تزايد حالات الانتحار بين الآسيويين منذ بداية الجائحة

«كورونا» يفتلُ أحبال المشانق

تصغير
تكبير

 محمد سالم الهليلي:

 حالات الانتحار هروب من الواقع الذي لم يُحتمل

أحمّل الحكومة سبب هذه الظاهرة لأنها صمتت عن العمالة السائبة

 نعيمة طاهر:

الخوف الشديد يؤدي للتوتر والقلق فالاكتئاب ثم الانتحار

غياب الوازع الديني يشكل عنصراً مهماً في هذه القضية

مع تزايد حالات الانتحار خلال الفترة القليلة الماضية التي شهدت ظروفاً استثنائية بسبب جائحة فيروس كورونا المستجد، وخاصة بين الآسيويين، تتجه الأنظار للتفسيرات العلمية النفسية التي قد تدفع هؤلاء المغتربين عن ذويهم إلى اللجوء لإنهاء حياتهم بأيديهم. وفي هذا الصدد يرى خبراء علم النفس أن «الانتحار هروب من الواقع بينما تتعدد أسباب هذا الهروب، ما بين خوف من المرض، أو يأس من الحياة، أو قلق على الأهل».
أستاذة علم النفس في جامعة الكويت الدكتورة نعيمة طاهر قالت لـ«الراي» إن «كثرة حالات الانتحار مع جائحة فيروس كورونا، ترجع إلى الخوف الشديد الذي يؤدي للتوتر والقلق والاكتئاب، وإذا اشتدت حالة الاكتئاب يلجأ الفرد للانتحار نتيجة متابعة الأخبار عبر مواقع التواصل الاجتماعي، وخوفهم من الإصابة أو خوفهم من الموت أو أعراض الاختناق وتلف الرئة، وتصوراتهم للألم الذي قد يتعرضون له إذا ما كانوا مصابين».
وأضافت طاهر «لا نستطيع القول إن ضعف الإيمان هو السبب، لأن بعض هؤلاء يدينون بغير دين الإسلام، ولكن غياب الوازع الديني يشكل عنصراً مهماً في هذه القضية»، لافتة إلى أن «الإحساس بالوحدة والتغرب، بعيداً عن الأهل والأصدقاء الذين يعطون طاقة إيجابية، يلعب دوراً أيضاً في هذه القضية». وتابعت «ضغوط الحظر الكلي وعدم المقدرة على الخروج تجعل البعض لا يتحمل الضغط النفسي، وتجعل الشخص يدخل في مرحلة اكتئاب، كما أن القلق على الأهل والخوف عليهم يشكل ضغطاً قد يؤدي إلى الانتحار».


من جهته، قال البروفيسور محمد سالم الهليلي لـ«الراي» إنه «في كل الأزمات يتفاوت الناس في طرق التعامل معها، لأن البشرية تحمل نفوساً وفروقات فردية مختلفة تماماً من شخص لآخر، لذلك تتباين مواقفهم، وخاصة في ردات الفعل نحو الأزمات والمشكلات ونحن أمام وباء منتشر في أنحاء العالم، منهم الضعيف، ومنهم عديم الشخصية، ومنهم المضطرب نفسياً، ومنهم صاحب العقد النفسية، ومنهم من لم يختبر حياته، ولم يعد النظر فيها».
واعتبر الهليلي أن «حالات الانتحار هروب من الواقع الذي لم يُحتمل، لأن صاحبه لم يفرّق بين المنطق والواقع، ولم يعرف نفسه حتى لغاية لحظة الانتحار، ومؤكد لم يكن إيمانه بالله إيماناً قوياً، وطبيعي أنه لا يثق بنفسه لأنه شعر باليأس والبؤس والشقاء هذا من جانب، أما الجانب الآخر فأنا أحمل الحكومة السبب في وجود هذه الظاهرة، لأن عليها عدم الصمت والسكوت عن العمالة السائبة الموجودة منذ زمن بعيد للأسف، فيجب إما إعطاؤهم حياة كريمة أو أن ترفض دخولهم البلاد، لأن وجود الوافد إلى الكويت يتطلب أولا استفادة الدولة منه، ثم استفادة العامل الوافد نفسه، وهذا للأسف لم يطبق حتى الآن، فالحق والعدل مطلوبان لمواجهة هذه الظاهرة».

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي