مجاهر المختبرات الأهلية تعود بحزمة تخفيضات

فيما عادت عجلة العمل للدوران في مرافق القطاع الطبي الأهلي، من مستشفيات ومراكز الطب البشري والأسنان والمستوصفات والعيادات الخاصة، تبارت بعض المختبرات في تقديم العروض على كثير من أنواع الفحوصات الطبية التي تقدمها.
وتسابقت المختبرات في الإعلان عن جملة من التخفيضات الكبيرة على خدماتها، تراوحت بين 60 و73 في المئة على بعض أنواع الفحوصات الطبية، وبعض الاعلانات التي تم تداولها أعلنت عن العروض الخاصة في بعض المختبرات الطبية، إذ بلغت قيمة التخفيض في أحدها نسبة 60 في المئة على جميع أنواع الخدمات. وأعلن مختبر آخر عن تخفيضات بقيمة تتجاوز 73 في المئة، بعد تخفيض الأسعار من 126 إلى 34 ديناراً على فحص الهرمونات الشامل، ويشمل فحص الغدة النخامية، وهرمون الحليب، والغدة الدرقية والهرمون الذكري، وهرمون التبويض، والهرمون الأنثوي وهرمون الانسولين، وفحص الكورتيزول.
وتضمنت قائمة العروض، التي رصدت «الراي» بعضها، تخفيض الأسعار على فحص فيتامين D وفيتامين B12، وفحص مخزون الحديد من 60 الى 19 ديناراً، بتخفيض نحو68.3 في المئة، فيما بلغت نسبة التخفيض 68.4 في المئة في إعلان يتعلق بفحص شامل يشمل فحوصات فيتامين D وB12 والكالسيوم والفوسفور والماغنيسيوم والزنك والروماتيزم، وحمض اليوريك، ومخزون الحديد. كما وصلت نسبة التخفيض في إعلان آخر على فحص الغدة الدرقية «ft3،ft4،Tsh» الى نحو 70 في المئة مع تخفيض السعر من 30 إلى 9 دنايير، فيما ارتفعت نسبة التخفيض الى 70.6 في المئة في إعلان آخر يتعلق بفحص شامل، يتضمن فحص نقص الحديد والدهون ووظائف الكبد، والكلي، والكالسيوم والفوسفور والسكر مع تخفيض السعر من 75 الى 22 دينارا. وبلغت أقل التخفيضات في العروض التي تم رصدها نسبة 51 في المئة على فحص طبي شامل، يشمل فحص فيتامين D ووظائف الكبد والكلي وصورة دم كاملة، ومخزون الحديد والكوليسترول والدهون الثلاثية، مع تخفيض الاسعار من 100 إلى 49 ديناراً.

وتبرز إزاء هذه العروض تساؤلات عن أسبابها ودوافعها وتوقيتها، وواقعية الأسعار لهذه الفحوصات والخدمات في الأوقات الاعتيادية، ومدى مساهمة هذه العروض في تخفيض الضغط على المختبرات الحكومية. وفي هذا السياق تتفق وجهات نظر مراقبين ومختصين في الشأن الصحي، على أن هذه العروض تأتي بهدف انتشال المختبرات الطبية الأهلية من حالة الركود التي عانتها خلال الفترة الماضية، وتكبدها لخسائر كبيرة، لا سيما مع استمرار دفع الإيجارات ورواتب موظفيها والكوادر الطبية العاملة فيها، إذ تهدف من وراء هذه العروض بالحد الأدنى الى تأمين قيمة هذه المصروفات.
واعتبروا من جهة أخرى، أن نسب التخفيضات المغرية على هذه النوعية من الخدمات الطبية، حتى لو جاءت في أوقات استثنائية، ربما تشير إلى الحاجة إلى دراسة مدى واقعية أسعارها في الأوقات الاعتيادية، إذ إن تقديم عروض بنسبة تترواح بين 50 الى ما يتجاوز 70 في المئة يدعو الى ضرورة إعادة النظر في أسعار هذه النوعية من الخدمات الطبية.
وقلل المختصون، على صعيد آخر، من جدوى تأثيرها في ما يخص تخفيف الضغط على المرافق الحكومية، مرجعين الأسباب في ذلك الى كونها محددة بمدد معينة وجاءت في ظروف خاصة، فيما تختلف الأوضاع مع عودة الحياة لطبيعتها، إذ تظل الأسعار في المرافق الحكومية بالنسبة لشرائح المقيمين أرخص من مثيلتها في القطاع الخاص.