إنها لنعمة عظيمة أن تلتقي بأستاذ تحبه وتحترمه، ويكون نموذجاً وقدوة في حياتك. بالفكر والأخلاق والتعامل.
لذا أحزن حين أقرأ وأشاهد قصصاً مخزية لمعلمين أساؤوا لأنفسهم بأن كانوا نموذجاً سلبياً. فكرههم طلبتهم وتمنوا لو لم يلتقوا بهم، ويكونوا معهم في الفصول والمراحل الدراسية. بسبب الإساءة اللفظية أو المعنوية أو الجسمانية. أو التنمر والسخرية من الطلبة وذلك أقبح السلوك. فدور المعلم هو أن يرفع الطالب معه إلى أعلى فيتطور ويخرج كنوز شخصيته وفكره، لا يحبطه ويجعله يتراجع ويتقوقع على نفسه ويصبح كئيباً قليل الثقة بالنفس أو مشاغباً.
وكنت أفرح كثيراً حين تأتي ابنتي من المدرسة وبعدها المعهد والكلية، وهي تحدثني عن أستاذها الفلاني أو مدرستها الفلانية... وتخبرني قصصاً عنهم. وتريني صورها معهم... وحين تلاقيهم في الحياة لاحقاً. تحادثهم بكل حب واحترام. وتقضي وقتاً ممتعاً وهي تنتقي لهم هدايا المناسبات. فكل أستاذ من هؤلاء يغرس فينا كل زرع جميل ينمو ليصبح شجراً شامخاً وجنائن غنّاء بالورود والثمر.