كيف يجيب الألمان... عن أسئلة الفرنسيين؟



لهذه الأسباب قررنا أن نجعل كرة القدم الرياضة الوحيدة التي نكون فيها على قدر كبير من الجودة ... مباشرةً بعد كوريا الجنوبية
اعتادت المجلات الرياضية حول العالم على التسابق لإجراء لقاءات مع أبرز النجوم والمدربين والإداريين، تحديداً على مستوى كرة القدم.
في نوفمبر من العام 2018، نشرت مجلة «سو فوت» الفرنسية لقاءً فريداً من نوعه. فقد قام قرّاؤها الفرنسيون بطرح أسئلتهم المتعلقة بكرة القدم الألمانية.
ومن قام بالرد عليها؟ إدارة تحرير مجلة «11 فروينده» الألمانية.
نورد اللقاء بالنظر إلى الطريقة الساخرة والطريفة التي اعتُمدت للرد على الاستفسارات، والتي حاولت في مكان ما أن تغمز من قناة العلاقة الألمانية - الفرنسية واختلاف الثقافتين، وصولاً إلى الصراع الكروي «الكبير» بين المدرستين، والمستمد، ربما، من حروب عسكرية «قديمة» لا تُنسى.
إليكم أسئلة القراء الفرنسيين وإجابات إدارة تحرير مجلة «11 فروينده» الألمانية:
? لمَ لا يتوقف مدرب منتخب ألمانيا يواكيم لوف عن اشتمام أصابع يديه خلال المباريات؟
- ثمة نظرية. يُفترض أن يكون «يوغي» - وهو لقب لوف - عبقرياً في قطاع التسويق. منذ العام 2008، بات سفيراً للعلامة التجارية «نيفيا»، وهو كريم خاص بالبشرة. ما يحاول المدرب القيام به هو لفت الانتباه إلى أن رائحة أصابعه دائماً ما تكون عطرة، على الرغم من أن الكاميرات لطالما كشفته مستخدماً يديه بصورة «مقيتة»، الأمر الذي يجعل منه ممثلاً فاشلاً، ويرتد عليه بالسلب.
? لمَ يميل حراس المرمى الألمان في العادة إلى إبعاد الكرة عن مناطقهم بقبضة اليد بدل الإمساك بها؟
- قبل حوالي 10 سنوات، كان الحارس الأسطوري سيب ماير (الفائز بكأس العالم 1974) مدرباً للحراس في بايرن ميونيخ، وكان يبدي امتعاضه من حارس الفريق حينها، مايكل رينسينغ، الذي اعتاد الاسترسال في إبعاد الكرات بقبضة يده.
توني شوماخر (حارس مرمى منتخب ألمانيا في مونديالي 1982 و1986) كان يقوم بالأمر نفسه. أما ماير، فقد كان دائم الحرص على أن يطلب التالي من الحراس الذين دربهم: عندما تترك مرماك للتصدي لعرضية، عليك أن تقوم بذلك بنيّة التقاط الكرة وليس لإبعادها بقبضة يدك. بإمكانك إبعادها وعدم التقاطها فقط في حال حاول أحد الخصوم اعتراض طريقك إليها. ويضيف ماير: طلبت ذلك من شوماخر 100 مرة. ما أريد قوله إن شوماخر كان الأساس في إطلاق تلك الموضة، موضة إبعاد الكرة بقبضة اليد، إلى حدّ دفع بالمعلقين الألمان على المباريات أن يعتبروا الحارس جريئاً في حال أبعد الكرة بالقبضة.
(من خلال هذا الإجابة، أرادت المجلة الألمانية التذكير بالخطأ التاريخي - المؤسف الذي اقترفه شوماخر بحق اللاعب الفرنسي باتريك باتيستون خلال المباراة بين ألمانيا الغربية (سابقاً) وفرنسا في نصف نهائي كأس العالم 1982 في إسبانيا. في تلك المباراة، انفرد باتيستون بشوماخر الذي بدا وكأنه هُزم، بيد أنه طار في الهواء وضرب بخاصرته رأس الفرنسي الذي وقع على الأرض مغشياً عليه. أراد شوماخر إيهام الحكم بأنه أراد ضرب الكرة بقبضة اليد وأنه أخطأها فاصطدم بباتيستون. كان المشهد مقززاً لكل من كان في الملعب أو خلف شاشات التلفزة باستثناء الحكم الذي اعتبر الحادثة غير ناجمة عن فعل مقصود. كان يستحق شوماخر الطرد، على الأقل. خرج باتيستون على حمّالة ولم يكمل المباراة التي شهدت فوز الألمان بركلات الترجيح الأولى في تاريخ كؤوس العالم).
? هل تعتبر بأنّ المعلق الألماني على المباريات سيئ كنظيره الفرنسي؟
- لا. أعتبره أسوأ.
? لماذا يرتدي المشجعون الألمان حتى اليوم سترات من قماشة الجينز الأزرق حاملةً العديد من الشارات؟
- لأن هذه السترات تعتبر «مقدسة» بالنسبة لهم. نعم، هي كذلك حقاً. في النهاية، تسمى هذه السترات في ألمانيا «كوتيه»، وهي عبارة تستخدم للدلالة إلى الملابس التي يرتديها الكهنة. في كل مرة ترون مشجعاً يرتدي إحدى هذه السترات، تأكدوا بأنه فوق السن الـ40.
? ما السبب في أن طبيعة المهاجمين الألمان مخيفة وهائلة؟
- تريدون الإشارة هنا إلى غيرد مولر وأوفي زيلر؟ هذا صحيح، كان الرجلان أكبر بكثير من (اللاعب الفرنسي السابق) ألان جيريس (قصير القامة). في الواقع، نفترض بأنه لا يوجد سوى قالب واحد لصناعة مهاجمينا في مصنع فولكسفاغن. لذا، تجدونهم جميعاً من حجم موحّد.
? لماذا تُعتبر كرة القدم رياضةً يتواجه فيها 11 لاعباً مع 11 لاعباً، وفي النهاية أنتم دائماً من يفوز؟
- لأننا سيئون في الرغبي، ولأن المرة الأخيرة التي فزنا فيها ببطولة رولان غاروس للتنس كانت في القرن الماضي، ولأننا جيدون في رياضة الدراجات الهوائية فقط عندما نتعاطى المنشطات. بناءً عليه، قررنا أن نجعل كرة القدم الرياضة الوحيدة التي نكون فيها على قدر كبير من الجودة. مباشرةً بعد كوريا الجنوبية، بالتأكيد.
(هنا أرادت المجلة الألمانية أن تشير إلى أن ما يقال عن منتخبها مبالغ به، وذلك من خلال التذكير بخسارته أمام كوريا الجنوبية بهدفين نظيفين في مونديال 2018 في روسيا وخروجه من الدور الأول للمرة الأولى منذ حوالي 80 عاماً).
? كيف تفسرون قدرة لاعبيكم على التسديد من مسافات بعيدة عن المرمى؟
- إنها نتيجة قاعدة ثورية اعتمدناها قبل سنوات وتسمى: التمرين. وإليكم الآلية: تكتشف نقطة ضعف في أسلوب لعبك. ومن ثم تتدرب على أن تتحسن فيه. سأعطيكم مثالاً على ذلك: إذا أردت أن تسدد بصورة قوية من مسافات بعيدة، عليك بالتالي أن تتوقف عن مراوغة خمسة لاعبين بالكرة وأن تتوقف عن القيام بالتمريرات العرضية القصيرة. بدل القيام بذلك، تقوم ببناء ورشة صغيرة لصناعة الأحذية الألمانية التقليدية الضخمة وتنتعلها وتسدد الكرات نحو المرمى، لفترة طويلة. لا بد من أن إحدى هذه التسديدات ستدخل المرمى، وعندها سيقول عنك العالم: أنت تجيد التسديد عن بُعد.
(هنا أرادت المجلة الألمانية أن تشير الى أن التسديد عن بُعد ليس من السمات الطليعية للكرة الألمانية).