فرحتهم الكبرى تكتمل مع عودة الحياة الطبيعية وممارسة أعمالهم
مقيمو خيطان تنفّسوا الصعداء










عبدالمحسن النوبي: منظر الأسلاك المحيطة بالمنطقة مرعب ولا يمكن نسيانه
يسري فوزي: منذ بدء الأزمة نحصي الأيام انتظاراً للسماح بفتح محلاتنا
تنفس المقيمون في منطقة خيطان، أمس، الصعداء بعد فك العزل الذي استمر ثلاثة أسابيع، خلافاً لفترة الحظر الشامل، وعادت الحياة تدب مرة أخرى في شوارع تلك المنطقة المحفورة في أذهان قاطنيها، خصوصاً الذين قضوا جُل عمرهم في منطقة خيطان.
ورصدت «الراي» جانباً من حياة المنطقة بعد فك عزلها، حيث وجدت أن قرار إعلان فك حظر خيطان، من دون مقدمات، كان بمثابة مفاجأة سارة لأهالي المنطقة الذين كانوا يتوقعون تمديد فترة عزلهم أسوة بجيرانهم أهالي منطقة الفروانية، كون أوضاع وطبيعة منطقة خيطان تتشابه إلى حد كبير مع منطقة الفروانية، ومع هذا لم يسلم أهالي المنطقة الأخيرة من الحملة الساخرة التي شنها مقيمو خيطان عليهم عبر بعض المواقع الإلكترونية، لتمديد فترة عزلهم.
ووصف عبدالمحسن النوبي، منظر الأسلاك الشائكة التي كانت تحيط بالمنطقة، من شمالها وجنوبها وشرقها وغربها، بـ«المرعب» الذي لا يمكن نسيانه، مشيراً إلى انتظاره لحظة رفع جميع الحواجز والأسلاك الشائكة عن المنطقة ليشعر بدفء المكان الذي عاش فيه أكثر من 20 سنة. ورويدا رويدا، بدأت الحياة تتسلل تدريجياً لبعض الأنشطة في خيطان، ولكن فرحة قاطنيها من العمال، وتحديداً الذي يعملون باليومية ما زالت منقوصة، كون معظم الأنشطة التي لها علاقة بطبيعة عملهم الخاصة بمجال المعمار ما زالت موقوفة عن العمل، وكذلك عمال المقاهي والهواتف جميعهم ينتظرون السماح لهم بممارسة نشاطهم.
وأمام أحد محلات مواد البناء يجلس يسري فوزي، منتظراً قرار الفرج بالسماح لهم بمزاولة نشاطهم «منذ بدء أزمة فيروس كورونا ونحن نحصي الأيام يوما يوما، انتظاراً لسماح الحكومة بفتح محلاتنا»، مبينا أنه «يعلم جيداً أن قرار فتح جميع الأنشطة مرتبط بتوصيات وزارة الصحة، ولكن الأمل يحدونا بفتحها قريباً لنعود إلى أعمالنا».
وأضاف فوزي «عندما يغلق هذا المحل، فإن الموظف العامل سيتأثر، وكذلك الزبون، وحتى تأثير هذا الأمر من شأنه أن يطول راعي سيارة النقل الذي يقوم بتوصيل مواد البناء إلى مواقع العمل»، متابعاً «فرحة فك العزل لن تكتمل إلا باكتمال فتح الأنشطة».
ولاحظت «الراي» خلال جولتها مع أول يوم بعد فك العزل عن المنطقة، وجود كثافة عالية لحركة السيارات بمختلف أنواعها وأحجامها على مداخل ومخارج المنطقة، ما يؤكد أن عجلة الحياة بدأت تدور مرة أخرى بعد توقف دام لأكثر من ثلاثة أشهر.