No Script

من يقف خلف «اعتراض» أسعد البنوان؟

«المتنفذون» يسعون إلى عرقلة عودة النشاط

No Image
تصغير
تكبير
  •  دول الخليج وتحديداً السعودية وقطر والبحرين استأنفت مسابقاتها وعادت الحياة إلى ملاعبها  وفي بالها مصلحة وطنية تتمثل في التصفيات المشتركة 

في الوقت الذي بدأت فيه الرياضة الكويتية استعداداتها للعودة التي طال انتظارها، بدأت بعض الأصوات «المدفوعة»، تدعو إلى التأجيل، على الرغم من أنّ الأشقاء في الدول القريبة والبعيدة، نجحوا في العودة، قبل فترة، متجاوزين المعوقات كافة، في ظل تفشي فيروس «كورونا».
واللافت أن الكويت كانت وما زالت بين الدول التي حظيت بإشادة عالمية في مواجهة الوباء، غير أن البعض يسعى، بدوافع معروفة، إلى التعطيل.
وعلى الرغم من أن نادي كاظمة يشكل مدرسة رياضية عريقة، فإن ما يتوَقَّع منها هو الإصرار على تحقيق مصلحة «الشارع الرياضي»، غير أن المفاجأة تمثلت في تصريح رئيس مجلس إدارتها، أسعد البنوان، الذي خرج علينا ليطالب بتأجيل عودة النشاط.


ودعا البنوان اتحاد كرة القدم الى تأجيل الدوري من منطلق تطبيق مبدأ العدالة والوقوف على مسافة واحدة من الأندية كافة، منتقداً أسلوبه في العمل وتخبطه في القرارات وتمسكه بموعد انطلاق البطولة من دون دراسة موضوعية أو التفات الى مصلحة الأندية.
المبكي المضحك أن كاظمة غير متضرر من هذه العودة التي انتظرها الرياضيون طويلاً. فـ»البرتقالي» لا يشغل سوى المركز الرابع في الدوري الممتاز، ولا ينافس فعلياً على اللقب. وفوق ذلك، تقام منافسات الموسم المقبل بنظام «الدمج» وبالتالي لا صعود او هبوط في الوقت الراهن.
ربما نسي البنوان ان دول الخليج، وتحديداً السعودية وقطر والبحرين وغيرها، استأنفت مسابقاتها وعادت الحياة الى ملاعبها، وفي بالها مصلحة وطنية تتمثل في الاستحقاقات المقبلة لمنتخباتها في التصفيات المشتركة المؤهلة الى كأس العالم 2022 وكأس اسيا 2023 في الصين، والتي تعتبر مصيرية على خط التأهل.
لقد اعتدنا من البنوان، خلال السنوات الاخيرة، اعتماد سياسة «خالف تعرف» على نقاط تتفق عليها غالبية الاندية، بينما يرفض هو بسبب أو بغير سبب.
فقد سبق له ان اعترض على عودة اللاعب الاجنبي إلى كرة السلة والكرة الطائرة الا انه عاد ليوافق بعدها.
هذه المرة، يضع البنوان نفسه في «مكان صعب» يطرح علامات استفهام جمّة. فهل تلقى تعليمات من «متنفذين» عاثوا في الرياضة فساداً لتعطيل عودة النشاط وإدخال الاندية في أزمة جديدة؟ ولمَ يضع نفسه في هذا الموقف وهو في غنى عن كل ذلك؟
فالقادسية، وهو المنافس الجدي لـ»الكويت» على لقب الدوري، لم يسلك الطريق نفسه الذي سلكه كاظمة، لا بل عضّ على الجرح واستكمل استعداداته بجدية على الرغم من غياب مدربه الإسباني ومساعديه.
نذكّر لكل من نسي بأن «المتنفذين» سعوا سابقاً إلى قتل طموح الرياضيين واحباطهم والحد من همتهم.
عودة الامر الى مرفوض والشارع الرياضي يعي بأن عودة النشاط ستعود بالفائدة على لاعبي المنتخب المقبلين على مباريات مصيرية في الطريق إلى المونديال وكأس آسيا.
الفترة الأخيرة شهدت انتعاشة تمثلت في استئناف الأندية تدريباتها بعزيمة، في ظل إصرار منها ومن اداراتها ولاعبيها لتحقيق مصلحة الرياضة الكويتية و»الأزرق» فوق كل الاعتبارات.
لقد تجاوزت الاندية غياب المدربين واللاعبين الأجانب بسبب الحظر الجوي، واعتمدت على ابنائها في الملعب وفي التدريب.
حتى نادي كاظمة كلف مساعد المدرب جمال يعقوب لادارة فريق كرة القدم خاصة وانه مؤهل ليكون مدرب اول لا مساعدا.
نادي التضامن ضرب اروع الامثلة في التضحية من خلال استئناف نشاطه على ملعب النصر نتيجة استغلال وزارة الصحة مبناه، وهو ولم يعتذر او يبحث عن الاعذار ليعطل النشاط.
لا ننسى ايضا نادي الجهراء الذي كلف المدرب المساعد مطير شرقاط بتدريب الفريق لوجود مدربه خارج البلاد.
وقد اصيب شرقاط بفيروس «كورونا» الا ان الفريق استكمل استعداداته.
اللجنة الاولمبية الكويتية، من جهتها، قدمت التسهيلات للاندية لخروج لاعبيها في وقت الحظر والتدريب كما ان جهات الدولية كافة تسعى الى دعم الرياضيين وتذليل الصعاب.
رسالة نوجّها إلى البنوان المؤتمن من خلال نادي كاظمة على فئة الشباب في البلاد: نتمنى أن تستفيد من هذه الدروس التي تصب في خانة تحقيق مصلحة أبناء الكويت، فنحن مقبلون على تصفيات حاسمة تجد فيها الكويت نفسها على المحك، ولا ننسة أيضاً استعدادات الرياضيين لأولمبياد طوكيو.
وفوق كل ذلك، يستمد شبابنا من بطولة كأس سمو الأمير لكرة القدم قوةّ ونبضاً للاستمرار على الرغم من الجائحة التي هددت وما زالت تهدد العالم، وبالتالي علينا اتخاذ هذه المناسبة محطة مهمة للتأكيد على «حب الحياة».

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي