No Script

ربيع الكلمات

هوس الهواتف... حتى أثناء القيادة

تصغير
تكبير

قبل فترة قرأت تحذيراً لمنظمة الصحة العالمية من أن السائقين الذين يستخدمون الهواتف المحمولة يواجهون أكثر من غيرهم بأربع مرات مخاطر التعرّض لحادث مروري نتيجة عدم الانتباه، وحذّرت المنظمة من السهو أثناء القيادة، وبيّنت أن هناك مشاكل كثيرة تحدث نتيجة السهو وتسبب عرقلة القيادة.
وأفادت المنظمة أن حوادث الطرقات تقتل سنوياً نحو 1.2 مليون شخص، وأن هناك عشرين مليوناً إلى خمسين مليوناً من الأشخاص الآخرين الذين يتعرّضون لإصابات غير مميتة من جراء تلك الحوادث يؤدي كثير منها إلى العجز، وتمثل الإصابات الناجمة عن حوادث المرور أهم أسباب وفاة الشباب من الفئة العمرية 15-29 سنة.
وأصبحت قيادة السيارات في الشوارع في هذا العصر والزمن صعبة، نتيجة استخدام كثير من السائقين للهاتف والانشغال عن الطريق، واستخدام الهواتف حتى في محطات تعبئة الوقود والابتعاد عن الأمن والسلامة مع الأسف.
بصراحة الهواتف الحديثة جعلتنا أسرى لها، لا يمكن أن نستغني عنها، دائماً ما ننظر فيها وننتقل من برنامج إلى آخر، ولو دققت أكثر لو جدت أن أكثر ما كنت تتابعه أمور تلهيك عن حياتك وتنتقل من موقع إلى آخر، إضافة إلى الآثار السلبية على الجسم والعين والتركيز، حيث إن هذه الأجهزة زادت نسبة التشويش على الناس، في السابق كانت العائلة تجلس مع الوالدين ليستمعوا إلى حديثهما، ولكن الآن حتى هذا الأمر تغيّر في المنزل بسبب هذه الهواتف فما بالك بالشوارع!
ولو لاحظت سلوك الناس في استعمال الهاتف لوجدت أنه أول وآخر ما يتم النظر إليه عند الاستيقاظ وقبل النوم، فأصبح فراقه شبه مستحيل، وله أثر بالغ على نفسية ومزاج الإنسان، وزيادة التوتر.
إن تجربة ترك الهواتف لفترة من الزمن أو لأوقات محدودة، ستجعلك تشعر بمَنْ حولك، وستقضي وقتاً أطول مع أطفالك وأهلك وأصدقائك، وستشعر بطعم آخر للحياة يتسلل إلى أعماقك، فما فائدة أن تكون قريباً من أحبابك ووالديك وأطفالك بجسمك بعيداً عنهم بعقلك وروحك ووجدانك، ستشعر وكأنك في غربة مع الروح.
هذه الهواتف الحديثة سيطرت على كل شيء في حياتنا، وأهدرت أوقاتنا من دون أن نشعر، وفوّتت علينا فرصاً كبيرة وكثيرة كان من الممكن الاستمتاع بها أكثر، إنّ أكثر الناس في العصر أصبحوا مدمنين على هذه الهواتف الحديثة، وقد تصيب مَنْ يستخدمها بأضرار في المستقبل في الرقبة والظهر خصوصاً، وقد تؤدي إلى السمنة نتيجة قلة الحركة.
ونشر موقع الطبي مخاطر الأجهزة الحديثة حيث «كشف العلماء أخيراً أن الوميض المتقطع، بسبب المستويات العالية والمتباينة من الإضاءة في الرسوم المتحركة الموجودة في الألعاب الإلكترونية، يسبب حدوث نوبات من الصرع لدى الأطفال».
وهناك مقال نشر في موقع Fox News عن أضرار استخدام الهاتف يقول: «إن المراهقين الذين يقضون على هواتفهم الذكية 5 ساعات أو أكثر يومياً، معرضون أكثر من غيرهم للإصابة بأي عامل من العوامل المحفزة على الانتحار بنسبة 71 في المئة، مثل مشكلة الاكتئاب والأفكار الانتحارية».

akandary@gmail.com

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي