No Script

ربيع الكلمات

المهارة والشهادة والقيم!

تصغير
تكبير

قررت الحكومة الأميركية تفضيل المهارة على الشهادة عند التوظيف، وخرجت وسائل الإعلام وهي تلتقط صوراً للرئيس الأميركي وهو يوقع على أمر تنفيذي بتوجيه تعليمات للحكومة الفدرالية، بالتركيز على المهارات بدل الشهادات الجامعية في اختيار الموظفين الفدراليين. وقال:«لن يهمنا من أي جامعة تخرجت»، وهذه رسالة لكل من يبحث عن الشهادة وليس لديه أي مهارة.
وللعلم الكثير من كبرى الشركات حول العالم بدأت منذ فترة بتطبيق هذا القرار، مثل شركة Google و Apple والعديد من الشركات الأخرى، وقد قامت IBM بتعيين 15 بالمئة من موظفينها على أساس المهارة بدلاً من المستوى التعليمي العام الماضي، خصوصاً في عصر بدأت تتضاعف المعلومات بشكل غير مسبوق، وأصبحت التطبيقات الذكية هي التي تسير الأعمال، ولعل قبل جائحة «كورونا» كنا نأمل من بعض المؤسسات أن تبدأ بتفعيل إنجاز المعاملات عن بعد وكانت تتعذر، إلا أن بعد هذا الفيروس أصبح الأمر واقعاً واختصر الكثير من السنوات.
ويبقى السؤال هل الشهادة مهمة أم لا؟


أعتقد أن الشهادة في هذا العصر مهمة بجانب المهارة، ولاغنى عن الشهادة خصوصاً إذا كان التعليم حقيقياً، فغالبية المهن والأعمال تتطلب من الشخص أن تكون لديه الشهادة، إلا أن الفروقات الفردية ستكون لصالح المهارة بكل تأكيد، يعني لن تجازف بالذهاب لطبيب يعالجك وليس لديه شهادة، أو مهندس يقوم بعمل خريطة لبيتك وهو لم يدرس الهندسة، أو معلم يعلم أولادك وليس لديه الخبرة الكافية، إذاً فالشهادة والمهارة وجهان لعملة واحدة. وإذا كانت الشهادة والمهارة مهمة فيأتي أمر آخر في غاية الأهمية وهي «القيم»، ومن دون هذه القيم لا فائدة من الموظف مهما بلغت شهادته ومرتبته، فلن تتمسك بموظف يسرق أو يكذب وغير منضبط، فقيمتا الأمانة والانضباط وغيرهما من القيم في غاية الأهمية كذلك. ولكن ماذا سيحدث للدول التي تتجاهل الواقع وما يحصل فيه من تقدم تكنولوجي؟
النتيجة هي زيادة البطالة والعاطلين عن العمل، وهناك العديد من التقارير التي تشير إلى أن غالبية الوظائف التقليدية ستختفي بسبب دخول «الروبوتات» العمل وستحل محل الموظف، ومع ذلك فستكون هناك العديد من الفرص في السوق نتيجة هذا التقدم وسيتغير السوق شكلاً ومضموناً عن الوضع الحالي وبصورة سريعة.
نحن نعيش في عالم ليس متغيراً فحسب وإنما واقع شديد التطور، وهذا التطور فرض نفسه على هذا الواقع، والبقاء سيكون للأحدث ومن يستطع التكيف، ومن لم يتقدم فسيتقادم، والكثير من الأعمال التقليدية ستتغير وفِي مختلف المجالات بالطب والهندسة وقطاع التجزئة وحتى الوظائف، ويقال إن هناك شركات ووظائف ستختفي، وستظهر أخرى قادرة على مسايرة هذا الواقع الرقمي، ولعل ما حصل لشركة وعملاق الاتصالات «نوكيا» خير مثال ودليل وشاهد.
وهذا نداء إلى كل صاحب شركة ورائد أعمال: احترس وراقب البحوث التسويقية وباستمرار، لأنها تقودك لمفاتيح فهم المستقبل، اقرأ المجلات المتخصصة في مجالك، ولا يوجد هناك شخص كبير على المعلومة والعلم، إياك أن توظف أحداً شفقة، ابحث عن أفضل اللاعبين واجعلهم أصدقاءك، ولا تضحي بالموظف الجيد بسهولة، ورأس الخيبة والسقوط هي المجاملة وعدم قول الحقيقة.
akandary@gmail.com

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي