أصحاب العقول الناضجة، والعالية علمياً، تعمل بما يطور الدولة، وتحافظ على مصالح الشعب، وبخبراتها واهتماماتها، تزيد من التطورات وتفتح الكثير من مجالات الخير، ولا يحصل ذلك إلا بالمشاركة بين المرأة والرجل، فللمرأة الحق في الاجتهاد وتقديم المشورة بما تراه صواباً من الرأي، ومشاركة المرأة في مناصب عديدة كالفتوى والقضاء والمجالس البرلمانية وغيرها؛ لا تخرج عن دائرة المشورة وإبداء الرأي؛ فهي مؤهلة لهذا المنصب، وقد تفعل ما لم يفعله الرجل، حتى لو قال بفشلها من يتكلمون بلا تدقيق علمي؛ فقد يفهم بعضهم من كلمة: «ناقصات عقل ودين» - وهي جزء من الحديث الشريف - انها تقليل من شأن المرأة، بينما هو بيان لطبيعتها وخلقتها... والمقصود من نقصان الدين أنها تترك بعض العبادات في أحوال كالصيام، لأنه أمر من الله تعالى وليس تقصيراً منها فلا يترتب على ذلك تأخر المرأة...وأما الجانب العقلاني فيتضح بما أثبته العلم أن الدماغ ينقسم إلى نصفين النصف الأيسر مرتبط بالتفكير والدقة والتركيز، والنصف الأيمن مرتبط بالعاطفة والإبداع والطموح، فالمرأة تتميز بقدرتها على استخدام النصفين في وقت واحد فخلايا الدماغ كلها تعمل عند المرأة، وأما الرجل فالنصف الأيسر من دماغه أكثر تخصصاً وتركيزاً وهو الأكثر استخداماً من الأيمن، فكل من الرجل والمرأة يتمتع بمهارات فكرية، ولكل منهما قدرات في العطاء، مع القدرة على تطوير تلك المهارات بتمرين العقل؛ فقد يهمل أحدهما هذا الجانب فتظل هذه النعمة بلا تطوير وعطاء، فيفوق أحدهما الآخر، ولو كان المراد من النقصان التقليل من قدرات المرأة الفكرية لَمَا رأينا النجاح والإبداع ووصول الكثيرات إلى مناصب عالية.
وحيث ان الحديث الشريف قد انتشر بين الناس مبتوراً؛ لأن المتداول بينهم هو الكلمات الثلاث: (ناقصات عقل ودين)، فلا بد من التوسع بعرض الحديث كاملاً وبيان المعنى بلا نقصان.. مع الجزء الثاني من المقال بإذن الله.
[email protected]
aaalsenan @