مقتل ضابط إسرائيلي وجرح 4... وبيريس لا يريد ان تصبح غزة «تابعة لإيران»

خلافات حادة بين أولمرت وباراك وليفني حول إنهاء الحرب والجيش يشكك في إمكانية الإطاحة بحكم «حماس» بالقوة

تصغير
تكبير
| القدس - من محمد أبو خضير وزكي أبو الحلاوة - القاهرة - «الراي» |

كثفت اسرائيل، أمس، هجومها على قطاع غازة مع توغل عشرات الدبابات في خان يونس، وشنت غارات جوية على مدينة رفح قرب الحدود مع مصر، صاحبها تعليق عمليات القصف على القطاع، اعتبارا من الساعة 11.00 تغ، لمدة 3 ساعات «لدواع انسانية» لليوم الثاني، فيما ذكرت مصادر سياسية ووسائل اعلام، ان المسؤولين الاسرائيليين منقسمون حول مواصلة او توسيع الهجوم العسكري على القطاع.
وافادت مصادر طبية (ا ف ب، رويترز، د ب ا، يو بي اي، كونا) ان عدد الشهداء منذ بدء الهجوم الاسرائيلي ارتفع الى 765 وأكثر من 3150 جريحا بعد العثور على نحو 50 جثة شرق جباليا وحي الزيتون.
وأضاف ان 4 فلسطينيين استشهدوا في عمليات قصف على شمال القطاع وجنوبه. وان «امرأتين استشهدتا في بلدة القرارة في شرق خان يونس بقذيفة دبابة».
واوضح مصدر في مستشفى «كمال عدوان» في بلدة بيت لاهيا: «استشهد مواطن واصيب 5 اخرون» بقذيفة دبابة على بلدة بيت حانون.
كما اشتشهد ناشط من «سرايا القدس»، الجناح العسكري لحركة «الجهاد الاسلامي» متأثرا بجروحه التي اصيب فيها قبل ساعتين خلال غارة جوية على بيت لاهيا سقط فيها ايضا 3 من عناصر «سرايا القدس».
واستشهد فتيان في غارة على منطقة القرارة جنوب القطاع، فيما استشهد سائق شاحنة كان يعمل لصالح «وكالة غوث وتشغيل اللاجئين» (اونروا) بنيران الجيش الاسرائيلي قرب معبر ايرز.
وقصفت الطائرات الاسرائيلية نحو 40 هدفا في القطاع، ليل أول من أمس، مركزة غاراتها على رفح، مستهدفة منزلا ونفقا يشتبه في انه يستخدم في عمليات تهريب.
والقى الجيش، ليل أول من أمس، منشورات على رفح تدعو سكان المناطق الحدودية مع مصر الى مغادرة المكان بسبب عمليات قصف وشيكة على مناطق الانفاق.
ورصد الجيش 250 نفقا الى 300 نفق في حين يقول المهربون الفلسطينيون ان عددها يفوق الـ 500.
واعلن ناطق عسكري مقتل ضابط واصابة جندي، أمس، في معارك مع ناشطين شمال مدينة غزة.
وقال: «قتل الضابط لدى اطلاق صاروخ مضاد للدبابات في المنطقة الوسطى من قطاع غزة». ليرتفع الى 8 عدد العسكريين الاسرائيليين الذين قتلوا منذ بدء الهجوم على غزة.
وأطلق مسلحون 15 صاروخا في اتجاه جنوب اسرائيل، أمس، أسفرت عن اصابة 4 جنود بجروح و11 آخرين بحالات هلع.
وسقطت قذيفة هاون قرب بلدة في منطقة المجلس الاقليمي في النقب، ما أسفر عن اصابة أربعة أشخاص. كما سقط صاروخ من نوع «قسام» في منطقة مفتوحة في منطقة «شاعر هنيغف»، من دون أن يسفر عن اصابات أو أضرار، وصاروخ آخر من نوع «غراد» في عسقلان أصاب قاعة رياضية في مدرسة كانت خالية من الطلاب ما ألحق أضراراً مادية، ولم يبلغ عن وقوع اصابات.
وصرح ابو عبيدة الناطق باسم «كتائب القسام» في قطاع غزة في اتصال هاتفي مع «الراي»، امس، بان «المقاومة الاسلامية والوطنية بخير وهي تحقق انجازات وصامدة وتوقع ضربات موجعة بالقوات الاسرائيلية الغازية»، مؤكداً أن «وحدة القناصة تحقق انجازات جيدة جدا اذ تسقط كل من يحاول ان يترجل من المدرعات والدبابات الاسرائيلية».
من جانبها، نددت اللجنة الدولية للصليب الاحمر، أمس، بمنع القوات الاسرائيلية لمدة 4 ايام فرق الاغاثة من الوصول الى منطقة في غزة حيث تم اكتشاف 12 شهيدا والعديد من الجرحى.
وقام الصليب الاحمر الدولي باجلاء نحو 250 اجنبيا من القطاع بعد فشل محاولات عدة سابقة جراء القصف.
في المقابل، ذكرت تقارير اسرائيلية أن خلافات حادة ظهرت بين القيادة الاسرائيلية حول انهاء الحرب على القطاع وحول شكل انهائها أيضا، وأن تل أبيب تريد انهاء الحرب قبل دخول الرئيس الأميركي المنتخب باراك أوباما الى البيت الأبيض في 20 يناير الجاري.
وذكرت صحيفة «يديعوت أحرونوت»، ان رئيس الوزراء المستقيل ايهود أولمرت يؤيد استمرار العملية العسكرية الواسعة في القطاع في موازاة المفاوضات مع مصر في شأن المبادرة المصرية - الفرنسية لوقف النار.
من جانبه، يؤيد وزير الدفاع ايهود باراك «وقف العملية العسكرية باتفاق بعدما استنفذت نفسها ويرى أن حماس تلقت ضربة قاسية وبالامكان انهاء العملية».
واتخذت وزيرة الخارجية تسيبي ليفني موقفا ثالثا وهو وقف النار بصورة أحادية الجانب بعدما تعلن اسرائيل أنها سترد بهجمات شديدة ضد «حماس» والفصائل الفلسطينية الأخرى في القطاع «في حال أطلقت صواريخ أو تم تنفيذ عمليات ضد أهداف اسرائيلية».
لكن صحيفة «هآرتس» أفادت أن «الخلاف بين أولمرت وباراك وليفني في شأن وقف النار يتلخص بان رئيس الوزراء ووزير الدفاع يؤيدان التوصل الى اتفاق لوقف النار بمساعدة الولايات المتحدة ومصر، وأن يضمن هذه الاتفاق وقف اطلاق الصواريخ لفترة طويلة، فيما موقف ليفني هو وقف النار بصورة أحادية الجانب».
وقال الرئيس الاسرائيلي شمعون بيريس، لصحيفة «لا ريبوبليكا» الايطالية، أمس، ان اسرائيل «لا تريد وقف النار بل نهاية الرعب» حتى لا تصبح غزة «تابعة لايران».
الى ذلك، شككت وثيقة داخلية أعدها الجيش الاسرائيلي في امكانية الاطاحة بحكم حركة «حماس» في قطاع غزة بالقوة.
وذكرت «هآرتس»، أمس، ان «الوثيقة تفيد بأن مداولات أجراها ضباط رفيعو المستوى في الجيش حول اليوم الذي يلي عملية عسكرية في القطاع أظهرت أن ثمة شك في امكانية تغيير الحكم في القطاع من خلال اللجوء الى القوة فقط».
وأضافت الوثيقة أنه «قد يكون بالامكان التوصل الى تهدئة أمنية متواصلة بواسطة اتفاق مع حماس لكن هذا الأمر لا يتجانس مع السياسة الاسرائيلية».
في غضون ذلك، بحث رئيس الدائرة السياسية والأمنية في وزارة الدفاع الاسرائيلية عاموس جلعاد، في القاهرة، أمس، مع مدير المخابرات المصرية عمر سليمان المبادرة المصرية - الفرنسية.
وأشارت تقارير الى أن الوفد الاسرائيلي يضمّ في صفوفه شالوم ترجمان المستشار السياسي لأولمرت.
وذكرت «وكالة أنباء الشرق الأوسط» المصرية أن رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس سيلتقي مبارك في القاهرة غدا، لبحث التصورات وآليات لتنفيذ المبادرة المصرية.
وفي دمشق، اصدرت فصائل فلسطينية معارضة بينها حركة «حماس» بيانا، أمس، اعتبرت فيه ان المبادرة المصرية لوقف الحرب على غزة «ليست اساسا صالحا للحل» و«هدفها التضييق على المقاومة».
وذكر البيان في اعقاب اجتماعات عدة لها عقدت خلال الايام القليلة الماضية انها «لا تعتبر ان هذه المبادرة المصرية - الفرنسية تشكل اساسا صالحا لاي حل مقبول لدى الجانب الفلسطيني وفيها بنود تتضمن مخاطر على المقاومة ومستقبلها».
وفي نيويورك، قرر وزراء خارجية الولايات المتحدة كوندوليزا رايس وفرنسا برنار كوشنير وبريطانيا ديفيد ميليباند، ليل أول من أمس، تمديد زيارتهم لنيويورك في محاولة للتوصل الى اتفاق مع نظرائهم العرب حول الوضع في غزة.
وامام المجلس مشروعان للتوصل الى وقف النار في غزة. وتقدمت ليبيا بمشروع قرار يطالب بوقف فوري للنار. لكن فرنسا التي ترأس مجلس الامن، تقدمت بنص بيان غير ملزم يؤكد «الحاجة الملحة لوقف فوري ودائم للنار» ويرحب بالمبادرة التي عرضها الرئيس المصري حسني مبارك.

إسرائيل تنفي استخدامها قنابل بالفوسفور الأبيض


لندن - ا ف ب - ذكرت صحيفة «تايمز» البريطانية، أمس، ان اسرائيل استخدمت قنابل بالفوسفور الابيض تعتبر من الذخائر المثيرة للجدل منذ ان شنت هجومها على قطاع غزة في 27 ديسمبر الماضي، ناشرة في الوقت نفسه نفيا من ناطقة عسكرية اسرائيلية.
واوضحت الصحيفة انها تعرفت الى قذائف بالفوسفور الابيض على صور اوردتها الصحف لمخزونات ذخائر للجيش الاسرائيلي التقطت الاسبوع الماضي عند الحدود مع غزة. واضافت انه «طبع على هذه القذائف «ام 825 ايه 1» ما يشير الى قنابل بالفوسفور الابيض اميركية الصنع».
وتابعت ان «الجيش يستخدم هذه القنابل لاثارة ستارة من الدخان في ميدان المعركة»، كما ذكرت ان لديها «ادلة على ان مدنيين فلسطينيين اصيبوا بهذه القنابل التي تتسبب بحروق بالغة».
واوردت شهادات عدد من عناصر الاجهزة الصحية في مدينة غزة قالوا انهم شاهدوا او عالجوا مصابين يشتبه في انهم تعرضوا لمثل هذه القنابل.
ونفت ناطقة باسم الجيش الاسرائيلي للصحيفة ان تكون القوات تستخدم هذه القنابل. وقالت ان قذائف «ام 825 ايه 1» كانت «فارغة، لا تحتوي على متفجرات ولا على فوسفور ابيض».
واضافت: «ليس هناك شيء في داخلها. اننا نطلقها لتمييز الهدف قبل اطلاق قذائف حقيقية (..) وليس لقتل الناس».
وشددت على «اننا نستخدم ما تستخدمه الجيوش الاخرى، ولا نستخدم اي اسلحة تحظرها القوانين الدولية».


الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي