هيفاء يا عرب هيفاء...!


| د. سعيد فهمي (المصري أفندي) |
بدأت امتحانات نصف السنة الدراسية... ورفعت كل البيوت حالة الطوارئ السنوية... وارتفع الدعاء في كل الاوساط العائلية... كل واحد بيتمنى ولاده يحصلوا على الدرجات النهائية... وكل مدرس بيدعي ربه تزيد الدروس الخصوصية... اللي اولياء الامور بيعانوا من مصاريفها المفترية... لانها بتأثر على كل البيوت وخصوصا بند الميزانية... لكن رغم كل هذه الطوارئ السنوية... في كل البيوت العربية... الا انه كانت هناك مشكلة في بيت الواد سماعين مستخبية... وكان بيعاني منها دايما في مادة التاريخ والاجتماعية... وكتير حاول ابوه يعالجه من العقدة دية... وبيشجعه باساليب كتير علشان يحفظها زي ما هي... لكن سماعين كان عنيد وخاف تجيله شيزوفرانيا لأنه شايف بعينه ايه المكتوب على الورق واللي بيحصل للامة العربية... ذل ومهانة وهوان من النازية الاسرائيلية... اللي طايحة في العرب كلهم ولا بيهمها قرارات شرعية... ولا عاملة اعتبار لأي حد فينا وكأننا اشباح مخفية... بتحارب امة كل سلاحها جعجعة وبيانات وهمية... سماعين كان بيقرأ في كتاب التاريخ انه من امة اسطورية... وسمع عن واحد اسمه صلاح الدين كانت له ارادة فولاذية... وحرر القدس من براثن الوحوش ورجعها عربية وسمع كمان عن مملوك اسمه قطز كان عنده شجاعة بطولية... لملم بقايا الامة علشان يتصدى للغزوة التتارية... وقضى عليهم بالارادة وبشجاعة حقيقية... واعاد للأمة هيبتها بعد معارك دموية...!! سماعين كان كتير بيحب مادة التاريخ ويقدرها... وبيحب يردد سيرة الابطال ويكررها... وكان بيلخص المعلومات البطولية عنده ويسرطها... اتاريه كان عايش في وهم وجودها واسرارها! وكان بيعرف كمان عن حاكم اسمه المعتصم... اللي حكم الامة بالعدل وبالحق اعتصم... وعرف عمل ايه لما سمع صرخة امرأة في الشام... لما اتعرضت لاعتداء من بعض جنود العدو اللئام... وعرف انه جهز الجيوش وحلف انه ما ينام... الا بعد ما يعيد حقها ويرجع ليها الاحترام... وراح في جيش عظيم بطل شجاع ضرغام... وازال عار الامة وانتصر على المعتدين الاقزام! هي دي الحكايات اللي كان بيعرفها على الورق سماعين... واللي عشعشت في دماغه وكانت بالنسبة له يقين! وكان بيقرأ كمان عن ابطال المقاومة الحقيقية... عمر المختار اسطورة المقاومة الليبية... وعز الدين القسام رمز البطولة الفلسطينية... وسمع كمان عن بطولات وشهداء الثورة الجزائرية... وبطولة الناس في السويس وبورسعيد والاسماعيلية وقرأ كتير عن ملاحم البطولات والعمليات الفدائية لكن اللي لقاه سماعين في الحقيقة خلاه محتار... مش عارف يصدق اللي على الورق او الحقيقية وايه يختار... وقعد يحسبها ويدرسها لحد ما عقله طار... سماعين شاف الواقع العربي بالعين والمنظار... لقاه واقع أليم مهين وبمنتهى الانهيار... وشاف الكرامة العربية مطحونة قدام عدو جبار... وشاف عشق الامة للذل وكأن مفيش ليها اختيار... كل بلد في واد ومنظمات بتتقاتل على السلطة وجبينها ملطخ بالعار... في لبنان ودلوقتي في غزة الدنيا والعة نار... سماعين اتأكد خلاص ان كل شيء انهار! راح واقسم انه ما يشارك في الكدب والمسؤولية... ازاي يجاوب واحد لما يسأله في الامتحان عن القومية العربية... وهو شايف كل بلد في واد وفي مشاكلها ملهية... وعدو فارض شروطه بالقوة والخطط الجهنمية... وقوة عظمى بتغطي عليه بمنتهى الهمجية... وسأل نفسه هي دي الامة الفتية...؟ هي دي امة العروبة اللي بكل الامكانات غنية...؟ لكن تعمل ايه الامكانات في قيادات بايعة القضية...؟ سماعين قعد يفكر كتير وكان فكره شارد... لقى امته يا عيني زي الاقزام قدام عدو دموي بارد... ولا فيه حد قادر عليه او حتى عارف يعارض... والكرامة انقرضت والفار اليهودي فيها قارض... ومفاوضات سرية واللي بيخون واللي بيعارض! مسكين يا سماعين خلاص مخك ضرب... لما حسيت ان عرق الكرامة فيك اندبح وهرب ولقيت كل اخ بيبعد عن اخوه وكأن عنده جرب! سماعين مسك ورقة الاجابة وقطعها وراح... وسأل نفسه يا ترى ايه فاضل وايه اللي لينا متاح... وقام وفتح الفضائيات لقاها كلها بيانات وصراخ ونواح! سماعين اتخنق من الفضائيات وقرر يسمع اغاني... وباله راح لشريط يعيد ليه عصر البطولة والاماني! لما سمع اغنية «امجاد يا عرب امجاد» ضحك ضحكة هستيرية... وافتكر بانوراما الذل والمهانة اليهودية! سماعين مسكين كان حاله كتير في منتهى الرثاء... كان مؤمن بالقضية بجد وضميره كله نقاء... ونزلت الدمعة من عنيه ورفع ايديه للسماء... وقال يا رب ارحمنا واحمينا من قيادات جابت لينا الوباء... وخلت حياة شعوبها جحيم وبؤس وعناء... معقولة امة تعيش ايامها كلها يأس وشقاء؟ ناس قاعدة على كراسيها مرتاحة وناس متلطخة بالدماء... وناس بتتحرق في غزة كل يوم مش لاقية شربة ماء... ومظاهرات عبيطة واحد يزمر وناس وراه بتقول مااااء! سماعين مخه ساح وراح يسمع من تاني اغاني... يمكن ربنا يرحمه من تفكيره ويحقق له الاماني! داس على الكاسيت طلعت له نفس الاغنية «امجاد يا عرب امجاد» واغان كتير وطنية... قام وكسر الكاسيت بمنتهى العفوية... وجاب شريط جديد لواحدة زي لهطة القشطة والمهلبية... وقعد يرقص زي المجنون على طريقتها اللولبية... اتاريه كان شريط هيفاء بتغني بمنتهى الموضوعية... سماعين قعد يصرخ «هيفاء يا عرب هيفاء» لكن ايه هي الاغنية؟ وايه كلامها اللي بيعبر عن حال الامة العربية... وبتلخص مشكلتها وحلها بمنتهى الواقعية... سماعين كان عنده اسم الاغنية ورد بطريقة فورية... الاغنية للسادة المهتمين بحل القضية... انسوا اللي بيحصل في غزة ورددوا بصورة جماعية...
بوس الواوا... بوس الواوا... وقول للواوا دح
واللي يقدر يحارب يتفضل بس ما يقولش اح
وهو ده شعار الامة العربية الجديد... واللي مش عاجبه يروح زي سليمان الحلبي ويقعد على خابور من حديد ويسلم لي على عصر امتنا المجيد...!!
[email protected]
بدأت امتحانات نصف السنة الدراسية... ورفعت كل البيوت حالة الطوارئ السنوية... وارتفع الدعاء في كل الاوساط العائلية... كل واحد بيتمنى ولاده يحصلوا على الدرجات النهائية... وكل مدرس بيدعي ربه تزيد الدروس الخصوصية... اللي اولياء الامور بيعانوا من مصاريفها المفترية... لانها بتأثر على كل البيوت وخصوصا بند الميزانية... لكن رغم كل هذه الطوارئ السنوية... في كل البيوت العربية... الا انه كانت هناك مشكلة في بيت الواد سماعين مستخبية... وكان بيعاني منها دايما في مادة التاريخ والاجتماعية... وكتير حاول ابوه يعالجه من العقدة دية... وبيشجعه باساليب كتير علشان يحفظها زي ما هي... لكن سماعين كان عنيد وخاف تجيله شيزوفرانيا لأنه شايف بعينه ايه المكتوب على الورق واللي بيحصل للامة العربية... ذل ومهانة وهوان من النازية الاسرائيلية... اللي طايحة في العرب كلهم ولا بيهمها قرارات شرعية... ولا عاملة اعتبار لأي حد فينا وكأننا اشباح مخفية... بتحارب امة كل سلاحها جعجعة وبيانات وهمية... سماعين كان بيقرأ في كتاب التاريخ انه من امة اسطورية... وسمع عن واحد اسمه صلاح الدين كانت له ارادة فولاذية... وحرر القدس من براثن الوحوش ورجعها عربية وسمع كمان عن مملوك اسمه قطز كان عنده شجاعة بطولية... لملم بقايا الامة علشان يتصدى للغزوة التتارية... وقضى عليهم بالارادة وبشجاعة حقيقية... واعاد للأمة هيبتها بعد معارك دموية...!! سماعين كان كتير بيحب مادة التاريخ ويقدرها... وبيحب يردد سيرة الابطال ويكررها... وكان بيلخص المعلومات البطولية عنده ويسرطها... اتاريه كان عايش في وهم وجودها واسرارها! وكان بيعرف كمان عن حاكم اسمه المعتصم... اللي حكم الامة بالعدل وبالحق اعتصم... وعرف عمل ايه لما سمع صرخة امرأة في الشام... لما اتعرضت لاعتداء من بعض جنود العدو اللئام... وعرف انه جهز الجيوش وحلف انه ما ينام... الا بعد ما يعيد حقها ويرجع ليها الاحترام... وراح في جيش عظيم بطل شجاع ضرغام... وازال عار الامة وانتصر على المعتدين الاقزام! هي دي الحكايات اللي كان بيعرفها على الورق سماعين... واللي عشعشت في دماغه وكانت بالنسبة له يقين! وكان بيقرأ كمان عن ابطال المقاومة الحقيقية... عمر المختار اسطورة المقاومة الليبية... وعز الدين القسام رمز البطولة الفلسطينية... وسمع كمان عن بطولات وشهداء الثورة الجزائرية... وبطولة الناس في السويس وبورسعيد والاسماعيلية وقرأ كتير عن ملاحم البطولات والعمليات الفدائية لكن اللي لقاه سماعين في الحقيقة خلاه محتار... مش عارف يصدق اللي على الورق او الحقيقية وايه يختار... وقعد يحسبها ويدرسها لحد ما عقله طار... سماعين شاف الواقع العربي بالعين والمنظار... لقاه واقع أليم مهين وبمنتهى الانهيار... وشاف الكرامة العربية مطحونة قدام عدو جبار... وشاف عشق الامة للذل وكأن مفيش ليها اختيار... كل بلد في واد ومنظمات بتتقاتل على السلطة وجبينها ملطخ بالعار... في لبنان ودلوقتي في غزة الدنيا والعة نار... سماعين اتأكد خلاص ان كل شيء انهار! راح واقسم انه ما يشارك في الكدب والمسؤولية... ازاي يجاوب واحد لما يسأله في الامتحان عن القومية العربية... وهو شايف كل بلد في واد وفي مشاكلها ملهية... وعدو فارض شروطه بالقوة والخطط الجهنمية... وقوة عظمى بتغطي عليه بمنتهى الهمجية... وسأل نفسه هي دي الامة الفتية...؟ هي دي امة العروبة اللي بكل الامكانات غنية...؟ لكن تعمل ايه الامكانات في قيادات بايعة القضية...؟ سماعين قعد يفكر كتير وكان فكره شارد... لقى امته يا عيني زي الاقزام قدام عدو دموي بارد... ولا فيه حد قادر عليه او حتى عارف يعارض... والكرامة انقرضت والفار اليهودي فيها قارض... ومفاوضات سرية واللي بيخون واللي بيعارض! مسكين يا سماعين خلاص مخك ضرب... لما حسيت ان عرق الكرامة فيك اندبح وهرب ولقيت كل اخ بيبعد عن اخوه وكأن عنده جرب! سماعين مسك ورقة الاجابة وقطعها وراح... وسأل نفسه يا ترى ايه فاضل وايه اللي لينا متاح... وقام وفتح الفضائيات لقاها كلها بيانات وصراخ ونواح! سماعين اتخنق من الفضائيات وقرر يسمع اغاني... وباله راح لشريط يعيد ليه عصر البطولة والاماني! لما سمع اغنية «امجاد يا عرب امجاد» ضحك ضحكة هستيرية... وافتكر بانوراما الذل والمهانة اليهودية! سماعين مسكين كان حاله كتير في منتهى الرثاء... كان مؤمن بالقضية بجد وضميره كله نقاء... ونزلت الدمعة من عنيه ورفع ايديه للسماء... وقال يا رب ارحمنا واحمينا من قيادات جابت لينا الوباء... وخلت حياة شعوبها جحيم وبؤس وعناء... معقولة امة تعيش ايامها كلها يأس وشقاء؟ ناس قاعدة على كراسيها مرتاحة وناس متلطخة بالدماء... وناس بتتحرق في غزة كل يوم مش لاقية شربة ماء... ومظاهرات عبيطة واحد يزمر وناس وراه بتقول مااااء! سماعين مخه ساح وراح يسمع من تاني اغاني... يمكن ربنا يرحمه من تفكيره ويحقق له الاماني! داس على الكاسيت طلعت له نفس الاغنية «امجاد يا عرب امجاد» واغان كتير وطنية... قام وكسر الكاسيت بمنتهى العفوية... وجاب شريط جديد لواحدة زي لهطة القشطة والمهلبية... وقعد يرقص زي المجنون على طريقتها اللولبية... اتاريه كان شريط هيفاء بتغني بمنتهى الموضوعية... سماعين قعد يصرخ «هيفاء يا عرب هيفاء» لكن ايه هي الاغنية؟ وايه كلامها اللي بيعبر عن حال الامة العربية... وبتلخص مشكلتها وحلها بمنتهى الواقعية... سماعين كان عنده اسم الاغنية ورد بطريقة فورية... الاغنية للسادة المهتمين بحل القضية... انسوا اللي بيحصل في غزة ورددوا بصورة جماعية...
بوس الواوا... بوس الواوا... وقول للواوا دح
واللي يقدر يحارب يتفضل بس ما يقولش اح
وهو ده شعار الامة العربية الجديد... واللي مش عاجبه يروح زي سليمان الحلبي ويقعد على خابور من حديد ويسلم لي على عصر امتنا المجيد...!!
[email protected]