هل تنتهي الجائحة اجتماعياً قبل أن تنتهي طبياً؟
طريقان لا ثالث لهما لهزيمة «كورونا» ... التعايش أو انخفاض معدلات الإصابة



نيويورك تايمز: الجائحة يمكن أن تنتهي اجتماعياً قبل نهايتها طبياً
روجرز: قد نصل إلى لحظة يقول الناس فيها «يكفي... يجب أن أعود إلى حياتي»
طريقان لا ثالث لهما يمكن من خلالهما أن نشهد نهاية أي وباء يضرب البشرية، وفقاً لما يؤكده علماء الأوبئة والمؤرخون، هما انخفاض معدلات الإصابة والسيطرة عليها، أو من خلال التعايش والتأقلم الاجتماعي مع هذا الوباء والانخفاض التدريجي لحالة الرعب منه.
ورغم أن بعض الأوبئة التي ضربت البشرية لا يُعرف سبب القضاء عليها، إلا أن العامل المشترك بينها أن تلك الأوبئة تعاود الكرّة والهجوم على فترات زمنية متباينة. وما زال السؤال العالق بذهن الكثيرين أيهما سيسبق الآخر، التعايش مع فيروس كورونا المستجد أم الوصول للقاح له؟
والمتتبع لتاريخ الأوبئة يجد أن وباء الإنفلونزا الإسبانية، الذي ضرب العالم في العام 1918، وقتل ما بين 50 مليوناً و100 مليون شخص في جميع أنحاء العالم، وافترس الصغار والكبار في منتصف العمر، وقضى على الجنود في خضم الحرب العالمية الأولى، كشف أهمية الحجر الصحي والتباعد الاجتماعي.
وفي هذا الصدد، جاء في صحيفة نيويورك تايمز أن «المؤرخين يقولون إن أحد الاحتمالات هو أن جائحة فيروس كورونا يمكن أن تنتهي اجتماعياً قبل أن تنتهي طبياً، فقد يتعب الناس من القيود لدرجة أنهم يعلنون نهاية الوباء، حتى مع استمرار انتشار الفيروس بين السكان وقبل العثور على لقاح أو علاج فعال».
وقالت المؤرخة ييل نعومي روجرز إن «هناك نوعاً من القضايا النفسية الاجتماعية الناجمة عن الإرهاق والإحباط، و قد نصل إلى لحظة يقول الناس فيها: هذا يكفي يجب أن أعود إلى حياتي العادية»، الأمر الذي حدث بالفعل في بعض الولايات الأميركية، حيث تم رفع بعض القيود مما سمح بإعادة فتح صالونات تصفيف الشعر وصالونات الأظافر والصالات الرياضية، في تحدٍ لتحذيرات مسؤولي الصحة العامة.
ويعد مرض الجدري من بين الأمراض التي أمكن إيجاد نهاية طبية لها، لكن تلك النهاية كانت استثنائية لأسباب عدة، أهمها أنه أمكن إيجاد لقاح فعال يوفر حماية مدى الحياة، وأن فيروس (فريولا) الذي يسبب المرض ليس لديه مضيف حيواني يحمله إلى البشر، لذا فإن القضاء على المرض في البشر يعني القضاء التام عليه، فضلاً عن أن أعراض هذا المرض واضحة، مما يسمح بالحجر الصحي الفعال وتتبع طرق المخالطة.