مَنْ لم يتقدم... سيتقادم!

نحن نعيش في عالم متغير، وبسرعة لم نعتد عليها، ومن لم يتقدم في هذا العصر سيتقادم، والكثير من الأعمال ستتغير، ويقال بأن هناك وظائف ستختفي، وبحسب التقرير الصادر عن المنتدى العالمي «مستقبل الوظائف» ذكر التقرير أن «الروبوتات» ستحل محل الكثير من الوظائف الحالية، وستستحدث وظائف أخرى تعتمد عليها.
والتكنولوجيا ستغير وجه الكثير من الصناعات التقليدية لا أقول خلال عشر أو خمس سنوات وإنما خلال عام أو عامين، ولعل جائحة «كورونا» ساهمت في ذلك كثيراً، فأكبر شركة تأجير سيارات لا تملك سيارة وهي «أوبر»، وحجز التذاكر والفنادق كل هذا يتم عن طريق بعض التطبيقات الموجودة في الهواتف الذكية، والمؤسسات التعليمية التي كانت لا ترى في التعليم عن بعد حاجة أصبحت تتبنى هذا الأمر.
والحديث في السابق كان عن فعالية السيارات الكهربائية وأنها غير عملية بسبب الشحن المستمر التي تحتاجها هذه السيارة، حتى أعلنت شركة صينية أنها قامت بصنع بطاريات سيارة قادرة على السير مليوني كيلو متر، وتم تطوير هذه البطارية بالتعاون مع شركة «تسلا»، وجاء الإعلان عن ذلك خلال مقابلة أجرتها وكالة «بلومبيرغ» للأنباء مع رئيس شركة «كاتيل»، والآن بدأ الحديث عن السيارات ذاتية القيادة وأنها ستنتشر خلال السنوات المقبلة.

يقال إن شركة «تسلا» المتخصصة في صناعة السيارات الكهربائية، بدأت تتلقى عروض طلبات حجز السيارة الكهربائية بالكامل في الصين، وقالت وكالة «بلومبيرغ»، إن أسهم الشركة ارتفعت ارتفاعاً كبيراً هذا العام، حيث تعافت بشكل مذهل من عمليات البيع المنخفضة المرتبطة بتأثيرات وباء كورونا المستجد، وكشفت أرقام التسليم في الربع الثاني عن نسبة مبيعات تجاوزت تقديرات المحللين. والقيمة السوقية لشركة «تسلا» تتجاوز مجموعة شركات مجتمعة مثل: كرايسلر 20 مليار دولار، وفيراري تقريباً 30 مليار دولار، وجنرال موتورز 35 مليار دولار، وشركة فورد 24 مليار دولار.
ويقول الدكتور عادل الصبيح: «الطاقة الشمسية في الخمس سنوات الماضية انخفضت التكلفة للكيواط من 18 فلساً إلى 4 فلوس، ولكن للأسف الكويت متأخرة في هذا المجال ويكلفها الوقود فقط 23 فلساً للكيلو واط في الساعة، يعني أربعة أضعاف». ومع توفر الكهرباء الرخيصة ستتوفر المياه كذلك.
وهناك توقعات تشير إلى قلة الطلب أو الشراء من المجمعات التجارية لصالح التطبيقات في الهواتف الذكية، والآن بدأت تتكون مجمعات تجارية كاملة ولكن وجودها فقط في تطبيق مثل موقع «نون» وموقع «مول» و «وزاد» وغيرها الكثير التي ستساهم في تغيير السلوك الاستهلاكي للناس.
وتحدثت مجلة «ناشيونال جيوغرافيك» حول «مستقبل الطب» من خلال مجموعة تحقيقات تتركز حول طفرة المكتسبات والابتكارات التقنية في ميدان العلاج وما تحويه من إمكانات ستعيد تشكيل مناحٍ كثيرة في مستقبل الطب، مثل الذكاء الصناعي ورعاية استباقية تتوقع المرض قبل حدوثه.
أما في مستقبل شركات المقاولات والبناء، فقد قامت شركة مقاولات صينية من بناء ناطحة سحاب تتكون من 57 طابقاً في حدود أسبوعين فقط وهي شركة برود سستينابل بيلدينغ. وذكر نائب مدير الشركة شياو تشانغ جينغ، أن الشركة شيدت ناطحة السحاب «ميني سكايسيتي» من الزجاج والفولاذ في تشانغشا عاصمة إقليم هونان، مستخدمة نظام الوحدات السابقة التجهيز، وقامت بتجميع كل 3 طوابق في يوم واحد.
إننا اليوم أمام تحديات كبيرة جداً، وهذه التحديات لن ترحم الذين لا يعملون بجد، علينا أن نحدد موقعنا في العالم العربي يجب أن نستشرف المستقبل بروح العصر إن كنا جادين، ونخطط جيداً قبل أن يخطط الآخرون لمستقبلنا.