لم يأتِ فيروس كورونا ليعلمنا بل ليذكرنا، فللمرة الأولى يجتمع العالم بأجمعه بالمخاوف نفسها، للمرة الأولى نواجه خوفاً ومصيراً واحداً، من دون أن نكترث بالدين والمذهب والجنسية والمعتقدات، هذه المرة الوحيدة التي سيعي بها الإنسان أنه قد ينتهي من فيروس لا يرى بالعين، إنه يذكرنا بالمساواة، وأننا جميعاً متساوون بغض النظر عن مدى شهرتنا ووضعنا الاجتماعي والمادي.
إنه يذكرنا بالترابط، وأننا جميعاً هنا تربطنا علاقة بطريقة أو بأخرى، مهما انعزلنا وانطوينا، فأي شيء يؤثر على شخص ما فهو سيؤثر على شخص آخر، فلا مجال هنا كي تنظر إلى شخص آخر من أعلى قمة، لا مجال للعنصرية والطبقية، والأنانية، الآن يدرك الإنسان أن أي تأثير على صحة آخر مهما اختلفنا معه سيؤثر علينا، وأن أي نقص في المخزون الغذائي لأحدهم سيؤثر علينا جميعاً.
يذكرنا أن الأرض للجميع، وأن الحدود الجغرافية التي تفصل الدول والمدن عن بعضها ليست لها قيمة في ظل انتشار فيروس لا يكترث بالحدود الجغرافية، ولا يحتاج إلى جواز سفر، إننا الآن لا نهتم بأعداد المصابين والوفيات في بلادنا وحسب، بل نتابع أخبار كل دول العالم.