تل أبيب «تتفهم» المبادرة المصرية لوقف الحرب... وتتحدث عن ضمانات أميركية في شأن منع تهريب أسلحة إلى غزة

الغارات الإسرائيلية تطول مستشفيات ومكاتب إعلامية ومقر «الأونروا» وبان كي مون يؤكد أن «العقل لا يقبل العدد الكبير» من القتلى الفلسطينيين

 u0627u0644u0637u0641u0644u0629 u0623u0631u064au062c u0627u0644u0631u0645u064au0644u0627u062a u062cu062bu0629 u0647u0627u0645u062fu0629 u0641u064a u0637u0631u064au0642u0647u0627 u0625u0644u0649 u0645u062bu0648u0627u0647u0627 u0627u0644u0623u062eu064au0631 u0641u064a u063au0632u0629 u0623u0645u0633 (u0631u0648u064au062au0631u0632)
الطفلة أريج الرميلات جثة هامدة في طريقها إلى مثواها الأخير في غزة أمس (رويترز)
تصغير
تكبير
| القدس - من محمد أبوخضير وزكي أبوالحلاوة - القاهرة - «الراي» |
استشهد خلال الساعات الماضية اكثر من 70 فلسطينيا بينهم امرأة واطفالها الثلاثة، في سلسلة غارات اسرائيلية على قطاع غزة. كما واصلت الدولة العبرية في اليوم الـ 20 لحربها على حركة «حماس»، استهداف المستشفيات ومكاتب اعلامية والمقر الرئيسي لـ «وكالة غوث وتشغيل اللاجئين» (الاونروا)، فيما غطت أجزاء كبيرة من سماء القطاع سحابة من الدخان الأسود والأبيض.
وفي حين اعلن مسؤول ديبلوماسي مصري رفيع المستوى، أمس، ان اسرائيل «وافقت» على المبادرة المصرية لوقف الحرب، اكد الناطق باسم رئاسة الوزراء الاسرائيلية مارك ريغيف ان الدولة العبرية «لم تتخذ حتى الساعة قرارا في شأن المبادرة لكن تتفهمها». قال مسؤول كبير في مكتب ايهود اولمرت ان واشنطن مستعدة لتقديم ضمانات الى اسرائيل في شأن منع تهريب الاسلحة الى قطاع غزة، وهو احد المطالب الرئيسية لانهاء الهجمات التي تشنها اسرائيل على القطاع.

واوضح المسؤول، الذي رفض كشف هويته، ان وزيرة الخارجية الاميركية «كوندوليزا رايس قالت ان الولايات المتحدة مستعدة للمساهمة في حل لقضية تهريب الاسلحة وتوقيع اتفاق حول هذه المسألة».
ميدانيا، ذكر (ا ف ب، رويترز، د ب ا، يو بي اي، كونا) مصدر طبي، ان «الغارات أوقعت 15 شهيدا جديدا، ما رفع عدد الضحايا إلى 70 شهيدا والحصيلة الإجمالية للعملية الإسرائيلية في القطاع إلى 1100 خلال 20 يوما، والجرحى إلى أكثر من 5 آلاف».
وسقطت قذائف على «مستشفى القدس» التابع لجمعية الهلال الأحمر في منطقة تل الهوى وتسببت باشتعال النيران في احد أقسامه الذي يضم أكثر من 500 مريض وجريح ومئات المواطنين الآخرين بينهم اطفال ونساء.
واعلنت اللجنة الدولية للصليب الاحمر ان نحو مئة مريض وعامل في المستشفى يتهددهم الخطر اثر اندلاع حريق في المستشفى بعد اصابته بشظايا قنابل اسرائيلية.
وقال مصدر طبي إن 16 فلسطينيا استشهدوا على الأقل جراء القصف والغارات في منطقة تل الهوى وغارات أخرى في بيت لاهيا وجباليا شمال القطاع، فيما لا يزال يدور الحديث عن وجود أعداد أخرى من الضحايا في مناطق الاشتباكات. واوضح ان «اخر خمسة شهداء من عائلة واحدة في بلدة جباليا» سقطوا بقذيفة دبابة.
ووجه سكان منطقة الأبراج مناشدات عبر الإذاعات المحلية تشير إلى احتجازهم في مساكنهم وسط القصف العنيف الذي يطول تلك الأبراج. وقال آخرون إن «العشرات من سكان تل الهوى أصيبوا بحالات اختناق جراء القذائف التي يشتبه في أنها فسفورية وتطلقها القوات الإسرائيلية للتغطية على تقدمها».
وأظهرت صور متلفزة لمدينة غزة سحبا كثيفة من الدخان الأسود والأبيض تغطي منطقة تل الهوى وأجزاء أخرى من غزة بما يحجب الرؤية بالكامل.
وألحقت الغارات أضرارا في مخازن تحتوي على مواد تموينية تابعة لـ «وكالة غوث وتشغيل اللاجئين»، وتسببت باشتعال النيران في المقر الرئيسي لعمليات «الأونروا» في الشرق الأوسط وجرح 3 من موظفيه، فيما اكد رئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود اولمرت، بعد لقائه الامين العام للامم المتحدة بان كي مون ان الجيش قصف المقر ردا على نيران انطلقت منه.
وقال المستشار الإعلامي عدنان أبو حسنة إن «قذائف عدة سقطت في مقر قيادة أونروا في غزة الذي يعتبر المقر الرئيسي لعمليات أونروا في الشرق الأوسط وتسببت باشتعال النيران فيه».
وذكر أن «3 من الموظفين أصيبوا بجروح، وأن الأوضاع تزداد خطورة مع استمرار سقوط القذائف التي ألحقت أضراراً بالمكان. وعبّر عن مخاوفه من امتداد النيران إلى مخزون الوقود في المقر.
وأعلن أن «الاونروا أوقفت عملياتها في غزة بسبب خطورة الوضع»، لافتاً إلى أن «سقوط القذائف جاءت رغم اعتذار إسرائيل عن استهداف منشآت ومدارس تابعة للأونروا في وقت سابق».
وذكر شهود إن «إحدى القذائف أصابت برج فلسطين وسط غزة، فيما أصابت قذيفة أخرى برج الشروق، الذي تتخذه العديد من وسائل الإعلام مقرا لها».
وأعلنت قناة «روسيا اليوم» أن القصف استهدف مبنى يحتوي على مكاتب صحافية بينها مكتبها. وأفاد مراسل القناة أن صحافيين اثنين أصيبا نتيجة قصف برج الشروق، والذي يحتوي على مكاتب قنوات «روسيا اليوم» والتلفزيون الجزائري و«إن بي سي» و «أبو ظبي» و«فوكس نيوز» و«العربية» ووكالتي «رويترز» و«الشهاب» للأنباء وجريدتي «الحياة» و«القدس».
وافادت إذاعة محلية ان «قذيفة أصابت مكتب قناة أبو ظبي الفضائية، ما أدى إلى وقوع جريحين».
وذكرت مصادر طبية أن طائرة إسرائيلية كانت تساند عملية التوغل قصفت مجموعة من الناشطين قرب منزل القيادي البارز في حركة «حماس» محمود الزهار، الأمر الذي أدى الى استشهادهم وإصابة عدد آخر بجروح.
وفصلت القوات الإسرائيلية مدينتي خان يونس عن رفح جنوب القطاع بعدما واصلت تقدمها وتمركزت على طريق صلاح الدين الرئيسي الذي يفصل بين المدينتين.
وذكر شهود ان «الدبابات التي توغلت في محيط معبر صوفا واصلت تقدمها غربا حتى وصلت طريق صلاح الدين الرئيسي لتفصل المدينتين عن بعضهما».
وأعلن الجيش الإسرائيلي إصابة 11 من جنوده بجروح في مواجهات مع ناشطين فجر أمس في مدينة غزة. وقال ناطق باسم الجيش ان «أكثر من 65 هدفا عرضة لقصف جوي».
وذكرت صحيفة «هآرتس» أن 21 جنديا اصيبوا بجروح، أول من أمس، جروح اثنين جاءت متوسطة، فيما جروح 19 طفيفة.
وسقط 25 صاروخا أطلقت من القطاع في مناطق متفرقة في جنوب إسرائيل، أمس، وأسفرت عن إصابة 9 اسرائيليين، بينهم ثلاثة جروحهم «خطرة»، في بئر السبع، فيما اصيب عدد من الإسرائيلين بحالات هلع.
واعتبر اكثر من ثلاثة ارباع الاسرائيليين ان العملية التي تشن في القطاع ناجحة، حسب ما اظهرت نتائج استطلاع للرأي نشرت امس.
وقررت «الثلاثية» الإسرائيلية، التي تضم رئيس الوزراء ايهود أولمرت ووزيري الدفاع ايهود باراك والخارجية تسيبي ليفني، مواصلة العملية العسكرية في غزة، فيما تطالب إسرائيل الولايات المتحدة بضمانات لمنع دخول أسلحة إلى القطاع.
في هذه الاثناء، اكد مسؤول ديبلوماسي مصري، رفيع المستوى، طلب عدم كشف هويته، ان اسرائيل «وافقت» على المبادرة المصرية لوقف الحرب.
وقال ان «اسرائيل وافقت على المبادرة المصرية» التي تنص اولا على وقف النار في غزة، لكن «لا تزال هناك حاجة للقاء جديد» بين المفاوضين الاسرائيليين والمصريين.
وذكرت مصادر مصرية ان رئيس الاستخبارات المصرية عمر سليمان اطلع رئيس الدائرة السياسية والأمنية في وزارة الدفاع الإسرائيلية عاموس جلعاد في القاهرة، أمس، على ردود حركة «حماس» على الافكار التي تضمنتها المبادرة التي اعلنها الرئيس حسني مبارك الاسبوع الماضي.
واوضح ديبلوماسيون ان المقترحات المصرية لانهاء الحرب «تدور حول وقف النار على مراحل تبدأ بتهدئة للسماح بدخول المساعدات يعقبها انسحاب كل القوات الاسرائيلية واعادة فتح المعابر الحدودية».
لكن ديبلوماسيين غربيين في الامم المتحدة مقربين من المفاوضات قالوا انه «لا تزال هناك خلافات في شأن التفاصيل بين اسرائيل وحماس».
في المقابل، أفاد موقع «هآرتس» الالكتروني بأن «إسرائيل تطالب الولايات المتحدة بضمانات في ما يتعلق بمنع دخول أسلحة على القطاع وهو موضوع يتوقع أن يشمله اتفاق وقف نار».
وتوجه المدير العام لوزارة الخارجية الإسرائيلية أهارون أبراموفيتش إلى واشنطن في زيارة خاطفة، على أن يلتقي خلالها مع مسؤولين في وزارتي الخارجية والدفاع الأميركيتين ومسؤولين في وكالات الاستخبارات للبحث في وقف النار في غزة.
وذكرت القناة العاشرة للتلفزيون الإسرائيلي أن «أولمرت منع ليفني من السفر إلى واشنطن لإجراء محادثات حول وقف النار في القطاع».
من جهته، ألمح باراك، أمس، إلى مسعى لمخرج سياسي من العملية العسكرية. وقال خلال جولة في قاعدة سلاح البحرية في أسدود إن اسرائيل «تتابع احتمالات إنهاء العملية»، في إشارة إلى المبادرة المصرية لوقف النار.
وشكلت وزارة الخارجية الإسرائيلية فريق مهام خاصة للإعداد لما بعد انتهاء العملية العسكرية في غزة.
وذكرت صحيفة «هآرتس» في موقعها الالكتروني أن «الفريق سيتولى تقديم المقترحات في شأن أهم مخاوف الجيش وهي إيران، وحماس خصوصا في ظل المرحلة المقبلة من إعادة إعمار غزة، والضرر الذي قد يلحق بصورة إسرائيل في الخارج مثلما حصل في لبنان العام 2006».
الى ذلك، اعرب بان كي مون، أمس، عن غضبه الشديد نتيجة القصف الاسرائيلي لمقر «اونروا» في غزة، مؤكدا ان باراك وصف الامر بانه «خطأ فادح».
وقال خلال مؤتمر صحافي مشترك مع ليفني في تل ابيب: «اعربت عن احتجاجي الشديد وغضبي وطالبت وزير الدفاع ووزير الخارجية (الاسرائيليين) بتقديم تفسير كامل». واضاف ان باراك اعتبر القصف على مقر «الاونروا» بمثابة «خطأ فادح»، مؤكدا انه يأخذ المسألة «بجدية».
وقال ان عدد الضحايا في الحرب على القطاع الذي تجاوز الالف «لا يحتمل»، مضيفا: «اعتقد ان العناصر متوافرة لانهاء العنف الان»، مؤكداً أن «العقل لا يقبل العدد الكبير» من القتلى الفلسطينيين
واضاف: «لقد حان الوقت لانهاء العنف، وبالنسبة لنا (حان الوقت) لتغيير الديناميات في غزة في شكل اساسي لمواصلة محادثات السلام لتطبيق حل الدولتين الذي هو الطريق الوحيد لأمن دائم لاسرائيل».
وقال إنه «في المقابل فإن لدى سكان إسرائيل الحق بالحياة من دون خوف ولا يمكن أن يعيش مليون إسرائيلي تحت تهديد الصواريخ ليل نهار وهذا ينبغي أن يتوقف أيضا وبصورة دائمة واستخدام حماس منشآت وبيوت مدنية ليس مقبولا».
وقالت ليفني إن «هذه أوقات صعبة لكننا اضطررنا للخروج إلى هذه العملية العسكرية للدفاع عن مواطنينا، ففي غزة تسيطر منظمة إرهابية وينبغي الذهاب إلى اتفاق وحوار مع الجهات المعتدلة وفي موازاة ذلك ينبغي محاربة الإرهاب وضد حماس التي لا يمكنها أن تكون شرعية طالما أنها لا توافق على شروط المجتمع الدولي».
ووصف مشير المصري النائب في المجلس التشريعي عن حركة «حماس» تصريحات بان كي مون بأنها «غير متوازنة»، معتبرا أن حديث بان كي مون عن زيارة غزة في وقت لاحق «لا معنى له على أرض الواقع إلا منح مزيدا من الوقت لإسرائيل كي تبيد غزة».
من ناحيته، بدأ وزير الخارجية الالماني فرانك فالتر شتاينماير، أمس، محاولة وساطة جديدة تهدف لوقف النار في قطاع غزة. واستهل شتاينماير محادثاته في المنطقة بلقاء الرئيس الاسرائيلي شمعون بيريس ولاحقا اولمرت وليفني وباراك.
واكد رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، أمس، ان «الساعات المقبلة ستكون حاسمة بالنسبة للمحادثات التي تهدف الى التوصل الى وقف للنار».
واوضح رئيس الحكومة الفلسطينية المقالة والقيادي في «حماس» اسماعيل هنية في مقال نشرته صحيفة «إندبندانت»، أمس، أن «شروط الحركة واضحة وبسيطة وتدعو إسرائيل إلى انهاء حربها الإجرامية وذبح شعبنا والرفع الكامل وغير المشروط للحصار غير القانوني» الذي تفرضه على غزة وفتح المعابر والانسحاب في شكل كامل من القطاع.
وعبرت 18 شاحنة محملة بمساعدات انسانية، أمس، جسر الملك حسين متوجهة الى غزة.
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي