفترض أن تلف تلك الطلقات مع الوقت له أثر سام. وتفترض دراسات أخرى أن هذا غير صحيح.
? هل نحن على وشك أن نرى شرقاً أوسطاً بعدد أقل من القوات الأميركية؟
- أعتقد أننا سنرى بوضوح عدداً أقل من القوات الأميركية على الأرض في الشرق الأوسط في السنوات القليلة المقبلة، ولكننا قد نرى أيضاً بناء بنية تحتية تسمح للقوات الأميركية بدعم شركائها الأمنيين في الخليج بسرعة وقت الأزمات. سيستمر تواجد البحرية الأميركية بالمنطقة ذهاباً وإياباً، ولكن مع تقليل تواجد الجنود على الأرض.
? مع هبوط أسعار النفط، كيف ترى مستقبل الكويت؟
- الكويت شريك أمني قوي وعلى قدر كبير من الثقة بالنسبة للولايات المتحدة، وتتمتع بحكومة تقدمية ومستوى مرتفع من المشاركة الديموقراطية أكثر من كل نظيراتها في المنطقة. لكن المتانة الاقتصادية للكويت أصبحت محل تساؤل كبير، بعد انكشاف ضعفها المفاجئ فور هبوط أسعار النفط... وبسبب التطورات الحديثة في تكنولوجيا حفر الآبار النفطية حول العالم، أستبعد أن ترتفع أسعار النفط، وأتوقع أن تظل متدنية لفترة طويلة، وسيشكل هذا الأمر تحدياً كبيراً للكويت. وأخيراً، فقد رأينا كيف تكشفت بالكويت أخيراً فضائح فساد كبيرة تثير لدينا التساؤلات حول كيفية إدارة البلد. ويمكن أن تكون هذه التحديات فرصة مواتية للإصلاح، فالشعب الكويتي معروف بحماسه الوطني وروحه الصلبة، لذا فإنني متفائل بأن شخصية الكويتي الوطني، أقوى من أي تحديات تواجه الدولة.
ديفيد دي روش
تخصص في دول شبه الجزيرة العربية، والأمن الإقليمي لدول مجلس التعاون الخليجي، وأمن الحدود، وعمليات نقل الأسلحة، والدفاع الصاروخي. ومكافحة الإرهاب.
قبل انضمامه إلى NESA، عمل بالمناصب التالية:
1- مدير في مكتب وزير الدفاع لمنطقة الخليج وشبه الجزيرة العربية.
2- مسؤول الاتصال بوزارة الدفاع في وزارة الأمن الداخلي.
3- مدير عمليات «ناتو» حيث صاغ توجيهات النهج الشامل لحلف «ناتو».
انفجار ميناء بيروت وأسئلة عن «حزب الله»
بشأن انفجار نترات الأمونيا في ميناء بيروت، ومن الملام، وهل كانت الاستخبارات الأميركية على علم بذلك؟، قال دي روش «لا نعلم من هو الملام على تخزين المواد المتفجرة في بيروت، سنعلم أكثر في الأيام المقبلة».
وأضاف أن من المؤكد أن العديد من الميليشيات في لبنان، وخاصة «حزب الله»، نجحت في تحييد أجزاء مهمة من الدولة اللبنانية. ورأينا ما يحدث لكثيرين في الشرطة اللبنانية وموظفي الدولة وقيادات شعبية عندما يعارضون مصالح حزب الله، كانت نهايتهم مأسوية وحياتهم قصيرة، كما حدث مع رفيق الحريري. ولنحاول جدلاً من باب التفكير المنطقي البحث في إجابات للسؤالين: هل ممكن الإبقاء على المواد المتفجرة في بيروت لو أراد «حزب الله» إزالتها؟ ثم: هل تملك الدولة اللبنانية القدرة على التخلص منها إذا أراد «حزب الله» لها أن تبقى مكانها؟