No Script

لقاح «كورونا»... لماذا سيستغرق إنتاجه سنة على الأقل؟

No Image
تصغير
تكبير

بينما نرى جميع أطراف المجتمع الدولي تتعاون في ما بينها على نحو حثيث وغير مسبوق سعياً إلى تطوير لقاح وقائي مضاد لفيروس «كورونا» المستجد المسبب لمرض «كوفيد-19»، يفرض التساؤل التالي نفسه: لماذا يقول أهل الاختصاص إن الأمر سيحتاج إلى سنة على الأقل قبل أن يتم إنتاج مثل ذلك اللقاح بشكله النهائي الآمن لتطعيم البشر؟
«الراي» استقصت علمياً حول هذا السؤال، ووجدت أن الإجابة المختصرة عنه تقول ببساطة: لأن التقنيات والأصول المتاحة حالياً في مجال الأبحاث البيولوجية تحتّم مرور عملية اكتشاف وتطوير وإنتاج أي لقاح جديد عبر «تسلسل زمني» من غير الممكن القفز فوقه أو الالتفاف حوله أو اختصاره.
أما الإجابة الأكثر تفصيلاً فتقول إنه لا بد نمطياً من أن تخوض إجراءات تطوير وإنتاج لقاح جديد فعّال مراحل مختبرية وإكلينيكية (سريرية) متتابعة، وهي الإجراءات التي كانت تستغرق 10 سنوات على الأقل في الماضي لكن التطور التكنولوجي الذي شهده العالم خلال العقدين الماضيين أدى إلى تقصير تلك المدة إلى ما بين بضعة أشهر وسنة ونيّف.


ووفقاً لخبراء عالميين في مجال الفيروسات، فإن الطبيعة المراوغة التي يتسم بها فيروس كورونا المستجد تعني أن عملية إنتاج لقاح مضاد له ستستغرق سنة على الأقل، موضحين أنه سيتعين أن تخوض تلك العملية المراحل التالية التي تستغرق كل واحدة منها مدة زمنية من الصعب اختصارها:
• المرحلة الأولى: إجراء تجارب سريرية محدودة على متطوعين أصحاء (غير مصابين) من خلال حقنهم بجرعات مدروسة من اللقاح لرصد استجابات أجسامهم مع مرور الوقت. وبالنسبة للقاح «كوفيد-19»، فإنه من المتوقع أن تستغرق هذه المرحلة 3 إلى 4 أشهر.
• المرحلة الثانية: إجراء دراسة ثنائية التعمية على بضع مئات من المتطوعين الذين يتم اختيارهم عشوائياً، وذلك بهدف التأكد أكثر من أمان وفعالية اللقاح. ومن المتوقع لهذه المرحلة أن تستغرق 6 إلى 8 أشهر.
• المرحلة الثالثة: إجراء دراسة ثنائية التعمية على بضعة آلاف من المتطوعين الذين يتم اختيارهم عشوائياً للهدف ذاته الموضح في المرحلة الثانية. وهذه المرحلة يمكن أن تتم بالتزامن الجزئي مع المرحلة الثانية.
• المراجعة التنظيمية: بعد ذلك، تقوم الجهة الطبية الحكومية المنوطة بالاعتماد والموافقة على براءات ابتكار اللقاحات الجديدة (مثلا: «إدارة الأغذية والأدوية» في الولايات المتحدة) بإجراء مراجعات تدقيقية صارمة على بيانات التجارب السريرية والمعلومات الأخرى ذات الصلة المقدمة من أجل الحصول على براءة الاختراع والترخيص الرسمي. ومن المتوقع لهذه المرحلة أن تستغرق شهرين إلى 3 أشهر.
• المرحلة الرابعة: دراسات ما بعد الموافقة الرسمية من جانب الجهة التنظيمية، وهي تهدف إلى رصد التطبيق الأولي للقاح على مستوى عام قبل الإعلان رسمياً عن نجاحه وكونه آمناً تماما للتسويق تجارياً على مستوى العالم ولجميع البشر.

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي