نظمها الملتقى الإعلامي العربي... عن بعد

مشاركون في ندوة «الإعلام والفن... التكامل والتنافر»: الكل صاروا نقاداً وإعلاميين وصحافيين!

تصغير
تكبير
  •  إيراج: النقد الفني يتحول في بعض الأحيان إلى شخصي

شدّد عدد من الفنانين، على ضرورة توجيه النقد الهادف والبنّاء لصنّاع وأبطال الدراما الخليجية والعربية، بعيداً عن المحاباة والمحسوبية لجهة ما على حساب الأخرى.
كما أجمعوا خلال «الندوة الرابعة» التي نظمها الملتقى الإعلامي العربي عبر تطبيق «Zoom» الإلكتروني، وجمعتهم بأهل الإعلام، وأدارها رئيس الملتقى ماضي الخميس تحت شعار «الإعلام والفن... التكامل والتنافر»، على أن الكل صاروا نقاداً وإعلاميين، مؤكدين أن العلاقة بين الناقد والفنان ينبغي ألا تتطور إلى حد الصداقة، كي لا تطغى العلاقة بينهما على النقد الحقيقي. في حين تطرق البعض الآخر إلى حال الدراما بعد أزمة كورونا، وعمّا إذا كانت هذه الأزمة ستلقي بظلالها على الوسط الفني.
الندوة استضافت الفنان أحمد إيراج والفنانة والإعلامية المغربية ميساء مغربي والناقد المصري طارق الشناوي والإعلامية اللبنانية ريما نجيم والفنان الأردني منذر رياحنة.


في البداية، أوضح الفنان أحمد إيراج أن دور الفنان في أزمة كورونا هو التوعية، بالإضافة إلى الترفيه من خلال المسلسلات الدرامية التي يقدمها على الشاشات التلفزيونية.
وأضاف: «يسعدني أن أكون واحداً من الفنانين الذين أسهموا في الترويح عن الناس، ولو بجزء قليل، حيث يعرض لديّ حالياً عمل بعنوان (في ذاكرة الظل) مع الفنان القدير داود حسين، ونحن محظوظون لأننا تمكنا من إنجاز العمل قبل شهر رمضان المبارك، في الوقت الذي غاب فيه زملاء لنا عن الشاشة، لعدم قدرتهم على التصوير إزاء تفشي فيروس كورونا».
وبخصوص الانتقادات التي تعرضت لها الدراما الكويتية هذا العام، يرى إيراج أن الأمر ليس بجديد، ففي كل عام هناك نقد وآراء مختلفة حول قيمة ومستوى هذه الأعمال.
وعمّا إذا كان الفنان لديه القدرة على الاعتذار إذا ما أخفق في عمل ما، كما فعل الفنان المصري أحمد فهمي حين قدم اعتذاراً لجمهوره عن فشل مسلسله الكوميدي «رجالة البيت»، وصف إيراج اعتذار فهمي بأنه جرأة كبيرة منه، لكنه ضربة موجعة لصنّاع العمل.
وحول الانتقادات التي يتعرض لها الفنانون على الدوام، قال إيراج إن النقد الفني يتحول في بعض الأحيان إلى نقد شخصي، فبدلاً من تكثيف الضوء على التفاصيل المهمة للعمل، ينتقد البعض طريقة هذه الفنانة أو تلك وفي وضع «الماكياج» مثلاً، وغيرها من الأخطاء الصغيرة التي لا تقلل من قيمة العمل الفني، «فالناقد ليس من مهامه النقد الشخصي أو التجريح بالشخوص»، مؤكداً أن الصورة النقدية صارت ضبابية، «وهناك محاباة لفنان على حساب فنان آخر، وبعضها لمصالح شخصية أو لصالح شركة منافسة».
بدوره، قال الناقد المصري طارق الشناوي إن «الفن مرتبط بهامش الحرية، وبما أن الحرية في عالمنا العربي متغيرة من بلد إلى بلد، فهناك بعض المشاهد والأفكار التي يجيزها الرقيب في بلد ما، في حين يجتزها في بلد آخر»، مستدركاً: «لكن بالرغم من كل المشاكل التي تحيط بنا إلا أن الفن العربي قادر على المنافسة».
وتطرق الشناوي إلى التكامل والتنافر بين الفن والإعلام، فقال: «في كل مهنة هناك الصالح والطالح، ولكن لا ينبغي أن يصبح الصحافي ناقداً، بل عليه الاختيار بين النقد أو الصحافة، بمعنى ألا يكون لاعباً وحكماً في آن معاً».
أما الإعلامية اللبنانية ريما نجيم، فقالت: «العلاقة بين الفنان والإعلامي تطورت كثيراً، حيث أصبحت هناك صداقات بين الفنانين والإعلاميين وهذا الأمر غير صحي على الإطلاق، لأنه في هذه الحالة سوف تطغى العلاقات الشخصية على النقد الحقيقي والهادف».
وأضافت: «الفنان في السابق كان يخشى أقلام النقاد كثيراً ولكن في ظل ظهور (السوشيال ميديا) تراجع خوف الفنان من الناقد، بعدما أصبح هناك (فانزات) وجمهور يتابعه ويدافع عنه في تلك المواقع».
وشدّدت نجيم على ضرورة تطور الفن من خلال استلهام الأفكار المستوحاة من الواقع العربي، وزادت: «المهم هو الإلهام في النصوص الفنية كي يتطور الفن، وفي المقابل هناك قضايا لا ينبغي تجاهلها، كأعمال الغرب هناك رسائل مهمة يقدمونها في أعمالهم. ولا بد من أن يأخذنا الفن العربي في فضاء إبداعه، خصوصاً وأن لدينا كتّاباً رائعين، فلماذا لا نستلهم منهم الإبداع؟».
ولدى سؤالها حول ما يصفها البعض بـ«مسلسلات التطبيع» أجابت قائلة: «أنا ضد الأعمال التي تعمل على (غسل الدماغ)، ولكن ينبغي أن ندعم الفن الحر وألا نقمع كل الآراء والأطروحات، ويجب أن يكون الفن بعيداً عن كل القيود، فلربما تحمل هذه الأعمال فكراً جديداً، وبالنهاية الحكم للمشاهد العربي فهو صاحب القرار بقبول أو رفض مثل تلك الأفكار».
من جانبها، قالت الفنانة والإعلامية ميساء مغربي: «نحن بحاجة إلى شيء يشبهنا في الدراما. صحيح أن الناس يبحثون عن شيء من الترفيه خصوصاً في أزمة كورونا، ولكن في الوقت نفسه لا بد من تسليط الضوء على القضايا الواقعية في مجتمعاتنا».
وبسؤالها عن العلاقة بين الفنان والإعلامي، ردّت: «معظم الإعلاميين ينتقدون الفنان بشكل جارح، فضلاً عن انتقادهم لأمور ثانوية في العمل الفني، مثل خطأ في (الراكور) أو طريقة إحدى الفنانات بوضع أحمر الشفاه، في حين يغفلون عن القيمة الحقيقية للعمل أو الرسالة التي يحملها».
كما أطلقت مغربي نداء لكل الإعلاميين العرب بألا يكونوا أداة لصفع الفنانين بالنقد الجارح، مردفة: «نحن بحاجة إلى كل الأطروحات والأفكار، التي من شأنها أن ترتقي بالفن العربي بشكل عام». وأوضحت أن أزمة كورونا غيّرت نظرة الإنسان إلى ذاته، وتساءلت: «هل سنرى أعمالاً (كورونية) في الآتي من الأعمال؟»... لتجيب: «بكل تأكيد ستكون هناك تجارب إنسانية في الدراما العربية، كما أن الإفرازات الفنية ستكون جديدة ومُغايرة عن ذي قبل».
بدوره تحدث الفنان الأردني منذر الرياحنة، قائلاً: «أظن أن العلاقة الصحية بين الإعلام والفن، هي العلاقة التكاملية، لكن في الفترة الأخيرة الكل صار ناقداً وصحافياً وإعلامياً».
وتابع الرياحنة: «في المرحلة الأخيرة، تم التشويش على الإعلام الحر من طرف الإعلام ذي الأجندات الخاصة، فهناك مجموعة من الأشخاص دخلوا على مهنة الإعلام وأساؤوا إليها، مثلما دخلت مجموعة أخرى على الفن وأساءت إليه».
ولفت الفنان الأردني إلى أن المادة الفنية الحقيقية تتحدث عن نفسها، وحينها لن يستطيع أحد انتقادها بشكل جارح، علماً أن النقد الصحيح هو بمثابة بوصلة الفنان، «وأنا شخصياً استفدت من بعض الانتقادات البناءة في أعمالي».

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي