أشرت قبل أيام إلى قاعدة مهمة قالها أرسطو في كتابه الأخلاق. وهي: حتى يشار إلى الفعل أو القول بأنه أخلاقي. لا بد من أن يحقق أحد المبادئ الأخلاقية الثلاثة: الحق الخير. الجمال.
لكن لابد من الانتباه لمسألة أننا مجرد البدء في تعبير «الفعل الأخلاقي» فنحن نفترض حضور النية لتحقيق أحد الثلاثة مبادئ: (الحق الخير الجمال). أما لو غابت النية وحضرت المصلحة مثلاً. فحينها اختفت الصفة الأخلاقية من الفعل/ القول. فالنية مطلوبة أولاً حتى تحضر الصفة الأخلاقية.
لكن بالنظر إلى كمية الفساد والعنف والكذب... التي نشهدها اليوم. أرى أن الثلاثة مبادئ لا بد أن تكون:
1 - الطيبة يتبعها التسامح والعطاء والكرم.
2 - العدل ويتبعه تحقيق المساواة ورفع الظلم والإحسان.
3 - الحرية. يتبعها الكشف عن الحقيقة من خلال الأدب والفن والعلم، وبذلك تحقيق الحق والخير والجمال.
إن أول مقام للكاتب والفنان والمفكر والفيلسوف والباحث، هي الحرية. وآخر مقامه، هي الحقيقة.
إن لم تمنحه الحرية كـ(بيئة، أهل، تقاليد، سلطة، قانون، إعلام... مجتمع...)، كذلك لن يتمكن من الوصول الى الحقيقة.
من دون الحرية. يقف الفرد مكتوف اليدين. مكبل القلم/ والفم... لذا تظل الحقيقة ناقصة.
أما لمن يقول بضرورة إضافة المال لتلك المبادئ، فأقول:
إنك لا تحتاج للمال لتفوز بالسعادة.
لا تحتاج المال إن كان باستطاعتك جعل شخص يبتسم وآخر يتنهد راحة.
لا تحتاج الجاه إن كان باستطاعتك غرس الأمل في إنسان كسير وغسل نفس متعبة بالسلام.
لا تحتاج لما يسعى إليه عامة الناس من مال وجاه وعقار وثروات... إن كان باستطاعتك وضع تعبير بجانب آخر لتضرب وتراً حساساً في إنسان عابر، أو رسم لوحة تجعل النفس حالمة، تتمسك أكثر بحلمها الصعب والمستحيل.