تقرير / أنفاق المقاومة داخل مدينة غزة سبب صمودها أمام «القوة الوحشية» وتصلح لبناء شبكة قطارات

إسرائيل تخوض للمرة الأولى في تاريخها حرب مدن

تصغير
تكبير
| لندن - من إلياس نصرالله |
الى جانب الغضب الذي يجتاح الرأي العام العالمي بسبب الهمجية التي كشفت عنها اسرائيل في ضربها لغزة مستعملة أسلحة محرمة دولياً مثل الفوسفور الأبيض الحارق الذي يتسبب في ارتفاع نسبة المصابين من المدنيين الى درجة جعلت الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون يرفع صوته مستنكراً، تتصاعد في وسائل الاعلام الغربية المنحازة الى جانب اسرائيل موجة اعجاب جديدة بالصمود الفلسطيني، في الحرب على غزة رغم الثمن الباهظ الذي يدفعه الفلسطينيون. فيما يقول المحللون العسكريون الغربيون ان اسرائيل وجدت نفسها للمرة الأولى تخوض حرب مدن على نحو غير معتاد.
وأبرز المحللون الاستراتيجيون في عدد من وسائل الاعلام البريطانية حقيقة أن الكثافة السكانية العالية في قطاع غزة حتمت على المسلحين الفلسطينيين العمل من داخل المناطق المأهولة بالسكان، اذ انه لا توجد مناطق غير مأهولة في قطاع غزة، فحتى البساتين والأراضي الزراعية مأهولة، بنسب متفاوتة.
وأشار المحللون الى حقيقة يجري التعتيم عليها في وسائل الاعلام الغربية وهي أن الدفاع عن غزة معركة جماعية تخوضها التنظيمات الفلسطينية كلها، وليس «حماس» لوحدها. وقال أحد المحللين أمس، «صحيح أن اطلاق الصواريخ التي تنزل على المدن الاسرائيلية يقتصر على تنظيمي حماس والجهاد، الا أن المقاومة على الأرض في كل أنحاء القطاع هي عمل جماعي يشارك به الفلسطينيون جميعاً، وليست مقتصرة على حماس والجهاد».
وكشفت صحيفة «دايلي تلغراف» في تقرير لها من اسرائيل، أن «المقاومة الفلسطينية في القطاع استعدت جيداً للهجوم الاسرائيلي، خصوصا وأن اسرائيل بدأت تتحدث عن هذا الهجوم منذ خروجها من قطاع غزة عام 2005. لذلك تم بناء مجموعة كبيرة وطويلة ومتشعبة من المتاريس والأنفاق داخل مدينة غزة وفي التجمعات السكانية الأخرى، لدرجة أن هذه المتاريس أو الأنفاق أصبحت كأنها مدينة تحت الأرض، الأمر الذي أفقد القوة الاسرائيلية قدرتها على التأثير وأدى الى ارتفاع عدد الضحايا من المدنيين. فالجيش الاسرائيلي يواجه حرب مدن للمرة الأولى في تاريخه منذ قيام اسرائيل عام 1948، وهي حرب مختلفة عن المعركة على دخول بيروت في عام 1982. فاسرائيل ظلت تقصف بيروت جواً بوحشية ولم تدخلها الا بعد أن خرجت المقاومة الفلسطينية منها الى البحر». وكتبت الصحيفة أن «التكتيكات المستعملة من جانب الفلسطينيين في غزة ذكّرت المخططين العسكريين الاسرائيليين بالمدى الذي تستخدمه حماس والتنظيمات الفلسطينية الأخرى فيه تكتيكات الدفاع الهجومي المستعار مباشرة من حزب الله اللبناني. فالمتاريس والأنفاق في غزة هي السبب الأساسي لصمود غزة لليوم العشرين على التوالي أمام القوة الوحشية الاسرائيلية».
ونقلت «دايلي تلغراف» عن مصدر عسكري اسرائيلي أن «طول الأنفاق التي عثرنا عليها في غزة ونوعيتها شيء مثير للاعجاب». وأضاف المصدر أن «هناك العديد من هذه الأنفاق وبعضها يصلح بعد انتهاء القتال لبناء شبكة قطارات تحت الأرض وهذا الاكتشاف يُنبّه الى مشاكل جديدة تتعلق بعملية اعادة اعمار الأبنية العديدة التي تهدمت في غزة نتيجة للعملية العسكرية الاسرائيلية في القطاع، حيث يوجد قلق من أن الأسمنت الذي سيستخدم في اعادة الأعمار قد يتم تحويله لبناء المزيد من هذه الأنفاق».
وكانت اسرائيل في الماضي منعت وصول مواد البناء من اسمنت وحصى وأنابيب، خوفاً من استخدامها لأغراض عسكرية، لكن مع ذلك تمكن الفلسطينيون من بناء هذه الأنفاق التي جعلت من دخول غزة بالنسبة للجيش الاسرائيلي مهمة مستحيلة.
وذكرت الصحيفة أن «في حين تُضَخِم وسائل الاعلام الاسرائيلية حجم الاصابات في صفوف حماس، فان المصادر الاستخباراتية أعطت تقديرات متوازنة عن انجازات اسرائيل العسكرية ضد حماس والبنى التحتية التي أنشأتها».
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي