يقول خبراء الحروب والساسة إن الحروب العالمية لا تنشب إلا عند اجتماع عناصر ثلاثة تسمى بالثالوث المشؤوم، هي الأزمات الاقتصادية، وبروز دول صاعدة تطمح لإزاحة الدولة قائدة العالم عن عرشها وتبوؤ مقعدها، وظهور قيادات شعبوية (مخالفو الأنظمة الثابتة) Anti-establishment في كثير من دول العالم، ويؤكدون أن الثالوث كان قد اكتمل قبيل الحرب العالمية الثانية التي نشبت في 9/ 1939، فالمانيا وإيطاليا واليابان كانت القوى الصاعدة التي تنافس الأمبراطورية البريطانية على قيادة العالم الذي كان يمر بأزمة اقتصادية طاحنة جراء الكساد العظيم 1929، وسجلت القيادات المسماة بالشعبويين نجاحاً باهراً في انتخابات الدول الأوروبية بلغ 40 في المئة وفقاً لدراسة أجراها صندوق الاستثمار المرموق بريدج ووتر Bridge Water.
وها هي عناصر الثالوث المشؤوم قد اكتملت ثانية في عامنا الحالي بوجود الصين وروسيا كقوى طامحة تنازع أميركا قائدة النظام العالمي الحالي على عرش القيادة، والأزمة الاقتصادية التي تعزى لأسباب عديدة أهمها الحرب التجارية بين الصين وأميركا، وتصحيح النظام الرأسمالي السائد في العالم لنفسه باعادة توزيع الثروات التي تجمعت في أيدي النخبة وتكاليف وخسائر جائحة كوفيد - 19 التي قد تحول الأزمة من حالة الركود الى حالة الكساد العالمي، هذا وقد صعد العديد من القادة الشعبويين في الغرب للسلطة منذ 2016 أشهرهم الرئيس الأميركي ترامب ورئيس وزراء بريطانيا جونسون وبنسبة نجاح بلغت 35 في المئة وفقاً لبريدج ووتر.
وليتحول الثالوث المشؤوم إلى حالة الحرب لا بد من وجود نقاط ملتهبة Flash Points كافية لاستفزاز الخصوم للدخول في الحرب ومن أشهر نقاط الاشتعال هذه الخلاف حول تايوان التي تتمتع بحكم ذاتي وتدعمها الولايات المتحدة، بينما تطالب الصين بعودتها اليها كعودة هونغ كونغ، كما ويعد النزاع بين الكوريتين أحد نقاط التأزيم المهمة، ويبقى النزاع حول كشمير هو الأكثر حدة وتفجراً إذ تعد كشمير من أسخن مناطق التوتر في العالم بين دولتين نوويتين هما الهند التي تملك التفوق في الأسلحة التقليدية، وباكستان التي تهدد باستعمال سلاحها النووي لو احتلت الهند كشمير.